بمناسبة اليوم الوطني لبلادنا والذي نحتفل به هذه الأيام، كم هو جميل أن نستشعر من خلاله كيف تحولت هذه البلاد من حياة الشتات والفوضى والتناحر فضلاً عن الجهل والفقر والمرض إلى حياة أخرى من الاستقرار والأمن والسكينة ورغد العيش.. ونستقرئ ايضا مراحل تلك الخطوات التاريخية لذلك الإنجاز العظيم الذي تحقق لبلادنا في ذلك اليوم الأغر ليوم التوحيد المبارك، حيث الوحدة في الأرض والوحدة في القلوب من خلال جهد موفق وتضحية صادقة وكفاح مرير وملحمة عظيمة ورائعة قادها الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه- بهمة وشجاعة وإرادة وعزيمة صادقة وحنكة سياسية رائدة يوجهها الإيمان الصادق بالله تعالى وحسن النية في المقصد والتوجه السليم ليتحقق بذلك هذا الهدف وهذه الغاية النبيلة والتي ينبغي أن تذكر فتشكر. ونحن إذ نثمن ايضا مثل هذه الجهود الحثيثة والمخلصة للملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- مؤسس هذا الكيان الكبير وباني نهضته وانطلاقته المباركة.. ونفرح كذلك ونصدح كما تصدح الطيور على الأغصان ابتهاجا بنزول الغيث واخضرار الأرض وازدهار النبات والشجر.. فإنه ينبغي علينا ايضا ان نرسخ مثل هذه المعاني الجميلة والرائدة للتضحية والوحدة في نفوس أبنائنا وذلك لكي يدركوا مدى اهمية هذه المعطيات الرائعة، وأن الحفاظ عليها أمر مطلوب لديمومتها إلى جانب ترسيخ هذه المفاهيم الجميلة للعمل الصالح في نفوسهم ايضا لتتحول بذلك إلى سلوك واقعي وعملي لخدمة هذا الوطن الكريم. من جهة اخرى ينبغي علينا جميعا مع هذا كله تجاه هذا الوطن أن نترجم مثل هذه المشاعر الوطنية الفياضة التي نعتز بها جميعا إلى مفاهيم عملية خلاقة وأن نجسدها على أرض الواقع بالعلم المخلص الهادف البناء للرفع من شأن هذا الوطن والذود عنه بكل ما أوتينا من قوة ومنعة ممثلة في العلم النافع والعمل الجاد المخلص ومختلف الوسائل الممكنة للحفاظ على أمن ومقدرات هذا الوطن من خلال رأي حصيف وحكمة بالغة مستمدة من شريعتنا الإسلامية السمحة، وذلك لكي يبقى هذا الوطن العزيز حراً أبياً عالي المجد والبنيان وشامخا بين سائر الأوطان.. نستلهم من ماضيه التليد العظة والعبرة والدروس ونغرف من قيمه الأصيلة الصافية ما يهيىء لنا سبل التطور والتقدم واللحاق بركب الحضارة، لنجعل بذلك من هذا الفرح الذي نعايش لحظاته اليوم عملا دؤوبا مخلصا ننثره على محيا هذا الوطن العزيز حبا وإجلالا وتقديرا وفي إطار من الأمانة وتحمل المسؤولية والتعاون المشترك.. سائلاً الله العلي القدير أن يديم علينا هذه النعم ممثلة في الإسلام والأمن والأمان والاستقرار، وأن يحفظ لنا هذه البلاد من كل سوء ومكروه، وأن يجعلنا هداة مهتدين وللوطن أوفياء مخلصين. * مشرف تربوي بتعليم تبوك