وشمسه في مقلتيك تسطعُ يهلُّ في قلوبنا هلالُه ونجمه في الخافقين يَلْمعُ الحبُّ في أرض الحنين دوحةٌ من فوقنا غصونُها تَفَرَّعُ الحبُّ يجعل الحياةَ روضةً غَنَّاءَ فيها للجمال موقعُ بذورُه في كلِّ خافقٍ مبذورةٌ وحَبْلُه لا يُقْطَعُ أَزْرَعُه أنا أو أنتِ، كُلُّنا نحرُث أرضَ حبنا ونَزْرعُ إني أحب في الرياض زَهْرها وعِطْرها الفوَّاحَ حين يَنْصَعُ إني أحبُّ بلبلاً بصوته على سطور لهفتي يُوقِّعُ إني أُحبُّ ما أرى من لوحةٍ ترسمُها من الزهور يَنْبُعُ إني أحبُّ في السماء بدرَها ونجمَها والفجرَ حين يَطْلعُ إني أحبُّ في البحار موجَها يركضُ رَكْضَ الخيلِ ثم يرجعُ لكنني أحب أمتي التي ما زلت أُعلي شأنها وأرْفَعُ أحبُّها لأنها بدينها عزيزةٌ وربُّها المشرِّعُ بأمتي شُغِلْتُ يا أميرتي وقد رأيت حصنها يُصَدَّعُ والله لولا ما أرى في شَامِنا من سَطوة الباغِي الذي لا يسمعُ كأنَّه وحِزْبَه في شامنا زواحفُ الليل التي لا تَهجَعُ ما زال يستبيحُ قَتْلَ شعبنا يفرِّق الناسَ ولا يجمِّعُ كم يستقي من الدماءِ، ويلَهُ كم يُرْعِبُ النَّاسَ وكم يُروِّعُ يستجلبُ اللُّصوص من أوكارها ووجُهه بقُبْحِه مُلَفَّعُ والله لولا وَطْأةٌ في حمصنا للظُّلْم فيها هَجْمةٌ لا تُدْفَعُ يستأسد الباغي على أحبابنا في حمصنا، ووجهُه مُرقَّعُ يرفع رأس اللص في حَمَاتِنا مكابراً، ولليهود يركَعُ والعالَمُ السَّاكتُ عن طغيانِه ضميرُه مجمَّد «مُشَمَّعُ» كأنَّه لم يُبْصِرِ الجيشَ الذي يَسْلُبُ حقَّ شعبه ويقْمَعُ؟! والله لولا فِتَنٌ يُشعلها في شامنا مكابرٌ مُبْتَدعُ لَصُغْتُ شِعْراً رائقاً مُنمَّقاً حروفُه كَلَحنِه تُشَعْشِعُ أميرة الشعر، جراحُ حِمْصِنا مشبوبةٌ، وثَوْبُها مُمَزَّعُ معركة في شامنا حزبيَّة فوَّادُها بحقدهم تَشَبَّعوا معركة تلُفُّها عمامةٌ سوداءُ، فيها للضلال مَوْضِعُ إني أقول والقوافي كلُّها لكلِّ ما أقولُه تُرَجِّعُ: لا سلَّم اللهُ حروفَ شاعرٍ تَلْهْو، وأمْنُ شامنا مُزعْزَعُ