في مثل هذا اليوم من عام 1899م بدأ صدور أشهر سلسلة روايات بوليسية في تاريخ الأدب العالمي وهي سلسلة روايات شارلوك هولمز الذي تحول إلى أشهر (مخبر) في العالم. حملت الرواية الأولى من هذه السلسلة تحت عنوان (مغامرة إبهام مهندس). حققت هذه الروايات شهرة ومكانة واسعة لمؤلفها أرثر كونان دولي الذي حصل على لقب سير. والطريف أن شهرة شخصية شارلوك هولمز طغت على شهرة مبتكرها فلم يعد كثيرون يتوقفون عند اسم المؤلف أرثر كونان. ولد كونان في الثاني والعشرين من مايو عام 1859م في أدنبره عاصمة اسكتلندا ودرس الطب في جامعتها على يد الدكتور جوزيف بيل. بدأ أرثر كونان مشواره الأدبي عام 1879م برواية لم تكن عن شخصية شارلوك هولمز تحت عنوان (دراسة في سكارلت) وحققت نجاحا مقبولا. وعندما بدأ الكاتب الاسكتلندي نشر مغامرات شارلوك هولمز بدأ النجاح يتزايد. وبلغ عدد الروايات التي نشرها الدكتور أرثر أكثر من خمسين رواية. وفي عام 1893م قرر الدكتور أرثر التخلص من شخصية هولمز التي حصرته في إطار الروايات البوليسية حتى يفسح المجال أمام أعمال (أكثر جدية) من وجهة نظره فنشر رواية (مذكرات شارلوك هولمز). ولكن وعلى طريقة الأساطير اليونانية القديمة كانت شخصية شارلوك هولمز أقوى من مخترعها فلم تنجح محاولات الكاتب القضاء عليها وعادت إلى الوجود مرة أخرى عام 1902م في عمل أدبي جديد. والحقيقة أن الدكتور أرثر كونان هو أحد اثنين أسسا أدب الروايات البوليسية مع أجاثا كريستي التي كانت أفضل حظا من أرثر حيث حملت كل رواياتها اسمها الذي أصبح شعار الرواية البوليسية الناجحة ولم تطغ شخصياتها على اسمها فأصبحت أشهر كاتب مغامرات بوليسية في التاريخ.