قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه (للنكبات غايات تنتهي إليها ودواؤها الصبر عليها، وترك الحيلة في إزالتها، فإن الحيلة في إزالتها قبل انقضاء مدتها سبب لزيادتها). نعم لقد مات الابن البار لأئمة الدعوة الإصلاحية في ليلة السبت 13-2- 1425ه الشيخ الدكتور: عبدالسلام بن برجس العبدالكريم، وكانت وفاته فاجعة لكل من بلغه الخبر،. توفي -رحمه الله- وهو في كمال شبابه في حادث أليم، قَدِمَ على آخرته وقد قدَّم لأمته ودينه ما يتعب بعده الرجال، فقد جد واجتهد في العلم حتى برز من بين أقرانه وأصحابه، ولقد عرفه العلماء وطلاب العلم بجده في تحصيل العلم، فقد كان -رحمه الله- منذ صغره طالباً للعلم مجداً فيه على جادة علمائه، وقد جمع مع طلبه للعلم التحقيقات المرضية والتصنيفات السلفية على منهج أئمة الدعوة فقد قام بتحقيق أكثر من عشرين كتاباً ورسالة وألف وصنف ما يربو على ذلك العدد فهو معدود في قائمة المؤلفين والمحققين. رحمه الله كان تلميذاً وابناً باراً لأئمة الدعوة، مجاهداً في الذب عنها يعرف ذلك من قرأ كتبه أو جالسه، ولقد درست عليه سنة كاملة وحضرت جملة من محاضراته وقرأت جملة من مصنفاته، فزادني ذلك إعجاباً به وبقلمه. ولقد كان -والله- بشوشاً ليناً في تعامله -رحمه الله- فقد جمع أموراً كثيرة من العلم والتأليف والتحقيق وتقدير العلماء وحسن الخلق مع تواضع جم ولين في الجانب وكرم وسخاء وقضاء لأمور الناس. فرحمه الله وغفر له وأحسن عزاء أهله وذويه ومحبيه فيه وأخص بذلك الأخ المبارك عبدالله العبدالكريم الذي أسأل الله أن يجعله خير خلف لخير سلف. سقى الله قبراً حلّ فيه بن برجس من الغيث وَسميَّا على إثره ولي مناقبه إن لم تكن عالماً بها فكشّف طروس القوم عنهن واسألِ لقد عاش في الدنيا حميداً موفقاً وصار إلى الأخرى إلى خير منزل (إن شاء الله) وإني لراجٍ أن يكون شفيع مَنْ تولاه من شيخ ومن متكهلِ ومن حَدَث قد نور الله قلبه إذا سألوا عن أصله قال: حنبلي (مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي).