لفت نظري الحوار الذي أجري مع الشاعر المعروف ملفي فايز الغيداني، وذلك في صفحة مدارات شعبية ليوم الجمعة الموافق 6-6-1425ه وكان بالفعل حواراً قيماً وبه من النقاط المهمة والمفيدة بنفس الوقت سواء من الأسئلة أو من الأجوبة على حد سواء. ولكن محاصرة الشاعر بالأسئلة الهادفة ولّدت عنده بعض التناقض في إجاباته حيث أردف مجيباً حينما حوصر بأحد الأسئلة قائلاً: (ليس في شعر القلطة تجارة بل هو هواية يفضلها شاعر القلطة لإحياء هذا التراث العريق)!! بينما يقول في إجابة أخرى ما نصه: (المقابل المادي الذي يدفع للشعراء يعتبر حافزاً تشجيعياً.. إلخ)!! ويقول أيضاً: (لن أفصح لك عن المبلغ الذي أقبضه لأنه من أسرار المهنة)!! ما هذا يا ملفي؟!! كذلك أجاب على أحد الأسئلة قائلاً: (أرتاح للشاعر الذي يحترم الشاعر المقابل)!! نعم.. إجابة أتفق مع ملفي الغيداني عليها. ولكنه وللأمانة ومن واقع ما سمعت وتابعت له من بعض محاوراته لا يلبث بأن يدخل المشاكسة في محاورته مع الشاعر المقابل وذلك بقصد واضح لإثارته وإخراجه عن طوره، وهنا حتماً ستبدأ شرارة المهاترات والنعرات القبلية التي تكلم عنها في أحد أجوبته حينما قال: (أرتاح للشاعر الذي يبتعد عن المهاترات والنعرات القبلية ويجيد عملية الفتل والنقض وأسلوب الرمزية حتى تكون المحاورة ناجحة). (الموال أو المجالسي): .. يقول الشاعر ملفي إنه مطلب جماهيري بالوقت الذي يقول فيه إنه (دخيل) على شعر الرد وإنه يرفضه كبار الشعراء ومن الذين رفضوه أحمد الناصر ورشيد الزلامي بحجة أنه دخيل على شعر القلطة!! فهنا أتساءل لماذا لم يتفق الشاعر المعروف ملفي الغيداني، مع أعلام هذا اللون من موروثنا الذين رفضوه بسبب استحداثه ودخوله على شعر القلطة مع العلم أن هذا اللون الدخيل المستحدث لم يظهر لنا بشيء وكثيراً ما يسبب تشتيت الذهن وإرهاق الشاعر، كما أنه يقلل من حدة المعاني المطلوبة والتي كانت بالأمس وقبل دخول هذا (الموال) الغريب عليها كانت تزخر بالمعاني القيمة والسامية، أما الآن وكما لا يخفى على الجميع تدني شعر القلطة وربما يعزى ذلك لأسباب كثيرة لعل منها دخوله عليها مما حدا بالغالبية صرف النظر وإحياء الأمسيات الشعرية بديلاً عنها، وهذا ما لمسه الجميع، كما لمسه شعراؤنا البارزون ومن ضمنهم شاعرنا القدير ملفي الغيداني، ولعل إحياءه لبعض الأمسيات الشعرية جزء من الدليل على ما أشرت إليه.