أجرت السفارة المصرية مفاوضات أمس السبت مع مسئولين عراقيين لمحاولة الإفراج عن دبلوماسي مصري كبير اختطفه مسلحون عند مغادرته مسجدا في بغداد وهو أول دبلوماسي يحتجز كرهينة. وقال مصدر في السفارة المصرية في بغداد: (نجري محادثات مكثفة لمحاولة الافراج عنه) في اشارة إلى محمد ممدوح قطب الرجل الثالث في السفارة الذي اختطف مساء الجمعة. واضاف المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه: نشعر بصدمة شديدة. انه رجل متدين ومهذب جدا. ويمثل اختطاف دبلوماسي يحظى بحماية جيدة منعطفا جديدا في عمليات خطف الرهائن في العراق. وقطب في الخمسينيات من عمره وظهر جالسا أمام ستة مسلحين ملثمين من جماعة تطلق على نفسها (كتائب اسد الله) في العراق في شريط فيديو اذاعته قناة الجزيرة التلفزيونية. وذكرت القناة التلفزيونية ان الجماعة قالت ان عملية الاختطاف جاءت ردا على تصريحات رئيس الوزراء المصري احمد نظيف بأن مصر مستعدة لتقديم خبراتها الامنية للحكومة العراقية المؤقتة. وزار رئيس الوزراء العراقي اياد علاوي مصر الاسبوع الماضي وبحث امكانية الاستعانة بقوات مصرية لتدريب قوات عراقية غير انه لم يتم التوصل لاتفاق وقد سارع مسؤولون مصريون للتأكيد على هذه النقطة. وفي القاهرة نقلت وكالة انباء الشرق الاوسط عن وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط قوله انه ليس من الأمور المطروحة اطلاقا قيام مصر بإرسال أية قوات أو عسكريين مصريين الى العراق.وجاء اختطاف قطب بعد أربعة أيام من ظهوره في العديد من الصور اثناء الاحتفال بالافراج عن سائق شاحنات مصري اختطف في وقت سابق من هذا الشهر.وأطلق سراح السائق بعد ان وعد صاحب الشركة السعودية التي عمل بها بوقف نشاطه في العراق. وقال السكرتير الاول في السفارة المصرية في بغداد بدر الدين الدسوقي امس السبت انه لم يتم بعد التوصل الى اجراء اتصال مع خاطفي الدبلوماسي محمد قطب. وقال الدسوقي: لم نتمكن بعد من الاتصال مع الخاطفين. وأضاف: لا يمكننا اعطاء اي معلومات اخرى في الوقت الحالي فنحن نتابع هذه القضية بصورة متواصلة. ومنذ ابريل - نيسان خطف متشددون عشرات العاملين الاجانب للمطالبة بمغادرة القوات والشركات الاجنبية العراق. وقتل عدد من الرهائن. وعلى صعيد آخر قال شهود ومسؤول في مصفاة نفط: ان انفجارا اشعل النيران في خط لأنابيب النفط شمالي بغداد في وقت مبكر من صباح امس. وأفاد مسؤول في مصفاة النفط الشمالية الرئيسية في بيجي التي تبعد 180 كيلو مترا شمالي بغداد ان الحريق اندلع في خط انابيب ينقل النفط من المصفاة الى بغداد. وفيما يتعلق بمحنة اخرى للرهائن الاجانب قال تلفزيون الجزيرة: ان جماعة هددت بقطع رؤوس سبعة رهائن اجانب وأعلنت مهلة جديدة مدتها 48 ساعة للشركة الكويتية التي يعملون لحسابها يوم الجمعة وطالبت بالافراج عن محتجزين عراقيين في السجون الكويتية والأمريكية. وأذاعت الجزيرة شريط فيديو لرجل ملثم من جماعة الرايات السوداء وهو يتلو بيانا امام الرجال السبعة وهم مصري وثلاثة كينيين وثلاثة هنود وقالت شركة رابطة الكويت والخليج للنقل التي يعمل الرهائن لحسابها في وقت سابق انها لن تلبي طلب الخاطفين بإنهاء عملياتها في العراق.وقالت الجزيرة انهم قالوا انه يتعين على الشركة الكويتية ان تدفع تعويضا الى اسر القتلى في الفلوجة كما يتعين الافراج عن عراقيين محتجزين في السجون الكويتيةوالامريكية.وكانت الغارات الامريكية على مدينة الفلوجة خلال الثلاثين يوما الماضية قد اودت بحياة نحو 40 شخصا. ويوم الاربعاء هدد الخاطفون في العراق ببدء قطع رؤوس سائقي الشركة اعتبارا من اليوم ما لم تنسحب الشركة من العراق.ولا تشارك الهند وكينيا ومصر في القوات التي تقودها الولاياتالمتحدة في العراق ولكن بعض رعايا الدول الثلاث يعملون في العراق كسائقين ومتعاقدين. وأكدت مصادر شركة (رابطة الكويت والخليج للنقل) ان الشركة ليس لها اي وجود في العراق وأنها كانت تقوم فقط بعمليات نقل للمواد والبضائع التي يحتاجها الشعب العراقي.وأوضحت الشركة في بيان لها أمس انه ليس لها اي اعمال في المنطقة التي تم فيها اختطاف الرهائن السبعة وان وجودهم في هذه المنطقة كان عن طريق الخطأ . وأكدت الشركة انها تبذل كل ما في وسعها من اجل الافراج عن الرهائن وأنه جار التفاوض حاليا مع الخاطفين من اجل اطلاق سراح الرهائن في اقرب وقت ممكن.