رئيس تحرير صحيفة الجزيرة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اطلعنا على ما نشر في صحيفتكم الغراء العدد 11521 ليوم الأربعاء 24-2-1425ه وهو تعقيب من بعض الأخوات من منطقة القصيم على مقالة الأستاذ فهد الحوشاني المنشورة بتاريخ 8-2- 1425ه والتي يدعو فيها للتقاعد المبكر للمعلمات. أحب أن انوه إلى أن الكثير من الكتاب يطالبون بتقاعد المرأة المبكر وهذا الامر قد يناسب بعض الموظفات وتعتبره حلاً يريحها من الالتزام بعملها والبعض تريد أن تكمل مسيرة عطائها الطويل فهي تحس بأنها لا تزال لديها القدرة على العطاء فتصل إلى السن المحددة للتقاعد واعتقد أن للأخوات الحق في ذلك فالتقاعد المبكر لابد أن يكون اختيارياً ولا يكون اجبارياً ومفروضاً عليها وحتى لا تفقد بعض الخبرات في مختلف المجالات. والهدف الرئيسي لمطالبة هؤلاء بتقاعد المرأة المبكر هو توفير فرص أكثر لتوظيف المرأة، فالحل في نظري للقضاء على البطالة عند الجنسين وبالتحديد الفتيات الخريجات هو تشجيعهن للعمل في المدارس الأهلية وذلك لتقارب المميزات المادية، وخلق فرص عمل جديدة يمكن أن تلتحق بها المرأة وتؤدي فيها دوراً فعالاً كالمستشفيات. وكذلك العمل على تحسين مخرجات تعليم المرأة لتوجيهها نحو مجالات عمل أخرى غير مجال التدريس. فالتقاعد لمن هم على رأس العمل الآن لن يعطي سوى وظائف شاغرة محدودة ولكنها لن توظف الجميع. وكذلك لابد من منح مجالات كثيرة للمرأة وتكثيف عملية التطوير والتدريب حتى تحقق التميز والنجاح لأن عمل المرأة في هذه الفترة اصبح امراً ضرورياً في ظل قيام المرأة وتحملها لمسؤوليات كبيرة كما ذكرت الأخوات والحالات المشابهة التي نسمع بها كثيرة فعندما تكيف تلك المعلمة ظروفها على دخل مادي معين فهي بعد ذلك لا تستطيع أن تساير ظروف الحياة بنصف الراتب. هذا غير أن البعض يعتبرن العمل وسيلة للعطاء والإبداع واثبات الذات وخدمة لوطنها فكل إنسان يستطيع أن يخدم وطنه فليخدمه حتى وان وصل إلى اعتاب الستين فالمرأة شريكة في التنمية وهي عنصر فعال في المجتمع فلابد أن نقدر دورها وندعمها ونشعرها بذلك دائماً. إن دور المرأة مرتبط بمدى مقدرتها على العطاء الصادق المخلص وهي وحدها من يقرر ذلك، فلابد أن يكون الاختيار بيدها ويجب أن تقف الصحافة في مختلف القضايا بصدق وموضوعية وخاصة فيما يتعلق بعمل المرأة كنوع من الدعم والتشجيع والمؤازرة. وعندما تنتقد فلابد أن تكون انتقاداتها موضوعية هادفة وبناءة بما يخدم المصلحة العامة. ولا ننسى أخيراًَ أن نهضة أي مجتمع في العالم يقوم على تضامن جهود الرجل والمرأة فكلاهما مكمل للآخر فالمرأة هي الأم والأخت والزوجة والبنت وعطاؤها بلا حدود فهي معين لا ينضب يجمع بين العطاء والحنان وتربية أجيال يمتد عطاؤهم للوطن بلا حدود لذلك اعتقد أن تقاعد المرأة الاجباري لحل مشاكل البطالة هو هضم حقها في العمل وهي قادرة على العطاء وتفعيل دورها لخدمة وطنها. فضلا عن أن التقاعد المبكر للمرأة بتخفيض سن التقاعد لها عن السن المقررة نظاماً او نقص الخدمة المعتبرة لتقرير المعاش، يعتبر مكلفاً على المؤسسة العامة للتقاعد وله تأثير سلبي على قدرة المؤسسة على الوفاء بالتزاماتها المستقبلية تجاه المتقاعدين وورثتهم من بعدهم. ونحن في المؤسسة العامة للتقاعد نسعى لنشر ثقافة التقاعد والإجابة عن جميع ما يعنى بالمرأة العاملة وتقديم خدماتها لها بكل يسر وسهولة. وندعو أن يكون التقاعد وفقاً لاختيارها وبما يحقق المصلحة العامة. آمل التفضل بنشر هذا التعقيب برجاء أن يخدم ذلك في إثراء الموضوع الذي يمس شريحة غالية من سواعد هذا الوطن. وتقبلوا تحياتي فاطمة بنت محمد العلي مديرة القسم النسوي في المؤسسة العامة للتقاعد