سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إماما وخطيبا الحرمين الشريفين: حادثة الرياض دليل قاطع على فكر الغلو المنحرف وصورة قاتمة للإرهاب المجرم الشريم يدعو لرجال الأمن بالثبات وخير الجزاء على تضحياتهم
أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس المسلمين بتقوى الله عز وجل والعمل على طاعته والحذر من كل ما حرم الله مؤكداً ان من الثوابت والمسلمات قدسية الحرمين الشريفين والبعد عن ما يعكر أمنها من الفتن والتحديات والمحن فحري مراعاتها والحفاظ عليها وان ما حدث في الرياض دليل قاطع على فكر الغلو المنحرف وتهافته الى جر البلاد الى الخراب: وقال فضيلته في خطبة الجمعة يوم امس بالمسجد الحرام إن الانسان منذ الأزل يتطلع الى حياة آمنة على ثرى هذا الكوكب تستقر فيها نفسه ويهدأ خاطره ويطمئن ضميره. واضاف انه هل يرى الخائف إلا أن يترقب فلا يتلذذ بطعام ولا شراب ولا يستمتع براحة ولا منام. وأشار ان حياتنا المعاصرة لا تزال ترزح تحت وطأة الفزع والقلق وأي طعم للحياة تحت هذه المعاني القاتمة ويوم أشرقت شمس هذه الشريعة الغراء ظللت الكون بأمن وارف وأمان سابغ المعاطف لا يستقل بوصفه بيان. مؤكداً أن الأمن مطلب يروق كثير من المجتمعات وتنشده كل الشعوب والحضارات في بعد عن منغصات الجرائم. ويقال ذلك والأمة الإسلامية تتوجه هذه الأيام نحو محورها الذي يجمعها فالأعناق مشرئبة والأنظار متوجهة نحو قطب الأمن والأمان وركيزة الاستقرار والاطمئنان فها هي طلائع وفود الله قد أقبلت وها هي حلقات ضيوف الرحمن قد شرفت. وقال إمام وخطيب المسجد الحرام ان الله شاء لبلاد الحرمين الشريفين اصطفاء واختيارا. وجعلها منطلقا للرسالة الإسلامية الخالدة ومتنزل الوحي وقبلة لعباده ومهوى لأفئدتهم ومحلاً لأداء مناسكهم فأمنها أمن لجميع البلاد ونور إيمانها وصل إلى كل الأصقاع وقلعه من قلاع الهدى وصخره شماء تتهاوى أمامها سهام العداء وتتلاشى أمام شموخها أمور الردى. منارة الإسلام ومحض العقيدة والشريعة ومركز الاشعاع والحضارة ومنطلق القيادة والسيادة والريادة للعالم الإسلامي والخط الأخير في عزة الوجود الإسلامي وخاتمه سور الدفاع العقدي والحصن الإيماني فهي معقل الشريعة وعاصمتها الخالدة ورأس مال الأمة وأغلى أرباحها وتعد مركز القلب في الجسم الإنساني حفظها الله. فلم تطأ قدم مستعمر وسلمها الله فلم يعبث بأمنها يد دعي مستهتر ولا مكان فيها بإذن الله للعمليات الإرهابية ولا مجال فيها للأعمال التخريبية والأفعال الإجرامية والله بسط أمنه في ربوع أمنها ونشر أمانه في أرجائها فله الحمد والمنة. وأضاف فضيلته أن المؤمن الحق لينشرح صدره باستتباب الأمن في قبله الإسلام الأولى وانطلاقة دعوته الكبرى ويفرح ويغتبط عندما يرى صفاء العقيدة ويغمره السرور والاستبشار حين يجد الراحة والأمن وهو يحج ويعتمر بكل أمان واطمئنان بعدما كانت رحلة الحج والعمرة رحلة مصيرية تمثل حياة أو موتاً فلله الحمد أولاً وأخيراً وباطناً وظاهراً. وأشار فضيلته ان من فضل الله على عباده ما هيأ لهم من هذا البيت الحرام والبلد الأمين والحرم الأزهر وخير الأماكن وأجل بقاع الأرض وقد أدام الله ذكرها في قرآنه يتلى إلى يوم التلاق. وقد امتن سبحانه على ساكني هذه الديار بنعمة الأمن والأمان على حين أن العالم اليوم تتناوشه حروب عاصفة ورعود بالخوف والفزع قاصفة مقلقة مضاجعه اعمال الإرهاب والحوادث وتنغص أمنه ابشع الجرائم والكوارث وأخبار الزلازل والفيضانات والبراكين والاضطرابات وتنامي أعمال التفجير والتخريب. وإذا كان الأمن متعدياً إلى الصيد والنبات والجماد في البلد الحرام فكيف بالإنسن المسلم فهل بعد هذا من دليل على رعاية الإسلام الفائقة لحقوق الإنسان وأنه دين الرحمة والخير والسلام وأن حرمة هذا البلد نافذة وآمنة ومكانته دائمة من لدن إبراهيم واسماعيل عليهما السلام إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين.. وأشار فضيلته ان هذا الأمن الذي امتد مداه خاص بالبلد الحرام من سوى الأرض أجمع لا يرتفع عنها ولا ينخفض منها بحال من الأحوال فهو أمن إلا هي معجز لكل المحاولات البشرية في ايجاد منطقة حرام يعم فيها الأمن والسلام ويلقى فيها السلاح ويأمن فيها المتخاصمون وتحقن فيها الدماء ويلوذ بها كل ملهوف. وهذا البلد الحرام وما اشتمل عليه من خصائص عظام وأمن لا يضام منقطع النظير والأشباه فتتساقط الشعارات وتتهاوى الحضارات كأوراق الخريف اليابسة ويبقى البلد الحرام عبر التاريخ محفوظاً بحفظ الله رمزاً للتوحيد ومئولاً للعقيدة ودوحة للأمن والأمان بحمد الله. وأشار فضيلته ان الخصوم دأبوا على رفع خصومتهم عند تجدد كل نعمة وتبدد كل نقمة فشنوا الحملات الإعلامية المغرضة وبثوا الدعايات والوشايات الكاذبة ضد هذه البلاد المباركة، ويرددها بعض من أرخى زمام نفسه مع خصمه وأعار عقله وفكره لغيره فصار يهذي بما لا يدري ويهرف بما لا يعرف جهلاً أو أعراضاً دون روية أو تثبت ونظر وتبين واطلاع ويصدق كل ما يذاع ويسلم بكل ما يشاع وشأن المسلم الحصيف الواعي أن ينظر بميزان النقل الصحيح والعقل الصريح وجلب المصالح ودرء المفاسد والحذر من الانسياق وراء كل فتنة ومؤججي كل محنة، وان علينا أن نكون مع عظم هذا التشريف وعلى مستوى هذه الثقة والتكليف سائرين على درب الجماعة تحت راية التوحيد وعلى منهاج النبوة لا تتنازعنا الفرق والأهواء ولا تفرقنا الأحزاب والآراء. وأكد إمام وخطيب المسجد الحرام أن من الثوابت والمسلمات أن قدسية الحرمين الشريفين والتجافي عن كل ما يعكر أمنهما عقيدة راسخة وقضية أزلية ثابتة لا تغيرها السنون ولا تبدلها القرون فحري بأهل الايمان مراعاتها والحفاظ عليها.. لاسيما في زمن الفتن والتحديات والمحن والمتغيرات ويؤكد ذلك والأمة لا زالت تكتوي بنار حملات مسعورة تتبارى ولم يعد أحد في تكذيبها يتمارى.. ألسنة بالبهتان انطلقت.. وانه ان انبرى سفيه غير فقيه ولاسن موتور ونبح مسعور هبيل الرأي مسطح التفكير إثارة للفتنة في بلاد الحرمين وتأجيجاً للأضرار وتهيجاً للرعاع فلن يزيد أمنها إلا ثباتاً وأمانها إلا رسوخاً الذي يقال لهؤلاء وأولئك اقرأوا التاريخ إذ فيه العبر فللبيت رب يحميه. وقال فضيلته ان استحكام الأمن في البلد الحرام عقيدة راسخة أصلها ثابت وفرعها في السماء ازاء ما يعلم من حملات ماكرة تلف حول الإسلام وأهله وقبلته ومقدساته من قبل أعدائه وخصومه ومن سار في فلكهم وخدم أغراضهم وحقق مرامهم من بني جلدتنا ومن يتكلمون بألسنتنا. وأشار ان الذي حفظ البيت الحرام وأهله مشركون حافظه بحوله وقوته وسدنته موحدون متبعون.. وان الأمن العميم الذي ضرب بجيرانه وأحاط بأركانه على بلاد الحرمين زادها الله توفيقاً وأصبحت بحمد الله مضرب الأمثال وواحة سلام فتباً لكل يد آثمة معتدية على أمن البلاد والعباد متعطشة لسفك الدماء وتناثر الأشلاء وانتهاك حرمة الأبرياء ناهجة منهج التكفير سالكة مسلك الإجرام والتفجير والتخريب والتدمير. وحينما يذكر المسلمون بهذا الموضوع المهم فإن كل غيور تهتز بالشجب والإدانة مشاعره وتتحرك بالاستنكار والتنديد كوامنه لكل ما يكون سبباً في تقويضه وزعزعة أمنه.. ولاشك أن ما حدث مؤخراً في مدينة الرياض عاصمة بلاد الحرمين رياض التوحيد من تفجيرات آثمة ويائسة يعد ضرباً من ضروب الإفساد المحرم وصورة قاتمة من صور الإرهاب المجرم ودليل قاطع على فكر الغلو المنحرف وتهافته بطريقة بشعة حيث يهدف إلى جر بلاد التوحيد إلى ميدان للخراب والتفجير ومع ذلك فإنه يمثل بحول الله نهاية النهاية لهذا الفكر المنحرف لما أفرزه من أفعال عشوائية يائسة وأعمال مرتجلة مترنحة تستهدف كل مطال ولو كان البلد ومكتسباته والمجتمع ومنشآته وقلاع أمنه ورجاله وممتلكاته مما يؤكد حالة اليأس التي يعاني منها وأوضاع البؤس التي يعانيها وما هي إلا فقاعات زائلة وإفلاس ذريع وفشل ظاهر مفضوح وعبث صبياني غير مبرر. والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا كل هذا التصعيد الإرهابي وإلى متى يستمر هذا المسلسل الإجرامي ولماذا هذا التوقيت الزمني في شهر من أشهر الله الحرم وفي الوقت الذي تستقبل الأمة فيه موسم الحج المبارك وما دور كل منا في إطفاء نار الفتنة والوقوف بحزم أمام المحرضين عليها من القعدة المتواطئين.. وهل يدرك هؤلاء ومن يقف وراءهم أنهم دمى يستخدمها أعداء الملة والأمة في تحقيق أغراضهم الدنيئة. وطالب فضيلته من أبناء البلاد أن يكونوا من أنفسهم الرقيب الحاضر والعين الساهرة فلا تتغاضى أمام أي خيانة لأمن البلاد وأمانها. وأشار فضيلته ان تلك الضربات الأمنية المسبقة لرجال الأمن البواسل الذين وقفوا في هذه الأحداث موقف الأبطال فالدعاء لهم أن يزيدهم الله ثباتاً على ثباتهم ويملأ الله قلوبهم سكينة وطمأنينة وأن يجعل أعمالهم رباطاً في سبيله وأن يثقل بها موازينهم جزاء ما قدموا ويقدمون في خدمة مجتمعهم وجزاء ما بذلوا في تعزيز أمن بلادهم. وفي المدينةالمنورة قال امام وخطيب المسجد النبوي الشريف فضيلة الشيخ عبدالبارئ بن عوض الثبيتي «كثرت الزلازل في هذا العصر وهذا تأكيد وتصديق ما جاء في الحديث (لا تقوم الساعة حتى تكثر الزلازل). وأضاف فضيلة بعد هذه الزلازل تحول الأمن خوفاً والحياة موتا، وفي طرفة عين غير الله من حال الى حال واذا الوف قتلى وألوف من الجرحى والوف من المشردين واستبد الألم في الجميع حتى خيل اليهم ان القيامة حانت، فكم من ام فقدت ابنها وذاك ابن ينادي امه ومشاهد دامية يعجز الخيال عن وصفها قال تعالى{الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون). وبين فضيلته ان دورنا في الحدث الاسهام والمسح بيد الرحمة والشفقة والمواساة للأنفس الحزينة التي تئن تحت وطأة المصاب وتعيش الألم وتتجرع الحزن والرسول صلى الله عليه وسلم يقول (والله في عون العبد ما دام العبد في عون اخيه). وأوضح امام وخطيب المسجد النبوي الشريف ان هذه الزلازل لها مغزى عميق وعبرة للمعتبرين ورسالة لمن اغتر بعلمه وظن انه قدر على كل شي فهو ضعيف امام قدرة الله عاجز هو وعلمه عن دفع امر كتبه الله عليه قال تعالى {وخلق الانسان ضعيفاً}. وذكر ان زلزال الدنيا مهول واثاره مدمرة وواقعه مفزع وهو في ذات الوقت موعظ لنا من رغدتنا لنتذكر الآخرة لقد خدرتنا الدنيا بمفاتنها وشغلتنا ببهجتها حتى كأننا مخلدون على ظهرها غير مرتحلين الى بطنها وكأن الموت سائر الى غيرنا دون ان يمسنا وغدت الآخرة قصصاً تتلى وحديثا يروى ثم ينسى قال تعالى {أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون}. زلزال الدنيا ارض تنكشف ومكان يسقط يموت من يموت ويحيا من بقي في عمره بقية اما زلزال الآخرة ففيها تذهل المراضع وتضع الحوامل وتشيب الولدان والناس كالسكارى من هول الموقف ومن الذعر قال تعالى {يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم، يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وماهم بسكارى ولكن عذاب الله شديد}. وتطرق فضيلته الى الفئة الضالة وما قاموا بفعله مؤخراً في مدينة الرياض فقال ان القلب ليحزن وإن العقل ليذهل حين يسمع المسلم هذه الأحداث الدامية والأحداث المفزعة التي وقعت في الرياض وغيرها قبل ايام تولي كبرها فئات يحملون فكراً سقيماً ومنهجاً منحرفا فيهدمون البناء ويدمرون التنمية ويزعزعون الأمن ويفسدون الخير ويريقون دماء المسلمين بلا وازع ولا خوف من رب منتقم جبار، ان هذه التفجيرات التي تحصد ارواح العشرات من المسلمين لا تقوم على اساس شرعي ولا تقبلها العقول السليمة ولا الفطر السوية وهي فعلة تتضمن البغي والظلم، كيف سولت لهم انفسهم حمل وسائل من وسائل التدمير يمزقون بها جسداً طاهراً ولساناً ذاكراً وقلباً مخبتاً وطفلاً بريئا ورسولنا صلى الله عليه وسلم يقول (من اشار الى اخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه حتى يدعه وإن كان اخاه لأبيه وأمه). وأضاف هذه الأعمال تشيع الهلع وتثير الفزع تشعل شرارة فتنة داخلية تدمر فيها الطاقات وتهدم فيها المكتسبات، ان التفريط في أمن المجتمع تدمير له ولمكتسباته ودعائمه لذا يجب علينا ان نسعى جميعاً للحفاظ على هذا الأمن بسد الثغرات التي يمكن ان تحدث شرخاً في هذا المجتمع او تجعل جسده مثقلاً بالجراح فينشغل بردعها عن دوره ورسالته وبناء مجتمعه وأمته، بين القرآن ان سمة المنافقين زعزعة أمن المجتمع والافساد فيه وإشاعة الفتنة بداعي الاصلاح قال تعالى {وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون، الا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون}.