دعا رئيس الحكومة العراقية اياد علاوي مصر الى عدم الرضوخ الى مطالب مجموعة مسلحة خطفت ديبلوماسياً مصرياً في العراق، فيما دعا وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط الى اطلاق الديبلوماسي والسائق المصريين المحتجزين، مؤكداً عدم نية بلاده ارسال قوات او عسكريين الى العراق. وقال علاوي خلال مؤتمر صحافي في دمشق: "يجب عدم الرضوخ لمطالب الارهابيين. من المؤسف ان الفيليبينيين قاموا بذلك. آن الأوان لنا كي نرص صفوفنا. على كل المجتمعات المتحضرة ان تكافح الارهاب". ولفت الى ان الوسيلة الوحيدة للتعامل مع "الارهابيين" هي تقديمهم للعدالة وتوحيد الصفوف، وعبر عن أمله ب"الافراج عن الرهينة المصري". وقال: "لن نتراجع عن مكافحة الارهاب. ان الحكومة العراقية ستقوم بما في وسعها، وسننتصر". وخطف الديبلوماسي محمد ممدوح حلمي قطب، المسؤول الثالث في السفارة المصرية في بغداد، الجمعة. وهو اول ديبلوماسي اجنبي يحتجز رهينة في العراق منذ بدء موجة الخطف في الربيع. وبثت قناة "الجزيرة" القطرية الجمعة شريط فيديو ظهر فيه قطب جالسا امام ستة رجال مسلحين ينتمون الى مجموعة تطلق على نفسها اسم "كتائب اسد الله". وجاءت عملية الخطف بعد تصريحات لرئيس الوزراء المصري احمد نظيف قال فيها ان مصر مستعدة لتقديم خبراتها الامنية للحكومة العراقية. لكن وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط اكد بعد الاعلان عن الخطف انه "ليس من الامور المطروحة اطلاقاً ارسال قوات او عسكريين مصريين الى العراق". الى ذلك، قال حامد البياتي وكيل وزير الخارجية العراقي ان الوزارة تتخذ جميع الاجراءات التي من شأنها اطلاق سراح الديبلوماسي المصري المخطوف. وقال البياتي في مؤتمر صحافي في بغداد "لا نستطيع توجيه اصابع الاتهام الى اي جهة الآن الا بعد اكتمال التحقيقات ووجود الدليل على الاتهام. ونعمل على اتخاذ جميع الاجراءات التي من شأنها عدم تعرض الديبلوماسيين العاملين في العراق الى الاذى". وكان ابو الغيط عبر عن أمله بأن "يتحلى الخاطفون بالرحمة وان يسمحوا بحرية الحركة للديبلوماسي المصري والمواطن المصري كي يعودا الى اعمالهما لخدمة الشعبين المصري والعراقي". واضاف ان المحاولات جارية للافراج عن الرهينتين قائلاً: "لن نتخلى عن مواطنينا". واكد ان خطف ديبلوماسي مصري حساسة للغاية و"تستدعي الكثير من الاتصالات". وأعلن السكرتير الاول في السفارة المصرية في بغداد بدر الدين الدسوقي أمس انه لم يتم بعد اجراء اتصال مع خاطفي الديبلوماسي. ورفض السكرتير اعطاء تفاصيل عن ظروف الخطف، لكن مسؤولاً آخر في السفارة طلب عدم الكشف عن هويته قال ان قطب اختفى بعد توجهه لأداء صلاة العشاء في حي الحارثية في بغداد. وكان قطب يتنقل وحده بسيارة مدرعة. وكان موجوداً في السفارة الاثنين لدى الافراج عن سائق الشاحنة المصري سيد محمد سيد الغرباوي الذي أطلق بعد احتجازه اسبوعين في العراق. في غضون ذلك ذكرت شركة "رابطة الكويت والخليج للنقل" الكويتية التي خطف سبعة من سائقيها في العراق في بيان اصدرته أمس انها "تواصل التفاوض مع الخاطفين"، واعربت عن استعدادها "لاتخاذ اي اجراء من شأنه ضمان الافراج عنهم". وجاء في بيان أصدره سعيد اسماعيل دشتي رئيس مجلس ادارة الشركة "انه ليس للشركة وجود في العراق وانها كانت تقوم فقط بعمليات نقل للمواد والبضائع الضرورية التي يحتاجها الشعب العراقي"، كما تؤكد "ان ليس لديها اعمال في المنطقة التي تمت فيها عملية خطف الرهائن وان وجودهم في هذه المنطقة كان عن طريق الخطأ". وكانت جماعة مسلحة تطلق على نفسها اسم "الرايات السود" قالت انها تحتجز سبعة من سائقي الشركة، هم ثلاثة هنود وثلاثة كينيين ومصري. وكانت الجماعة حددت في البداية 48 ساعة تنتهي السبت أمس كمهلة نهائية لتنفيذ مطالبها بخروج الشركة من العراق، وهددت بقطع رأس رهينة كل 72 ساعة. إلا انها تطالب الآن "بدفع تعويضات لعائلات ضحايا الفلوجة غرب بغداد والافراج عن العراقيين المعتقلين في السجون الاميركية والكويتية" على ما أفادت قناة "الجزيرة". وأعرب وزير الخارجية الهندي ناتوار سينغ عن تفاؤله باطلاق سراح السائقين الهنود، مشيراً الى ان محتجزيهم يريدون أموالا وحسب. وقال سينغ للصحفيين بعد مقابلة مع عائلة أحد الرهائن انه يجري عمل ما يلزم لتأمين الافراج عن الرهائن. وأضاف: "سيكون هناك حل". وقال ان الخاطفين "ليسوا جماعة سياسية... انهم مجرد أناس غير مسؤولين يخطفون الناس لجني أموال". وجددت نيروبي دعوتها الخاطفين الى اطلاق ثلاثة سائقين كينيين محتجزين لديهم، مؤكدة انها عاجزة عن تلبية مطالبهم الجديدة.