في صبيحة يوم الخميس 5-1-1425ه خلوت بنفسي في مكتبتي على حين هجعة من أطفالي وقلت هذه الأبيات في عشرين دقيقة، عشرون بيتاً أوترتها بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: حسنت بعيني ما أراه وأسمع وللقدر المخبئ ما يريع ويفزع ومن سبر الدنيا تلاين مسها ولكنها أقسى فتعطي وتمنع فكم لذة كانت من الشؤم حلوها وكم نعمة عادت إلى ربها نقع إذا ما استبان الحق حاد عن الهدى شقي فلا يدري إلى أين يرجع ومن خبر الدنيا تبين نهجها على أنها ذاك الذي لا يقعقع يراها صغير عيش طعم ولذة وإن قربت في عينه فهي أنجع تراني أصحو أم الصحو عازب أقيم على درب له الله يرفع لمن دربه درب الهدى كان جده هنيئاً لمن تومي إليه الأصابع أعود على ذكرى شبابي كأنه خيال وطيف مزنه يتقشع وما العيش إلا ساعة أنت وقتها فأنت لها كسب وأنت لها دفع ومن شبه الأيام حمل مخاضها شبيه لقاح أرضعته المراضع وما الناس إلا معدن من معادن كمين خفي غطت عليه المقانع ولكنه في ساعة نور بدره يضيء وملئ الخافقين يشعشع وما خبري في الناس إلا كبيطري يداوي عجافاً سمنها ليس مطمع وإن أسقهم شهداً يخال غبيهم بأن الذي أسقيه سماً له نقع وما في كلامي للغبي حلاوة وما في مذاقي ما يخيف ويفزع ولكنما جرح السقام لفقده حياة فلا يدري لمن ذاك يوجع ومن تكد الدنيا على المرء أن يرى لمن يزدري حقاً فذاك الأخنع لقد طفت أرضاً خصبة من ثمارها ينابيع علم جمعت ما يجمع وأرض لشرب أمسكت ماء مزنه ولكن أرضاً غيثها ليس ينفع أصلي على خير البرية أحمد ومن كان ذخراً للأنام مشفع