الشعر عبارة عن كلام موزون ومقفى.. يقوم على الخيال والنغم والجرس والعقل والعاطفة.. التي تنساب في البيت أو القصيدة في تناغم وتجانس ايقاعي عذب. وكان على مدى عدة عقود ولا يزال إلى الآن وسيلة من وسائل التعبير عن الذات. وعما يختلج داخل النفس من أحاسيس ومشاعر.. تدفع بالإنسان إلى بث مكنونه العاطفي أو الوجداني في أسلوب كلامي بديع.. وقد تعددت فنونه وخصائصه وتنوعت.. وربما كان تعددها بسبب طبيعة الحياة ومتغيرات العصر. ومنذ القدم برز شعراء وشاعرات كثيرات. وخاصة في شعر الرثاء بالذات. لأنه تعبير عن خلجات قلب حزين.. وفيه لوعات صادقة وحسرات وندمات. فلعلنا نذكر الخنساء أم الشهداء والتي عبرت عن حزنها لموت أخويها صخر ومعاوية بقولها.. فلولا كثرة الباكين حولي على إخوانهم لقتلت نفسي ولكن لا أزال أرى عجولاً ونائحة تنوح ليوم نحسِ ولكن الآن وفي عصرنا الحديث والذي تميز بالسرعة في كل شيء..! في مشينا وأكلنا وجلستنا مع أهلنا حتى في أبيات شعرنا وسرعة سرقتها من بعضنا.. وأيضاً أغانينا.. تميزت بالسرعة الجنونية في الايقاع والألحان. وتميزت بالهبوط في مستوى الشعر والكلمة.. بحيث صرنا في بحرٍ وموج.. وكثرة دخول فيهِ و ولوج..! ما السبب يا ترى ...؟! هل هو تغير أحوالنا وتبدل حياتنا من قساوةٍ وتعبٍ وجدٍّ وكفاح...؟! إلى راحةٍ وانبطاح ونوم ليلنا مع الصباح..! ربما...؟! لكن لا يزال لدي أمل أن هناك من سيحاول أن يرقى بشعرنا إلى مستوى أجمل وأروع مما هو عليه الآن..! ولدي أمل أن هناك شعراء وشاعرات قادمات.. وربما يكونون هم وهن موجودين وموجودات.. ولكن بعيدين كل البعد عن الأضواء والفلاشات.. وربما يكون هناك مسببات لهذه الانحراجات من الظهور وعدم أخذ الفرص الكافية.. لامتاعنا بروائع شعرهم النظيف.. الخالي من التعبير والأسلوب السخيف..