والنفس حيرى تعاني من أسًى فيها والقلب يطفح ملآناً وحسرته تعلو وتظهر أحياناً فيخفيها.. سمعت همهمة ثم انحنيت لها لأرهف الأذن في شوق وأصغيها سمعت صوتاً يقول: الأم.. قد رحلت فصحت في جزع روحي تفديها فليتني لم أكن كالناس سامعة وليتني لم أكن يوماً لأبكيها.. قالوا: أتبكين؟ ليس الدمع يرجعها إن شئت صلِّي ففي التقوى ستنسيها وكيف أنساكِ يا أمي وكل دمي يغلي وذي النفس تشكو من مآسيها لو يرجع الدمع يا أماه خلتنا.. لما توانيت لو عيني أفديها إن كان في الصحو يا أحباب رؤيتكم محالة فجروحي كيف أشفيها؟.. كم لي من الشوق يا أماه لو حلماً به أراك فروحي سوف تحييها أهكذا الموت يا أماه فرقنا..؟ أهكذا الموت للأرواح يسبيها؟ يا مَن أناجيك في لهف وفي شغف ألا ندءات يا أمي تلبيها..؟ أما صحوت..؟ وكيف الأم غفوتها تطوي مدى الدهر في صمت حنانيها! أما رضيت؟ فيا أماً أحللها عني أترضين يا أماه قوليها.. يا قصة الأم للأجيال أكتبها والبعض للبعض في فخر سيحكيها ما أعظم الأم.. ما أحلا النداء بها ما أروع النفس للحرفين أفديها قد كنتُ أجهل بعض الشيء موضعها وكنتُ أجهل شيئاً من معانيها أين الحكايات يا مَن عنك غربتنا أضحت لروحك رغم الداء تمنيها أين الحكايات لما فيك نسمعها يوم الطفولة هل ننسى لياليها؟ يا موت أمي أما ترأف بغربتنا؟ فكيف في غفلة عنا نناديها..؟ مَن لي بدارك بعد اليوم أقصدها مَن لي بدارك يا أماه من فيها؟ أهكذا الداء يا أماه في عجل..! أودى بروحك في يوم ليطويها؟ مَن كان يعقل في شوق وفي لهف عنها سأبحث لكن لا ألاقيها؟ يا قبر أمي الذي آويت جثتها فكن خفيفاً ولا تثقل فتؤذيها يا قبر أمي الذي أحببت تربته حباً لمَن فيك لا حباً لما فيها هلا تكشفت لو كالبرق ألمحها كي يطرد القلب آلاماً أعانيها يا رب.. كيف زماناً كان يجمعنا يأتي لنا اليوم في أمي لينعيها؟ يا رب.. أين اصطباري لم أطق أبداً فالنفس في حيرة هلا سأسلوها؟ أيا أحبتي النائين كيف لنا ننسى حكايتها بل كيف نطويها؟ في ذمة الله في نعماء جنته في ذمة الله يا ذكرى سنحييها..