تتعدد ميادين التألق في منطقة جازان بدعم ومتابعة متواصلة من الامير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان، الذي يسجل يوماً بعد آخر قفزة بالبوابة الجنوبية الغربية إلى ساحات التجدد التي تعيشها سائر مدن ومحافظات الوطن الغالي. ولأن جازان تبقى أحد أهم أركان العطاء فكراً وإدارة وثقافة، فهي كذلك رياضة.. وإن كانت أنديتها قد سجلت غياباً في الفترة الماضية لأسباب تتعدد، لكنها لم تسجل (أي جازان) غيابا في تقديم النجوم والخبرات لباقي أندية الوطن وبالتالي منتخباته التي تتغذى يوماً بعد آخر بأسماء ونجوم لا يشق لها غبار. (الجزيرة) وتوافقاً مع الدعم الذي تجده الأندية المنجزة في الموسم المنصرم من قبل الأمير محمد بن ناصر الذي لا يتأخر في التحفيز على العطاء والإنجازات، وانطلاقاً من اهتمام الصحيفة وتواصل قيادتها الرائدة للمساهمة في التطور الرياضي، تفتح ملف تحضير أندية جازان للموسم الجديد وأهم ما تحتاجه الانطلاقة الرياضية في قادم الأيام بالمنطقة: ستة أندية تستعد تشكل أندية التهامي واليرموك وحطين والأمجاد وبيش والصواري هرم الأندية الرياضية بمنطقة جازان، ويأتي التهامي العريق تاريخياً في مقدمة الأندية التي بكرت في فتح صفحة الموسم الجديد بقيادة الإداري الطموح أحمد يحيى آل عمر رئيس النادي، وتنتظر التهامي مهمة اثبات الوجود بعد أن بلغ مؤخرا دوري الدرجة الثانية كروياً، وهو الذي سبق له بلوغ دوري الدرجة الأولى (1415) وللثانية (1422ه) ولن يرضى محبوه وأنصاره بغير العودة للدرجة الأولى في الموسم القادم قياسا بالدعم الذي يوليه أمير جازان ورجال المنطقة للنادي وبقية الأندية فيها. ويقود علي هادي نجم نادي الاتحاد السابق التهامي إلى جانب نجوم الفريق خالد القحطاني لاعب النصر السابق وحسين مهدي هداف الفريق وأحد الأسماء التي تحظى بأعين المتابعين من الأندية المعروفة إلى جانب محمد زعازع ومحمد قاسم وهادي شار وهاني سعيد. وتمثل لعبة الكاراتيه في التهامي الواجهة الثانية للنادي بعد كرة القدم في وجود عبدالعزيز مسعود صاحب ذهبية الخليج وفضية آسيا، وهو يستعد لأن يسجل مزيداً من النجاحات في الموسم الجديد باسم الوطن وناديه. اليرموك في مهمة الطائرة وتأتي تحضيرات نادي اليرموك من محافظة أبو عريش على نحو لا يقل عن تحركات التهامي، وتمثل كرة الطائرة الاتجاه الأهم في النادي هذه الأيام بعد تأهلها لدوري الدرجة الأولى متحدية الظروف بدعم ومؤازرة رجال النادي الذين يعدون مصدرا لعديد من النجوم الذين يمثلون في اللعبة حاليا النصر والاتحاد والهلال والأهلي، ويقوده فنيا النجم السابق هشام قصعة الذي تخرج من تحت يديه النجم الهلالي يحيى حنش، ويعيش دراجو النادي من ناحيتهم ضمن الاستعداد لخوض الموسم الجديد في اللعبة الثانية بالنادي، وليست كرة القدم بعيدة عن الحضور فقد سبق لناشئي اليرموك بلوغ الدوري الممتاز للناشئين لموسمين وقدم للساحة نجوماً بارزة كهيثم علاقي، والعمل إدارياً جار بقوة لأن تستعيد الكرة في النادي حضورها بجانب الطائرة والدراجات والكاراتيه واللعبة الأخيرة تزخر بالمواهب كعبدالخالق الحائز ذهبية العرب وآسيا. حطين ورحلة إثبات الذات وفي ثاني أقوى أندية جازان كروياً (حطين) من محافظة صامطة تدور أكبر حملة إعدادية كروية للموسم الجديد الذي يسعى من خلاله للسير خلف منافسه الأول التهامي والتقدم نحو بطولات الكرة المتقدمة. وبالرغم من الإمكانات المتواضعة في النادي الذي يقوم على جهود إدارته بقيادة فيصل المدخلي وزملائه العاملين إلا أن النادي استطاع تثبيت اسمه في دوري الناشئين الممتاز وحقق المركز الثالث، ويعد قائد الفريق عبدالله الحكمي وشقيقه موسى الأبرز في الفريق إلى جانب اللاعب الجماهيري عيسى أبكر، ويُعنى النادي بالألعاب الأخرى غير أن القوى تأتي في المرحلة الثانية بعد كرة القدم بدليل حيازة النادي على لقبها غير مرة كان آخرها الموسم المنصرم بالنسبة للمنطقة الجنوبية. بيش والصعود الجديد ويأتي نادي بيش من محافظة بيش في اللائحة رابع أندية جازان، وتحضيراته تتسم للموسم الجديد بطابع الاهتمام بناشئي النادي كروياً عقب صعود الفريق للدوري الممتاز، والفريق يعد منتخباً جيدا للاعبين في المنطقة وبرز منه أسماء مثلت اندية متقدمة كالعزبي عدوان الذي ارتدى قميص الاتحاد، ويتوقع متابعو الفريق أن يكرر هداف الفريق سعود قرني نبوغا كرويا يجعله هدفا للأندية المعروفة. الصواري والظروف الصعبة ووسط البحر في جزيرة فرسان يستقر نادي الصواري في حالة (صعبة) نتيجة ظروف الموقع التي تقلص من فرص حضوره للمنافسة وقلة اللاعبين بالرغم من جهود رئيس النادي غازي عقيلي الذي يسعى هذا الموسم لاستنهاض أبناء الجزيرة بحثاً عن مخرج يقدم النادي في المنافسات المقبلة. الأمجاد وكمال الأجسام وإذا كانت كرة القدم تستحوذ على الاهتمام في أندية جازان فإن نادي الأمجاد من صبيا أراد له اتجاها مغايرا عندما وضع مسئولوه كل اهتمامهم بفريق كمال الأجسام بعد ان لاحظ رئيس النادي عمر خواجي ومعاونوه أن المستقبل للعبة سيعوض اخفاقات الفريق الكروي الذي مازال يبحث عن نفسه. واقع يؤكد الأزمة والحقيقة التي يجب أن تقال انه بالرغم من وجود الأندية الستة وما سبق من ذكر مختصر لواقعها قبل انطلاق الموسم الجديد إلا ان ثمة صفحة يجب أن تذكر وتبقى على طاولة البحث، وهي تحمل واقعا أقل من المأمول لرياضة جازان وسط مسببات لا تخفى على أحد، بداية بانعدام الاتصال بين رجال الأعمال والقطاع الخاص من جهة والأندية من جهة أخرى.. وحتى تكون الأسباب واضحة فالأندية تتحمل الجزء الأكبر من المسئولية قياسا بوجود رجال أعمال على هرمها دون أن يوحدوا كلمتهم ويفتحوا باب النقاش مع زملائهم. ويأتي ضعف الإمكانات قياسا بالأندية الأخرى في باقي المناطق سببا آخر، فالمنشآت معدومة ومدينة الملك فيصل الرياضية يصعب عليها استيعاب التدريبات والمنافسات، ناهيك عن المسافات الشاسعة بين المحافظات والمدينة الأم جازان. وهنا تبرز أهمية الالتفات من قبل القيادة الرياضية لذلك الواقع وهم المعروفون باهتمامهم الواسع بكل رياضي وشاب في الوطن تحت قيادة رمز الرياضة الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب ونائبه الأمير نواف بن فيصل. ويؤكد المتابعون للحركة الرياضية في جازان أن سبباً ثالثاً يعوق انطلاقها بالوجه المنتظر ويكمن هذه المرة في الممارسين، فهم يفضلون الهجرة للمناطق الأخرى والالتحاق بأنديتها تحت ذريعة الإمكانات.. فهل يعيدون النظر ليرتقوا بأنديتهم المحلية ومن ثم يكون بعد ذلك الانتقال كمرحلة تبني وعيا بثروات منطقتهم وتحقق لهم فيما بعد ما يصبون إليه؟! ثروات لم تستغل أولها القوى وفي جازان -المنطقة ذات الأطراف المترامية- ثروات ومؤهلات رياضية قائمة وهي بحاجة للاستغلال من قبل الاتحادات وتحديدا اتحاد القوى الذي يقف على هرمه الرئيس الأنشط والأذكى في الساحة الأمير نواف بن محمد، فجازان التي قدمت نجوما لمختلف الألعاب وبحكم طبيعتها البيئية الجبلية والزراعية يمكن أن تكون محط أنظار الاتحاد الأقوى في الاتحادات السعودية بعد القدم لاستقطاب خامات بالتدريب تستطيع أن تحجز لها مكانة دولية بعد أن يتم اكتشافها بأقصر الطرق وهي الدورات أو البطولات في المنطقة كاستحداث سباق ماراثوني أو إقامة بطولة مفتوحة على أرض المنطقة لذلك. نجوم تشهد وطوال التاريخ الرياضي السعودي تظل جازان رافداً رئيسياً في تقديم المواهب السعودية.. ولعل الأسماء المعروفة كعلي يزيد وعلي هادي ويحيى حنش وعبده الصبياني ومحمد الشريفي وشقيقه هادي ويوسف الحيائي وعيسى حمدان ومحمد الفيفي وناجي المجرشي وعبده وأحمد عطيف وآخرين تكفي لأن تؤكد ان في المنطقة نجوما سيرفعون أسهم أنديتها ان هم وجدوا الرعاية والدعم وتوفير الإمكانيات لهم. الحربي يؤكد ذلك ومن محاسن الصدف لهذا التقرير ان كان محمد جمعة الحربي عضو شرف نادي الشباب أثناء رصده حاضراً في جازان، فسألناه وهو الجيد في رؤيته للرياضة في جازان فقال (الواقع لا يعكس الذي يمكن أن يتحقق وأعتقد أن روافد التقدم برياضة جازان ستتحقق إذا وُجد الدعم من الرئاسة العامة لرعاية الشباب وتحديداً في ايجاد منشآت للأندية وإقامة برامج كبطولات العاب القوى التي أرى المنطقة مهيأة لها أكثر من كرة القدم، إلى جانب تكاتف أبناء المنطقة وقيام القطاع الخاص بدوره، وقدرة الأندية على استقطابه واقامة الدورات سواء الرمضانية أو الصيفية تحت رعاية هذا القطاع وبمسميات الرعاة لزيادة العلاقة وتحقيق معادلة الفائدة المتساوية للطرفين.. والحقيقة أنا أعرف ما لدى جازان من مواهب ورياضيين أثبتوا في الأندية ومنهم الشباب علو كعبهم، وأرجو لهم التوفيق وأن يساهموا في نهضة المنطقة التي تشهد كما نلاحظ نمواً لافتاً تحت قيادة الأمير محمد بن ناصر الذي لا يقصر أبداً في دعم أي مجال بكل أنواع الدعم، ولكن ذلك يحتاج تعاونا جماعيا من الجميع). الرياني متفائل وسألنا الأستاذ إبراهيم الرياني مدير مكتب رعاية الشباب بجازان فأكد أن المكتب يسعى للأفضل، وأن التوجيه والدعم من الأمير سلطان بن فهد ونائبه الأمير نواف بن فيصل يصب في ذلك، مشيدا في نفس الوقت بما يجده القطاع الرياضي من دعم الأمير محمد بن ناصر أمير جازان الذي كان آخرها تقديم مبلغ 150 ألف ريال لأندية التهامي واليرموك وبيش عن إنجازاتها الأخيرة في كرة القدم والطائرة، موضحا ان تلك الجهود ستكتمل عندما يُقدم القطاع الخاص على المساهمة في بناء الرياضة بجازان وقدرته على استغلالها لتسويق مجالاته المختلفة إلى جانب أهمية أن يتسابق الجميع للرفع من مستوى الوعي الرياضي وأهميته في المرحلة المقبلة. الحمزي والتشخيص الدقيق ويؤكد إبراهيم الحمزي الرئيس السابق لنادي التهامي أن مشكلة الرياضة في جازان تتوقف عند حد الإمكانات وعزوف الداعمين، ومن هذا المنبر ناشد المسئولين في الرئاسة العامة لرعاية الشباب بقيادة الأمير سلطان بن فهد ونائبه الأمير نواف بن فيصل العمل على تحقيق تكامل البنية الرياضية في المنطقة، مشيداً بما يقوم به سمو الرئيس العام ونائبه لكل أبناء الوطن من دعم ومتابعة. وأكد الحمزي أن جهود الأمير محمد بن ناصر ملموسة في كل القطاعات ومنها الرياضي، بيد أنه تمنى أن يساهم رجال الأعمال والمثقفون والمفكرون في جازان بما يوازي إمكاناتهم لدعم عجلة التطور الرياضي. وأخيراً فإن الطرح المقتضب السابق، أكد أن الرياضة في جازان تعيش حلم الدعم وتنمية الموارد وتكامل الإمكانات واتجاه الخبراء.. فهل تحمل الأيام تحقيق ذلك الحلم؟ أم أن الواقع باقٍ في خطواته المتراجعة تارة والمتقدمة ببطء تارة أخرى؟!!