دمعة وفاء وعرفان بالجميل من المكلوم (عبدالله المسعري) على العقيلة السابقة الى جوار ربها السيدة (زينب المجذوب) رحمها الله. كان الحادث المشؤوم الذي ذهبت ضحيته السيدة الجليلة ( أم مازن) رحمها الله قد هز كياني هزا عنيفا تلاشى في غمراته الكاربة ما أصابني في تلك الكارثة المروعة.. وقد نجى الله الحبيبين (مازن ولؤي) وحفتهما الملائكة فلم يصابا والحمد لله بأذى.. لم املك ازاء هذه الفاجعة وقد فقدت فيها اقرب الناس الى قلبي، إلا أن أذرف الدمع السخين. نغالب هذا الموت - والموت أغلب فما فاته منا شباب واشيب يحاول منا المرء فكا لأسره وهيهات - ما من ذا مناص ومهرب فكم غال بدرا في المهابة والبها وكم غال ندبا في المكارم ينسب لعمرك ما الدنيا سوى حلم لحظة متاع لعاع ومضة ثم يذهب كأني بنا - والموت يحدو - ركابنا ومن قبلنا الآباء والصحب غيب فهذا صفي يملأ الرح انسه حبيب لبيب طيب ومهذب وذي غادة تسبي العقول - حديثها جنى النحل بل ذاكم - ألذ وأعذب من غير هذين جموع غفيرة غثاء - وابريز - خبيث - وطيب طوتهم شعوب طيها لخليقة فلا حتم ينجو ولا فات أشعب يعز على الانسان فقد صفيه يودع رمسا مظلما ويغرب يودعه غبراء يسفي ترابها يودعه والعين غرقى كأنها فلله وجه في الرغام يترب من الدمع حرى - وابل الغيث صيب هناك ترانا حائرين وخشعا كأن علينا الطير تجثو وترقب يلوب سعير في الحشا متوقد وتنهل منا العين والدمع يسكب لله نفس ضاقت الارض دونها ولله قلب في اللظى - يتلهب ولله نفس روعت في صفيها وتعصرها الآلام والغم يكرب ولله شخص غارق في همومه بجنبيه تستشرى الكروب وتنهب اقول لنفسي وهي نضو حسيرة ألا فارعوى عما يسيء ويغضب فديت - كفى - يا نفس بالموت واعظا لمن كان في دنياه يلهو ويلعب وصبرا جميلا في المكاره انه سبيل لمن يرجو الثواب ويرغب فما الموت إلا سنة الله قد مضت وورد جميع الناس تعنو وتشرب وقد مات خير الناس طرا وصحبه ولى اسوة في الناس والصبر أوجب فما أنا بدع من بني الناس اذ مضت كما قد مضى الاخيار من قبل - زينب نعم زينب ذات الشمائل انها الى الخير تسعى جهدها وترغب تراها لدى الاحسان يفتر ثغرها حبورا - بما تسدى تسر وتطرب ولم ترض إلا المكرمات ارتداءها وسفساف امر عندها تتجنب فلا غرو ان احببتها ومدحتها كريم السجايا للنفوس محبب وما هي إلا فارط ووديعة وفي الاجر عند الله ترجى - وتحسب حبيبتنا في ذمة الله حسبنا هو الله مولانا ورحماه أرحب سلاما سلاما في الخلود لك الرضا مكانك عند الله أسمى وأقرب وعاش الحبيبان، لؤي ومازن هما أسرعا - برا - وأوفى - وأنجب عزيزي (لؤي) كن لنا خير عاقب وكن سيدا - ندبا - اذا عز مطلب وهذا حبيب القلب (مثلك) مازن كريم وشهم سيد ومؤدب يداه يداك في الرخاء وشدة يضيء ظلام الشك ان حل غيهب ويرعاكما حفظ من الله اينما تكونا وكل في الرضا يتقلب ارى الدمع مني ساخنا قد تحدرا بكاءً على صفو مضى وتكدرا وهز كياني ما دهى من مصيبة ومستنى البأسا وقد كنت اصبرا تهيج لي الذكرى الاليمة حسرة وما ينفع الانسان ان يتحسرا وما فقد من تهوى لعمرك هين ولكنه الرزء الاليم لمن درا كمثل الذي قد راعني في عقيلة فأصبحت من كرب البلا متحيرا اصبت مصابا لو أصاب ثبيرهم لماد لما اصابه وتنثرا وما حيلة الانسان والحكم نافذ وما قد قضاه الله كان مدبرا قضيت فأحكمت القضاء بقدرة تباركت ربي خالقا ومقدرا ولو انها تفدى فديت بكل ما غلا وعلا مما يباع ويشترى وبالنفس نفسي دونها وحميتها ولم أك في ذا الافتدا متأخرا وما يدرك المرء المنى غير انه بفطرته يسعى له لو تعذرا وما (زينب) في الذكر الا خريدة سليلة حر بالتقى قد تدثرا حبيبة عمر يسكن القلب ودها مضت فلتة لم تحلب الدهر اشطرا عفاف وطهر والحياء رداؤها حصان رزان ذكرها قد تعطرا عطوف رؤوم احسن الله خلقها فواحزني للطهر غيبه الثرى وكانت أنيسا في الهموم وسلوة وعقلا حكيما للامور مدبرا وتسأل رغم الموت عن (مازن) وعن (لؤي) حبيبي روحها رغم ما جرى لها والد بالليل يعمر قلبه تلاوة آيات الاله تدبرا وام زكت اقوالها وفعالها فقد طابق الاسم المسمى ميسرا وتبسم لي الدنيا فلما فقدتها تجهمت الدنيا بوجه لها اغبرا فأكرم بها من حرة طاب اصلها وطابت فروعا، بالمكارم في الذرا واكرم بها اذ يذكر النبل والفدا واكرم بها خلقا كريما ومعشرا وبت مقاما في العلا (ام مازن) سقيت رحيقا في الخلود وكوثرا فيارب بوئها الخلود مع الرضا لنحمدك اللهم دوما ونشكرا وهبها نعيما لا يحول ومنزلا بأعلى فراديس الجنان محبرا لك الله يا زين الحرائر انه اله كريم عفوه وسع الورا لك الله في كرب عليك وغربة لك الله فيما قد قضاه وقدرا فيا نفس صبرا انما الرزاء فادح وليس أرى لي غير أن اتصبرا واني وان روعت يوما بفقدها واصبح منها ظاهر الارض مقفرا تراني صبورا في الزمان وكربه ولم تصب الأحداث مني مكسرا لنا الله وهو المستعان حسيبنا على هول ما نلقى وما قدر تقدره ويا طالب الدنيا رويدك انها متاع قليل هكذا الله اخبرا متاع غررو لا تدوم لكائن سوى الحق جل الله ان يتغيرا تزود بزاد للمعاد فانه لعمرك آت قبل ان تتحسرا يدير علينا الموت كأسا مريرة لنشربها كرها زعافا مكدرا ودنيانا هذي مشهد ثم كلنا له دوره الذي له قد تقررا ويطوي الفنا الانسان ثمت ما له سوى اثنين ما عداهما قد تبخرا هما صالح الاعمال قدمها امرؤ وذكر جميل ان يقال ويذكرا ويأتي الى الدنيا بكره وليدها ولم يكن الانسان في هذا مخيرا كما يخرج الانسان منها بغصة قضى الله كون العبد في ذا مسيرا وحكمة هذا الكون يعجز فهمها وادراك ما شاء الاله وقدرا وليس سوى التسليم للامر والرضا طريقة من رام الهدى اذ تفكرا (لؤي) رعاك الله في كل حالة فما أنت إلا النجم يهدي ذوي السرى و (مازن) ذاك البدر حسبك مازن اذا ما الخطوب السود افزعت الكرى حبيبي هبا للعلا انتما لها انا لكما الاله نصرا مؤزرا وكونا على الايام عونا فانتما ربيبا المعالي حافظا وتذكرا وكونا لدى الاحسان خير مؤمل وكونا لدى المعروف خبرا ومظهرا فلا زلتما كهفا وذخرا لقاصد ولا زلتما في السبق ذكرا ومخفرا ولا تنسيا اما رؤوما حبيبة دعاء وبرا كل حين لها اذكرا بنى ان الدهر يوم وليلة فيوم صفاء جا ويوم تكدرا فلا تفزعا ان احدث الدهر نكبة ولا تجزعا مما قضى الله واصبرا ولا تنحيا باللوم فاللوم ضائع وغير مفيد ما اذا لشيء ادبرا سوى دمع من قد لمتما وندامة ولن يرجعن ما فاته او يغيرا الهي هما عبداك فأحفظهما معا وعودهما الخيرات نهجا ومتجرا فأنت الذي ترجى بكل ملمة وانت الإله الحق ترجى لتغفرا