في مثل هذا اليوم من عام 1958 قامت الغواصة النووية الأمريكية (نيوتيليوس) بأول رحلة لها إلى القطب الشمالي. وقد نزلت أول غواصة نووية في العالم (نيوتيليوس) إلى الأعماق في بوينت بارو، ألاسكا، وسارت تقريباً ألف ميل تحت سطح المياه القطبية للوصول إلى أقصى العالم. ومن ثم فقد سافرت إلى أيسلندا، ممهدة طريقاً جديداً ومسلكاً أقصر من المحيط الهادي إلى المحيط الأطلنطي وأوروبا. وقد تم بناء الغواصة (نيوتيليوس) بتوجيه من قبطان البحرية الأمريكية هايمان جي ريكوفر وهو مهندس روسي المولد شارك في البرنامج الأمريكي النووي عام (1946). وفي عام 1947 أصبح مسؤولاً عن برنامج الدفع بالطاقة النووية وبدأ العمل على إحدى الغواصات النووية.وقد نجح ريكوفر في تطوير أول غواصة نووية في العالم في الوقت المحدد لذلك. وفي عام 1952 قام الرئيس هاري ترومان بالأمر ببناء النيوتيليوس وفي الحادي والعشرين من شهر يناير عام 1954 قامت السيدة الأولى مامي إيزنهاور بتدشين الغواصة حيث تم إطلاقها في نهر ثاميس بجروتون، كونكتيكت. وحسب الأوامر الصادرة لها فقد سارت الغواصة بالطاقة النووية في صباح السابع عشر من يناير عام (1955). وقد كان طول الغواصة 319 قدماً ووزنها 3.180 أطنان. ويمكنها أن تظل غاطسة تحت الماء لفترات غير محدودة بسبب محركها النووي الذي لا يحتاج للهواء ويحتاج فقط لكمية صغيرة جداً من الوقود النووي. ويقوم المفاعل النووي المزود باليورانيوم بإنتاج بخار يمكنه دفع التوربينات مما يسمح للنيوتيليوس السفر تحت الماء بسرعة كبيرة تصل إلى عشرين عقدة. وفي الثالث من أغسطس عام 1958 اخترقت النيوتيليوس مياه المنطقة القطبية الشمالية دون توقف. وبعد ذلك خرجت النيوتيليوس إلى سطح المياه في بحر جرينلاند بين سبيتزبيرجن وجرينلاند في الخامس من أغسطس. وبعد يومين أنهت رحلتها التاريخية في أيسلندا.