رغم مرور سبع سنوات على انطلاق مشروع النقل بواسطة الرحلات الترددية في موسم الحج إلا أن سير هذا المشروع كان بطيئا ورغم هذه الفترة إلا أن الأغلبية لا يعلم ما هو النقل الترددي ولكن يكفي الإشارة إلى أن الحاج وأثناء تنقله بالمشاعر المقدسة يحتاج إلى أقل من نصف ساعة بواسطة النقل الترددي ليصل إلى مبتغاه في المشاعر المقدسة بينما يقضي أكثر من أربع ساعات بوسائل وطرق النقل الأخرى، من هنا كان شعار (الترددية بديل أفضل) إلا أن تطبيق هذا المشروع قد صاحبته عقبات عدة خلال فترة التجربة السابقة إلى أن جاء العام الماضي ليصدر الأمر للبدء في تعميم النقل الترددي ومع الإنجاز الرائع الذي تحقق لحج العام الماضي 1424ه والأرقام غير المسبوقة في نقل حجاج تركيا ومسلمي أوروبا وأمريكا وأستراليا وحجاج جنوب شرق آسيا استضفنا الدكتور سهل الصبان وكيل وزارة الحج المساعد لشؤون المشاريع والمشاعر المقدسة ليحدثنا عن هذا المشروع ومدى ما تحقق له حتى الآن. ***** وفي البداية تحدث الدكتور الصبان عن ماهية هذا النقل فقال: الرحلات الترددية مفهوم جديد نوعا ما في النقل وهو ببساطة عبارة عن نظام نقل ضمن مسارات محكومة ويكون بأسلوب الرحلات المكوكية التي يتم خلالها نقل الحاج من محطة إلى أخرى من مخيم الحاج في عرفات برقم المكتب أو مجموعة الخدمة التي تخدمه إلى بوابة في مزدلفة بنفس الرقم ومن ثم من مزدلفة إلى منى، ومفهوم النقل الترددي يهدف بدرجة أساسية إلى تقليص زمن بقاء الحاج بالحافلة ولو قارنا بين النقل العادي والنقل الترددي نجد أن الحاج مثلا في النفرة من عرفة لمزدلفة يبقى في الحافلة من 3 إلى 5 ساعات بينما في النقل الترددي يبقى الحاج في الحافلة ما يقارب 25 دقيقة وعدد الحافلات المستخدم في نظام النقل الترددي يقل عن عدد الحافلات لنقل نفس العدد من الحجاج بنسبة مقدرة ب35% ومعنى ذلك أن هناك كفاءة أداء أعلى في استخدام الحافلات وكذلك الطرق المستخدمة في النقل الترددي أيضا ترتفع كفاءة استخدامها على كامل فترة النقل بحركة دائبة مستمرة ومن إيجابيات النقل الترددي تخفيض ملوثات البيئة وذلك بسبب استخدام عدد أقل من الحافلات لنقل عدد أكبر من الحجاج فالعوادم الناتجة عن الحافلات ومحركات الديزل تكون أقل بنسبة 40% بالتناسب مع انخفاض عدد الحافلات المستخدمة وهنا أيضا مفهوم التشغيل بالرحلات الترددية يرتكز على تحديد المسؤوليات في التشغيل فالحاج مسؤولة عنه مؤسسة الطوافة أو ما يسمى بإدارة تنظيم الحجاج في المؤسسة وهم مسؤولون عن خدمات الحجاج داخل مخيماتهم بالكامل حتى بوابة الركوب إلى الحافلة بعد ذلك يأتي دور نقابة السيارات أو شركات نقل الحجاج العاملة في النقل من خلال إدارة تشغيل الحافلات وهذه الإدارة معنية بحركة الحافلات على المسارات وتدريب السائقين وأيضا في حالة حدوث أعطال أو خلل ميكانيكي يؤدي إلى تأخير في دورها تقوم هذه الإدارة بإسعافها أو استبدالها بحافلات أخرى وبهذا يكون لدينا إدارة تنظيم الحجاج وإدارة تشغيل الحافلات وأيضا إدارة الطريق التي تتمثل في قيادة مرور الترددية وهناك قيادة خاصة بهذا الشأن من الأمن العام وكل هذه الجهات بالإضافة إلى وزارة النقل وأمانة العاصمة المقدسة ومعهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج يمثلون عضوية دائمة في المجلس التنسيقي للنقل والرحلات الترددية وهو مجلس تشكل واعتمد تشكيله من قبل صاحب السمو الملكي أمير منطقة مكةالمكرمة ورئيس الهيئة العليا لمراقبة نقل الحجاج في عام 1420ه وترأس هذا المجلس وزارة الحج ومهمة هذا المجلس العمل على التخطيط والتطوير لأعمال النقل الترددي والتنسيق من جميع الجهات الحكومية المشاركة وأيضا مراجعة ومناقشة الخطط التشغيلية والتنفيذية للمواسم والتي تقدم من إدارات تشغيل الحافلات وإدارة تنظيم الحجاج والأمن العام والتأكد من توفر الخدمات المساندة مثل الخدمات الصحية والإسعاف من الهلال الأحمر وكذلك خدمات وزارة المياه وخدمات الكهرباء في المواقع وخاصة ما يهم المجمعات ودورات المياه والمواضئ بداخلها سواء في عرفات أو مزدلفة ومنى وكذلك شركة الاتصالات. ومن هنا فإن النقل الترددي يمثل بديلا أفضل لنقل الحجاج وبما جاء من خلال حديثي فإن من المميزات التي تم طرحها هناك والميزة الأهم هي أن مواقع خدمة الحجاج في النقل الترددي في المشاعر المقدسة هي مواقع خالية من مواقف الحافلات فهي تجمع في مخزن للحافلات أو مركز خدمات الحافلات ويكون خارج المشاعر المقدسة في العادة بين مزدلفة وعرفات وهناك إلى الآن مركزان للخدمة احداها يخص حجاج مؤسسة تركيا ومسلمي أوروبا وأمريكا وأستراليا والآخر يخص حجاج جنوب شرق آسيا وهما عبارة عن قرى صغيرة يسكن فيها حوالي 2500 سائق وفني تابعين لشركات نقل الحجاج وتحت إدارة النقابة العامة للسيارات وأيضا فيها مراكز للدفاع المدني والصحة والهلال الأحمر وأيضا العاملون في وزارة الحج ضمن نظام النقل الترددي لهم مركز عمل في هذا الموقع. 7 سنوات وأضاف د. الصبان أن النقل الترددي أصبح له الآن سبع سنوات من انطلاقه بدءا في عام 1416ه بتجربة فقط ما بين عرفات ومزدلفة لحجاج تركيا ومسلمي أوروبا وكان عددهم في ذلك الوقت حوالي 128 ألف حاج وفي موسم عام 1417ه تكررت التجربة لعرفات ومزدلفة فقط وفي العام الذي يليه 1418ه امتدت من عرفات إلى مزدلفة ثم من مزدلفة إلى منى وفي موسم 1419ه تعمم النقل الترددي ليشمل رحلة الحج بأكملها لحجاج تركيا ومسلمي أوروبا وأمريكا وأستراليا بمعنى أن تبدأ الرحلة من سكن الحاج بمكةالمكرمة ويتجه إلى منى للتروية أو عرفات للتصعيد وأيضا العودة من منى بعد انتهاء الحج إلى مكةالمكرمة بنفس الأسلوب وتوالت النجاحات التي تحققت في نقل حجاج تركيا ومسلمي أوروبا وأمريكا وأستراليا حتى وصلت أوجها في عام 1422ه عندما تحقق رقم قياسي في موضوع النفرة بالذات وهي المرحلة الحرجة دائما في خدمات نقل الحجاج وهي مرحلة النفرة من عرفات إلى مزدلفة ثم من مزدلفة إلى منى وقد انتهت خطة النفرة في حوالي الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف ليلة العيد وكان هذا رقما قياسيا لأن الخطة كانت تقول إن الانتهاء الساعة الثانية بعد منتصف الليل بدلا من الواحدة والنصف وفي نفس الوقت كان هناك دراسة للتوسع في النقل الترددي وكانت الفئة الثانية هي فئة حجاج جنوب شرق آسيا واستكملت الدراسة وتترجمت إلى مشروع إنشائي يحتاج إلى بنية تحتية ضخمة. هذا المشروع بدىء في تنفيذه في شهر رجب عام 1423ه من قبل وزارة المواصلات آنذاك وقيمته مائة مليون ريال وعندما ادركنا موسم الحج كان قد نفذت معظم عناصر المشروع إلا أنه كان هناك أعمال لم تنته الانتهاء بالكامل وخاصة موضوع عزل الطريق وهي منطقة النقل الترددي بحواجز خرسانية وشبك أو سياج حتى يحمي المنطقة من دخول أي فئات حجاج أخرى أو أي مركبات أخرى من خارج حلقات النقل الترددي، هذه في الحقيقة كانت إعاقة وهي وجود ثغرات في هذه المناطق وطرق الحافلات الخاصة بالترددية أدت إلى دخول الكثير من سيارات الأهالي أصحاب الجمسات والصوالين إلى داخل منطقة النقل الترددي في يوم عرفة وبالتالي اختلطت سيارات وحافلات الحجاج المنقولين تردديا مع وسائل نقل الأهالي والمواطنين بسياراتهم الخاصة وكذلك كان هناك مشكلة أخرى بمزدلفة وهي عدم وجود فصل بين ساحات نزول الحجاج المنقولين تردديا عن الساحات الأخرى وبالتالي تم دخول حجاج مشاة بأعداد كبيرة وضخمة إلى منطقة النقل الترددي وبالتالي عدم تمكن حافلات الترددية من التحرك والنقطة الثالثة تداخل حركة المشاة في مزدلفة مع حركة الحافلات بمعنى أن حركة المشاة تسير في نفس مسارات الحافلات وهذا يتنافى مع مفهوم النقل الترددي والمتطلب أن يكون الطريق فارغا وخاليا وخاصا بحركة الحافلات ويتطلب أن لا يكون هناك تداخل بين حركة المشاة والحافلات ويتطلب أن لا يكون هناك تقاطعات في الحركة للمنقولين تردديا وهذه أمور في الحقيقة جميعها لم تتحقق في موسم 1423ه مما أدى إلى حدوث خلل في الخدمة لموسم 1423ه وبعد هذا الموسم تم مراجعة كل هذه السلبيات والنقاط عن طريق لجنة رئيسية تحت مظلة وزارة الحج شاركت فيها كل الجهات الحكومية المعنية ومؤسسات الطوافة ونقابة السيارات وخرجنا بتوصيات جديدة نفذ معظمها فيما يخص التشغيل والتخطيط والتنفيذ أما ما يخص العمالة الإنشائية فقد تمكنت وزارة النقل أثناء الفترة ما بين موسم 1423ه وموسم 1424ه من إنهاء جميع الأعمال التي كانت معلقة ولم تنته قبل موسم 1423ه وبالتالي حصل فصل منطقة النقل الترددي بالكامل عن خطوط وطرق الحركة العامة وتم ضبط الأمور وتم معالجة موضوع تداخل المشاة مع حركة الحافلات بإيجاد لوحات إشاردية وتحديد مسارات المشاة من مزدلفة إلى منى تحديدا واضحا وكانت اللوحات الإرشادية علوية وتم تركيب مظلة على بداية طريق المشاة من مزدلفة إلى منى ليخدم حجاج الترددية وبالتالي وبحمد الله تقلصت هذه المشكلة وأيضا استكمال تسييج وحجر منطقة الترددية بمزدلفة عن المناطق الأخرى مكن من الحد من تسرب فئات أخرى من الحجاج إلى منطقة الترددية وكل ذلك ولله الحمد كان من مقومات نجاح النقل الترددي في موسم 1424ه، وبالتأكيد أن ما طرح ونوقش في وسائل الإعلام وخاصة الصحف المحلية بعد موسم 1423ه كان ردة فعل طبيعية لما حدث في هذا الموسم وأنا الحقيقة أنظر لها نظرة إيجابية وهي دلالة على قلق الاخوان من المسؤولين أو القراء أو المهتمين بأمر خدمات الحجاج وهو التعليق على الخلل الذي حدث في هذا الموسم وأنا أقول إنه صحيح كان هناك خلل وكانت هناك مسببات لهذا الخلل أمكن بحمد الله وتوفيقه تلافي هذه السلبيات والتغلب على المسببات والقضاء عليها وتوفير مقومات النجاح المطلوبة للنقل الترددي خلال هذا الموسم 1424ه وكانت النتيجة والثمرة واضحة وتحقيق أرقام قياسية جديدة من حيث إخلاء عرفات من حجاج جنوب شرق آسيا في تمام الحادية عشرة والنصف من مساء يوم التاسع من ذي الحجة لذلك العام وهذا رقم تاريخي ولم يحدث من قبل أبدا أن أخليت عرفة من حجاج جنوب شرق آسيا في هذا الوقت وكذلك بالنسبة لحجاج تركيا ومسلمي أوروبا وأمريكا وأستراليا فقد تم إخلاؤهم من عرفات في تمام الواحدة والنصف بالرغم من زيادة أعدادهم إلى حوالي مائتي ألف حاج وإخلاء مزدلفة أيضا من هذه الفئات قد سجل رقما قياسيا وسجلا تاريخيا فاستطعنا إخلاء ساحات مزدلفة من حجاج جنوب شرق آسيا ففي تمام الساعة الثامنة صباحا كانت مزدلفة خالية من حجاج جنوب شرق آسيا ولله الحمد وفي تمام الساعة الثامنة وخمس وأربعين دقيقة كانت خالية من حجاج تركيا ومسلمي أوروبا وأمريكا وأستراليا وهذه في الحقيقة نجاحات تحققت نسأل الله سبحانه وتعالى أن يديم علينا توفيقه فيها واشيد بهذه المناسبة بجهود الاخوة الزملاء العاملين معنا في وزارة الحج والجهات الحكومية وشركات نقل الحجاج والنقابة العامة للسيارات ومؤسسات الطوافة لأن هذا النجاح يسجل للجميع وأبارك لهم هذا النجاح وإن شاء الله أن يكون انطلاقة لإنجازات مماثلة في الأعوام القادمة. وكذلك فالحركة العامة بالنسبة للنفرة من عرفة لمزدلفة حققت إنجازا جديدا وهو إخلاء عرفات في تمام الساعة الواحدة وخمس وأربعين دقيقة بعد منتصف ليلة النفرة بينما كنا في السابق وفي الأعوام الماضية نبقى بعرفة لإخلائها حتى الساعة الرابعة والنصف أو الخامسة فجرا وهذا إنجاز ولله الحمد تحقق للنفرة عموما من مشعر عرفات وليس فقط للنقل الترددي وإن شاء الله من نجاح إلى نجاح بعون الله. تجاوزنا التجربة وعن المرحلة التي وصلها مشروع الترددية قال وكيل وزارة الحج المساعد الدكتور الصبان الآن تجاوزنا مرحلة التجربة ودخلنا في مرحلة التطبيق والتوسع في ذلك فقد صدر أمر سام كريم خلال عام 1423ه لاعتماد التوسع في النقل بالرحلات الترددية ليشمل باقي فئات الحجاج جميعها ونحن إن شاء الله نسير في هذا الاتجاه لتحقيق هذه الخدمة بالشكل الصحيح والذي اريد أن أنوه عنه أن مخزن ومركز الخدمة لحافلات جنوب شرق آسيا الآن نفذ فيه مشروع إنشائي قامت بتمويله شركات نقل الحجاج بلغت تكلفته حوالي عشرة ملايين ريال أنشئت فيه مبان ثابتة وليست مؤقتة عن طريق مقاول وطني وشركات وطنية دخلت في هذا التنفيذ عبارة عن أربع وحدات لإسكان السائقين تستوعب 2500 سائق بالإضافة إلى مطبخ مركزي وصالتي طعام وقاعة للتدريب ومسجد ومواقف الحافلات بطبيعة الحال نفذت كجزء من المشروع الرئيسي لاستيعاب حوالي 2500 حافلة وهذا المخزن نفذ وتم الانتهاء منه قبل موسم الحج مباشرة تشرفنا بتفضل صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة بافتتاح هذا المشروع في يوم 22 ذي القعدة لعام 1424ه وبالتالي فالمخزن هنا والمباني أنشئت إنشاء دائما على أحسن المستويات وفيما يخص موقع ومخزن أو مركز الخدمة لحافلات حجاج تركيا ومسلمي أوروبا وأستراليا فهذه المنشآت أقيمت قبل ست سنوات وكانت فعلا في مرحلة التجربة والإقناع وأنشئت بصورة مؤقتة ولكن نحن في المجلس التنسيقي للنقل بالرحلات الترددية لدينا برنامج لتطوير منشآت مخزن الحافلات الخاص بحجاج تركيا ليصل إلى درجة تقارب ما وصل إليه مركز خدمة حافلات حجاج جنوب شرق آسيا وإن شاء الله سيكون هناك مشروع إنشائي لتطوير وإعادة تأهيله بعد هذا الموسم. مشاركة الجهات الحكومية وفيما يخص مشاركة الجهات الحكومية ضمن جهاز الإشراف والمتابعة في وزارة الحج فهناك زميل مكلف للتنسيق المباشر مع الجهات الحكومية فوزارة الصحة أمّن لها عيادة طبية في موقع مركز الخدمة الخاص بحجاج جنوب شرق آسيا بالإضافة لاستراحة للأطباء وموقع للصيدلية وكذلك الهلال الأحمر أمّن له موقع استراحة لتمركز فرق الهلال الأحمر الإسعافية والدفاع المدني كان لهم تواجد من خلال تنسيق مباشر معهم وهم أعضاء في المجلس التنسيقي فكان هناك فرقة دفاع مدني لكل من مركزي خدمة الحافلات. ومن ناحية أخرى فإنه عند إنشاء مشروع النقل الترددي تم تحديد مواقع بيضاء لإنشاء المباني التي تخص هذه الجهات الحكومية المشاركة وقد سلمت هذه المواقع رسميا لوزارة الصحة وقيادة المرور وللدفاع المدني وأمانة العاصمة المقدسة وغيرها والمطلوب حسب البرامج أن كل جهة تقوم على إنشاء مقرها ومركزها في منطقة النقل الترددي على غرار ما تم ببقية المشاعر المقدسة فمسؤولية إنشاء هذه المواقع للجهات فكل جهة مسؤولة عن إنشاء المقر الذي يخصها والذي تم إلى الآن تسليم المواقع لهم ونحن سنسعى بعون الله بالمتابعة معهم لإنشاء مقارها حتى تكون قرى نموذجية في مختلف المواقع بالمشاعر المقدسة ولم يكن جزءا من المشروع أن تتولى وزارة الحج إنشاء مقار كمبان ثابتة للجهات ولعلنا نبحث وراء إنشاء تلك المباني بالتعاون مع هذه الجهات سواء الصحة أو الدفاع المدني أو المرور أو غيرها حتى يكون هناك مبان نموذجية متكررة ونحن في سعينا وراء تحقيق هذا الهدف. عمل موسمي وعن وجود قدرات وكفاءات تولي إليها وزارة الحج التخطيط والمتابعة بشكل موسمي فقط ولماذا لا يتم ضم هذه الكفاءات لوزارة الحج للاستفادة منها بشكل مكثف وبصورة رسمية، قال د. الصبان: طبيعة خدمات الحج تستدعي الاستعانة بزملاء وكفاءات وعاملين بشكل موسمي والوزارة أحد مقومات أدائها لمهامها ومسؤولياتها الاستعانة بالاخوان الموسميين ونحن هنا نحاول أن نحسن اختيار الذين يعينونا على تقديم الخدمة بالشكل المطلوب وكثير من الزملاء هم كفاءات وقدرات علمية وعملية قائمة على وظائف رئيسية تخدم المجتمع بشكل عام سواء كأساتذة جامعات أو مهنيين في مجالات مختلفة مثل الهندسة أو الطب أو العمل الفني ونحن ولله الحمد توفقنا في اختيارهم ولو كنا نطمع في الاحتفاظ بهم إلا أن مسؤولياتهم الأخرى تجاه المجتمع لا تمكنهم من الاستمرار معنا ولكن نظل نحن حسب الوظائف المتاحة لدينا نستقطب الكفاءات والقدرات العلمية والخبرات العملية خاصة في مجال الحج وإذا كنا نجحنا في استقطاب هذه الصفوة فهذا بتوفيق الله سبحانه وتعالى وإن شاء الله نحن حريصون على الاستفادة منهم ومن خبراتهم حتى وإن كان بصورة مؤقتة خلال العام أو من خلال اجتماعات تنسيقية تحدد أوقاتها مبكرا وسوف نحاول ونعمل على استقطاب من يمكن استقطابه منهم للعمل بشكل دائم في وزارة الحج والأمثلة كثيرة ومشجعة. مسؤوليتنا الإشراف والمتابعة وعن الوفر المادي الذي تحقق لوزارة الحج جراء تطبيق مشروع النقل الترددي قال د. سهل الصبان: وزارة الحج هي جهة مسؤولة عن الإشراف ومتابعة تقديم الخدمات والخدمات جميعها تؤدى وتقدم بشكل رئيسي من مؤسسات الطوافة ومن النقابة العامة للسيارات وشركات نقل الحجاج فالنقل الترددي وفر مستوى عاليا من الخدمة لحجاج بيت الله الحرام بشكل أساسي ووزارة الحج والمجلس التنسيقي للنقل بالرحلات الترددية يعملان بعدد الطاقات التي تطلبها خطة التشغيل ويتم دعم هذه الطاقات والكوادر بميزانية محدودة لا تشكل عبئا على وزارة الحج ومقدمو الخدمة بالأساس هم القطاع الخاص- مؤسسات الطوافة وشركات نقل الحجاج وهم الذين يتحملون الجزء الأكبر من المصاريف تجاه حجاج بيت الله الحرام والوزارة هي بدون شك تقوم بتهيئة الظروف والمناخ المناسب لتقديم الخدمة وتتابع وتدعم هذه الجهات لأداء واجباتها وطبعا تكاليفها هي في إطار ما هو محدد ضمن الميزانية العامة لوزارة الحج للصرف على تنفيذ الخطط العامة سواء في مكةالمكرمة أو المدينةالمنورة بما تحدده الامكانات المتوفرة في الميزانية. جديد العام القادم وعن الجديد بالنقل الترددي للعام القادم وما هي أهم المشاريع بالمشاعر المقدسة قال الصبان: بالنسبة للنقل الترددي بعد الموسم بعون الله سوف يتم هناك حصر لجميع الإيجابيات والسلبيات وبلورة ذلك بالاجتماعات والعمل على تكثيف الإيجابيات والقضاء على السلبيات ومعالجتها لتحسين الخدمة لفئات الحجاج بجنوب شرق آسيا وبتركيا ومسلمي أوروبا وأمريكا وأستراليا. أيضا هناك خطة جديدة سوف نشرع فيها بعون الله وهي البدء في الدراسات للإعداد للمرحلة الثالثة من نظام النقل بالرحلات الترددية والتي ستشمل إن شاء الله حجاج إيران وحجاج إفريقيا غير العربية وطبعا هذا الأمر سيأخذ وقتا لإعداد الدراسة وبلورة فكرة المشروع ومن ثم تحويلها إلى مشروع إنشائي يتم تنفيذه بعد رصد المبالغ المالية اللازمة والمرحلة الأولى في الحقيقة كلفت حوالي 60 مليون ريال والمرحلة الثانية كلفت حوالي 100 مليون ريال وأتوقع أن المرحلة الثالثة لن تزيد عن ذلك في التكلفة ومن ثم نشرع إن شاء الله في الرابعة والخامسة حتى يعمم النقل الترددي على جميع الحجاج والذي نأمل أن لا يأخذ وقتا طويلا ولكن تلك هي طبائع الأمور فالتصميم والتنفيذ يأخذان وقتا وكذلك الاعتمادات المالية تأخذ وقتها ولكن الدولة رعاها الله بكل ما تنفقه في سبيل خدمة ضيوف الرحمن سيمكن ويذلل كل الصعاب والعقبات التي تجعل الحج ميسرا لجميع ضيوف الرحمن. أما المشاريع الأخرى بالمشاعر المقدسة فأنا آمل أن نتمكن من تنفيذ مشروع تسوية وترقيم الشوارع والطرقات في المشاعر المقدسة جميعها عرفات ومزدلفة ومنى حتى يسهل الأمر في إرشاد الحجاج ووصولهم إلى مخيماتهم أثناء تنقلهم وحركتهم، والمشروع الآخر الذي نأمل أن ينفذ إن شاء الله هو أن يتم تنفيذ مشروع تطوير جسر الجمرات بمنى ليكون متواكبا مع الزيادات المطردة في أعداد الحجاج وكذلك استكمال المرحلة الثانية من مشروع تصريف مياه السيول والأمطار بمشعر عرفات حتى تكون بيئة الحج بيئة سليمة وآمنة بكل المعايير إن شاء الله ونسأله التوفيق. هؤلاء يشاركون في التنفيذ وخلال تواجد (الجزيرة) بالميدان أثناء انطلاق الرحلات الترددية ومشاهدة الجهود المبذولة فقد كان وضع الخطة التشغيلية العامة للنقل بالرحلات الترددية لموسم حج عام 1424ه من قبل مكتب د. محمد محمود مندورة الاستشاري بالتعاون مع معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج وشارك في التنفيذ من مكتب د. محمد مندورة المهندس فايز حسين مندورة والمهندس عبدالله نجار والدكتور حامد محمد علوان والمهندس محمود محمد مندورة والأستاذ صفوت حسين أبو رجيلة ومن معهد خادم الحرمين أ.د. أحمد البلوي طه والدكتور محمد سالم باضبعان والدكتور فاضل عثمان وقد وضع الهيكل التنظيمي الإداري لمتابعة الخطة التشغيلة والعمل الميداني فعمل المهندس محمد آسره مديرا لمتابعة شؤون المسارات والدكتور عبدالرحمن محمد القرشي مديرا لمتابعة تشغيل مراكز الخدمة والحافلات وكذلك الدكتور مرعي الشهري مديرا لمتابعة الجهات الرسمية والخدمات المساندة والدكتور فاضل عثمان مديرا لمتابعة تشغيل مؤسسة تركيا ومسلمي أوروبا وأمريكا وأستراليا والمهندس محمد رمبو مديرا لمتابعة تشغيل مؤسسة جنوب شرق آسيا. وقد كان الإشراف العام على النقل بالرحلات الترددية من م. فايز مندورة بالتعاون مع م. محمود مندورة.