نفتح التلفاز كل يوم باحثين عن ما يفيدنا ويسلينا متنقلين من قناة عربية لأخرى، ولكن مع الأسف ما نجده هو نفس الشيء في كل قناة.. أغاني عربية اسما فقط أما المضمون والفيديو كليب فهو ذات طابع غربي وبصمة جديدة غريبة على مجتمعنا لم نعتد على رؤيتها. لا يخفى عن الجميع مدى تدني مستوى الأغاني العربية في وقتنا الحالي ومع مرور الوقت يزداد هذا التدني مما يشعرنا بالخوف، فلم يكن هذا التعري والإغراء المقصود موجودا بهذه الكثرة قبل خمس سنوات مثلاً.. وكان قلّما نجد فنانة تتعمد إظهار أجزاء من جسمها لإنجاح الفيديو كليب أو فنانا كبيرا يتنازل عن كل مبادئه كفنان ليضع خلفية لصوته الجميل وكلماته المعبرة فرقة من الفتيات تتمايل وتتغنج.. مما يجعلنا ننسى الكلمات والمغني ونركز على هذه الحركات الغريبة، هذا إذا لم تكن الفكرة أصلا مسروقة من أغان أجنبية والأمر واضح جداً فقد تم حجب دور المشاهد واستبعاد رأيه وانتقاداته وكأن ليس له أذن تسمع وعين تعرف كيف تقارن وتميز، فهل هذا استغفال أم ماذا؟ ناهيك عن أصوات النشاز والأوتار الصوتية المتنافرة والتي لم تعد عائقاً في طريق المرأة على وجه الخصوص، فقط بضع عمليات تجميل وبعض التعري وستنتشر على المستوى العربي وسيطلق عليها حتماً.. فنانة! فيا أسفي على أيام الطرب والفن العربي الأصيل الذي نقيّمه بآذاننا لا أعيننا، لست متشائمة فمازال هناك المتمسكون جيداً ولم ينجرفوا مع الدوامة بعد، ولكن يظهر أن القليل فقط كذلك.