تواصل قوات الاحتلال الصهيوني عبثها بمصادر حياة الفلسطينيين من آبار المياه وغيرها وهي أهداف صائغة المنال لجرافات الاحتلال التي تهلك الحرث والنسل في كافة المناطق الفلسطينية. وكانت آخر جريمة ارتكبها الاحتلال الصهيوني بحق مصادر الحياة في فلسطينالمحتلة تمثلت في إقدام قوات الاحتلال منتصف هذا الشهر على هدم بئرين للمياه في مدينة بيت حانون شمال قطاع غزة. حيث أكد الأهالي المنكوبون في البلدة ل(مراسل الجزيرة) أن جرافات تابعة لجيش الاحتلال الصهيوني هدمت البئرين، بحماية عدد من الآليات العسكرية، وتحت غطاء من مروحيات مقاتلة، كانت تطلق نيرانها العشوائية على ما تبقى من منازل ومزارع الفلسطينيين في البلدة، التي يرفض الكثير السكن فيها الآن، بعد حملة احتلالية شرسة طالت مقومات الحياة، ولم يسلم منها لا بشر ولا شجر ولا حجر. وكان المجلس التشريعي الفلسطيني قد أرسل رسالة لدول العالم، وصل مكتب (الجزيرة) نسخة منها، عبر الفاكس، جاء فيها: إن نتائج العدوان الإسرائيلي البربري على مدينة بيت حانون، شمال قطاع غزة، وما لحق بقطاع الزراعة من خراب ودمار، فاقت خسائرها (111 مليون دولار).كما قامت القوات المعتدية بتخريب الدفيئات الزراعية ومزارع الدواجن وخلايا النحل وآبار مياه الشرب والزراعة. وفي هذا السياق سياق التدمير والتخريب الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني من قبل احتلال بغيض يستهدف البشر والشجر والحجر أوضح تقرير إجمالي صادر عن مركز المعلومات الوطني الفلسطيني، تلقت (الجزيرة) نسخة منه: أنه منذ اندلاع انتفاضة الأقصى في الثامن والعشرين من أيلول - سبتمبر 2000م وحتى وقت قريب هدمت قوات الاحتلال 270 بئر مياه و207 منزل زراعي، وقتلت 1171589 طيراً، وجرفت 22013 دونماً من شبكات الري، و714719 متراً من خطوط المياه، وهدمت 1014 بركة وخزاناً، وجرفت 288985 متراًَ من أسيجة المزارع وجرفت 5 مشاتل زراعية متلفة 12 جراراً زراعياً ليبلغ عدد المزارعين المتضررين 10323 مزارعاً. خسائر الزراعة في فلسطين إلى ذلك أكد مدير عام وزارة الزراعة الفلسطيني المهندس محمود أبو سمرة ل (الجزيرة) أن حجم الخسائر التي ألحقها الاحتلال الإسرائيلي بالقطاع الزراعي الفلسطيني منذ اندلاع انتفاضة الأقصى في أيلول - سبتمبر عام 2000م وحتى نهاية شهر تموز - يونيو الماضي بلغت أكثر من 283 مليون دولار بشكل مباشر و800 مليون دولار بشكل غير مباشر. وقال مدير عام وزارة الزراعة الفلسطيني: إن إجمالي الأراضي الزراعية التي تم تجريفها في مدن وقرى ومخيمات قطاع غزة في الفترة المذكورة بلغ حوالي 15 ألف دونم زراعي النصيب الأكبر منها كان في منطقة شمال غزة (بلدات بيت حانون وبيت لاهيا)، حيث بلغ حوالي 9 آلاف دونم منها 6 آلاف دونم في بلدة بيت حانون، مؤكداً أن الهدف هو قتل الشجر والبشر والحجر وتدمير الاقتصاد الفلسطيني.
