استؤنفت المواجهات بين الجيش الأمريكي والقوات العراقية من جهة والميليشيا الشيعية التابعة لمقتدى الصدر صباح أمس السبت في مدينة النجف ولاسيما في وسط المدينة بالقرب من المستشفى الحكومي، وتابعت الطائرات تحليقها فوق المدينة مع سماع إطلاق نيران الأسلحة الرشاشة ومدافع الهاون وقاذفات الصواريخ داخل المدينة التي تشهد حركة نزوح كثيفة. وانتقد نائب الرئيس العراقي إبراهيم الجعفري في حديث لتلفزيون بي. بي. سي. البريطانية، الولاياتالمتحدة معتبراً أن مقتل 300 عنصر من ميليشيا جيش المهدي ليس (الطريقة الحضارية) لبناء بلاده. وقال الجعفري الذي يقوم حالياً بزيارة رسمية إلى لندن (بالطبع عندما أسمع عن مقتل مدنيين عراقيين، لا يمكنني أن أجد أي مبرر لهذه المجازر). وأضاف أن (رد فعلي لإعلان الجيش الأمريكي قتل 300 من عناصر الميليشيا) سلبي). وقال (اعتقد بأن قتل مدنيين عراقيين ليست طريقة حضارية لبناء العراق الجديد الذي يجب أن يعتمد على حماية الناس وتشجيع الحوار وليس على سلطة الرصاص). وأكد الجيش الأمريكي أمس الأول مقتل 300 مسلح خلال اليومين الماضيين في المعارك العنيفة الدائرة في العراق مع ميليشيات مقتدى الصدر في مدينة النجف. وقال الكابتن كاري باتسون من قوات مشاة البحرية الأمريكية (المارينز) (نقدر عدد الذين قتلناهم بثلاثمائة مقاتل معادين للحكومة العراقية خلال معارك اليومين الماضيين ونقدر خسائرنا بثلاثة قتلى و12 جريحاً). ولكن أحمد الشيباني، المتحدث باسم مقتدى الصدر نفى هذا العدد، وقال إن تسعة عناصر من الميليشيا قتلوا فقط وجُرح 20 آخرون. وأشارت ال بي. بي. سي إلى أن الجعفري سيجتمع إلى وزراء خارجية الأسبوع المقبل في لندن. وتزايدت حدة التوتر في النجف منذ أن طوقت قوات الأمن العراقية منزل الصدر في وقت سابق من الأسبوع الماضي. ولكنّ مسؤولين أمريكيين قالوا إن القتال تصاعد عندما جاء جنود مشاة البحرية الأمريكية لمساعدة رجال الشرطة العراقية الذين تعرضوا لهجوم من قِبل مقاومين بحوزتهم أسلحة ثقيلة في ساعة مبكرة من صباح الخميس. وقدر الكولونيل إنتوني هاسلام قائد قاعدة مشاة البحرية ورئيس العمليات في النجف عدد مقاتلي جيش المهدي بأكثر من ألفي شخص. وأضافت القوات الأمريكية أنها لا تتعقب الصدر. واشتبكت القوات البريطانية والإيطالية أيضاً مع جيش المهدي في كل أنحاء جنوبالعراق الذي تهيمن عليه الشيعة في البصرة وسامراء والناصرية في حين احتدم القتال في منطقتي مدينة الصدر والشولا الشيعيتين في بغداد، وقالت وزارة الصحة العراقية إن القتال في منطقة مدينة الصدر ببغداد وحدها أسفر عن مقتل 20 عراقياً وإصابة 114 آخرين منذ ساعة مبكرة من صباح الخميس في حين ان ستة آخرين قتلوا وأصيب 13 في الناصرية، وأعلنت القوات المسلحة الإيطالية أنها توصلت إلى اتفاق على وقف لإطلاق النار مع مقاتلي جيش المهدي في الناصرية بوساطة حامد الرميد محافظ ذي قار.