بعد مرور ساعات قليلة على انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة، وقبل أن يلملم الفلسطينيون جراحهم بعد الحصار الذي دام (37 يوما) على البلدة، قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي، في ساعة مبكرة من فجر يوم أمس الجمعة، منازل المواطنين شرق بلدة بيت حانون.. وقال الأهالي المفجوعون ل(الجزيرة): إن قوات الاحتلال، المتمركزة في بيارة شراب شرق المدينة، فتحت نيران أسلحتها صوب منازل المواطنين في شارع المصريين، مما أدى إلى تضرر العديد من المنازل وقد دب الرعب والخوف في نفوس الأطفال والنساء. وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد انسحبت صباح يوم الخميس، الموافق 5 - 8 - 2004، مخلفة دمارا وخرابا لم يشهد له مثيل طال البشر والشجر والحجر.. وقد أكد سفيان حمد مدير بلدية بيت حانون لمراسل الجزيرة : أن قوات الاحتلال جرفت خلال 37 يوماً متواصلة من العدوان الهمجي حوالي 3000 دونم من الأراضي الزراعية، ودمرت 21 منزلاً بشكل كامل وحوالي 70 منزلا بشكل جزئي. وأضاف، يقول: إن البنية التحتية في المدينة تعرضت إلى تدمير كامل، وتم تدمير 5 مصانع بشكل كلي، و8 مصانع بشكل جزئي، إضافة إلى 17 بئر مياه بشكل كامل، وبلغ عدد شهداء البلدة 21 شهيدا، وأكثر من مائة مصاب، وقدر حجم الخسائر المبدئية في بيت حانون، بأنه فاق 130 مليون دولار.. وتعرض هنا (الجزيرة) قصة قصيرة، من مدينة بيت حانون، تظهر المأساة التي ألمت بهذه البلدة الفلسطينية، التي كانت معزولة عن العالم الخارجي.. المواطن عارف الزعانين، الذي كانت قوات الاحتلال الإسرائيلي طردته وعائلته منه، وحولته إلى ثكنة عسكرية، روى ل (الجزيرة) ما حدث خلال الاجتياح، قائلاً : كنا نائمين وسمعنا صوت قصف عنيف وقريب، وحاولنا الخروج لنعرف ما يجري، ففوجئنا بدبابات إسرائيلية تملأ المنطقة وتطلق النار بشكل عشوائي، حينها عدنا إلى المنزل، ودخلنا إلى إحدى الغرف، وفوجئنا بالجرافة الاسرائيلية وهي تهدم المنزل، ونحن بداخله، كنا خائفين جداً، وخاصة الأطفال، الذين على صراخهم.. وبين المواطن الفلسطيني: أنه بعد ذلك اقتحم عدد من جنود الاحتلال، المنزل، واحتجزوهم في غرفة واحدة، ولم يتمكن أحد منهم من مغادرتها مدة (37 يوما) إلا للخروج للحمام وقضاء الحاجة.. والناظر إلى بلدة بيت حانون بعد الانسحاب الإسرائيلي، تلك البلدة التي كانت تشكل عصب الاقتصاد الفلسطيني في قطاع غزة، يراها قد تغيرت معالمها.. رئيس بلدية بيت حانون، سفيان أبو حمد، قال ل(الجزيرة): إن الدمار والخراب هو العنوان الجديد لهذه البلدة التي كانت خيراتها تصدر للخارج وتعود بالنفع والخير الوفير على السكان في البلدة، وقال إن الخراب الذي حل ببلدته، تحولت إلى صحراء جرداء يرفض الكثيرون السكن فيها. وقال حمد: مما لا شك فيه أن هذه المدينة التي دمرت وأصبحت مدينة منكوبة من كافة النواحي، وان هذه المدينة حل بها الكثير من النكبات تفوق نكبة عام 1948 .. وقال رئيس بلدية بين حانون المنكوبة: إن الجيش الإسرائيلي ألحق أضرارا كبيرة في البنى التحتية أثناء احتلاله لبلدته؛ كما ألحق أضرارا بالطرقات والمباني واقتلع آلاف الأشجار المثمرة وخاصة الحمضيات، حيث كانت البلدة بتصدير الحمضيات (الليمون والبرتقال) إلى خارج فلسطين.. وكانت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي، قالت معقبة على انسحاب جيش الاحتلال من بيت حانون : إن الجيش أجرى تعديلاً لانتشاره على الأرض في شمال قطاع غزة بدون أن تعطي مزيداً من التوضيحات، وزعمت انه إعادة انتشار وليس انسحاباً، وتابعت تقول: إن عملياتنا لمنع إطلاق صواريخ القسام ستتواصل (..).