السماء تضحك في أزاهير الربيع، وتبكي على وداع الربيع فتدمع أعينها وتذرف الدمع في ظلمات الليل.. انها تضحك فتدمع أعينها ولا تفرِّق بين بكائها وضحكاتها في الكل.. ترسل عبراتها ولكن شدة فرحها بليالي وصبح الربيع يحمل عبرات ضحكها أكثر من عبرات بكائها.. فهي تضحك في أواخر الشتاء ولا يزال الجو بارداً فيساعدها على الكثرة من عبراتها ولكنها تبكي الوداع عند قدوم الصيف فتجف عبراتها.. السماء في ضحكتها نرى نواجذها الجميلة تتلألأ في ليالي الربيع التي يفوح فيها الياسمين وتعطر نسائمها بسمات المقبلين على الحياة، وتبعث النشوة فيمن جار عليهم الزمن وذروفوا الدمع رخيصاً وكئبوا من كآبة الحياة في وجوههم.. تأتي نسائم الربيع المعطرة بنشوتها فتبعث في اليأس الأمل وفي العليل الشفاء، وفي المحزون الفرح، وفي التعيس السعادة فيقبل على الحياة ويبتسم للحياة فتضحك له النجوم، ويهديه الربيع في أصيله الجميل الورود ويهديه في صباحه البهيج البسمة وروائح الأريج.. إنها ضحكة وبكاء.