حدثني يا قمر وقد أصبحت بدراً يملأ ضوؤك قلبي والسماء.. قل لي وقد فاض القلب ولهاً، واستبد به الشوق، عن ذاك الجبين زدني: حين تلألأت فوق بياضه أتراك لامست طهره وعانقت شعاعه..؟؟ يا ليتني وقتها كنت بعض نورك..! حدثني بربك عنه.. عن صاحبة الجبين.. على أية حال هي..؟ أترسل الدمع في أوقات خلوتها..؟ أتزفر الآهات في لحظات حنينها..؟ أتسمعها وهي تجر أوتارها..؟ هي ترى أني استأثرت بغيابي على كل اهتماماتها؟ إيه يا أحب إليّ من نفسي يا أمي حتى أنت تستأثرين بكل أشيائي.. تفكيري.. لهفتي.. شوقي.. وحنيني الذي اشتكى مني...! أنتِ معي في كل لحظاتي.. في صحوي ومنامي.. في حديثي وصمتي.. وكل دعواتي.. هكذا أتلمس الصبر لفراقك.. وأعالج آلام بعدك أحدثك.. أحكي لك.. أضحك معك.. وأصنع بيننا ألف حوار وحوار... ربما أخبرتك ببعض تفاصيل يومي أو لعلي استمعت لبعض التفاصيل منك.. أجعلك تعيشين دقائقي مثلما أجعل نفسي تعيش معك تفاصيل يومية صغيرة أسترجع لحظاتها، بل أعيشها وأستلذ باستحضارها مثلما يثقلني الهم في ذات اللحظة أرأيت كيف أعيش الضدان في الوقت نفسه..!! فكم لاحت ابتسامتي من بين دموعي لا بل إنها تعزر كلما ابتسمت لأجلك..؟ في بعض تخيلاتي معك..! لقد أصبحت يا مهجتي هاجس يومي، شمساً لا تغيب وأمنية تسيطر على كل جوارحي.. وحنينا جارفاً يُلهب وجداني وسؤالاً أكثر لهباً يعصف بكل تفكيري. سنة مرت لم تكتحل عيني برؤيتك..؟! أيعقل هذا..؟ أتراني أحلم.. فليتني أفيق..! لكنها الحقيقة التي تلاحقنا حتى لو لم نصدقها أو نعي واقعها بالتأكيد لم يعد لي إلا صوتك الحنون منذ ذلك اليوم الذي ودعتك فيه وآهٍ منه يوم.. كأنه الآن يمثل أمامي.. كأنني أعيشه بكل تفاصيله.. وحتى بذاك الألم المر الذي اعتراني في كل لحظاتي.. مرارته القاسية أجدها في فمي وكل أجزائي.. فبعد لحظات سأنتزع نفسي منكِ يا أمي.. كنت أُطيل النظر إليك لأُطفئ بعض اللهيب الذي كتمته في داخلي كان صراعاً مؤلماً بين أن أشبع نهمي وعواطفي.. بين أن أرتمي في حضنك وأبكي بين يديك.. بين أن أقبِّل رأسك وجبينك كأكثر من كل مرة.. وبين أن أُخفي عنك كل ذلك خوفاً عليك أن تعاني مرارة تلك اللحظات.. كنت أقول إني سأعود قبل رحيلي..! هكذا كنتِ مطمئنة وتمارسين وداعكِ لي ككل مرة وأنا يكاد الألم يذهب عقلي.. وبكيت يا أمّاه بصمت كما لم أبكِ من قبل وكانت تلك اللحظات من أصعبها في حياتي.. هذه الكلمات بالذات لا أريدك يا أمي الحبيبة أن تسمعيها وإنما كتبتها ليعلم كل من هو قرب أمه أي نعمة هو يعيشها فليبرها أيّما بر. همسة/ شقيقتي الغالية/ دعواتي لكِ بحياة سعيدة هانئة.