في مثل هذا اليوم من عام 1961، بدأت في اسرائيل محاكمة الرجل المتهم بمساعدة هتلر في خطته لإبادة اليهود، حيث واجه المتهم أدولف ايخمان 15 تهمة اشتملت على جرائم ضد الإنسانية وجرائم ضد اليهود وجرائم حرب. وقف إيخمان في قفص زجاجي مضاد للرصاص أمام القضاة الثلاثة الذين تولوا القضية في القدس فثلاثتهم كانوا لاجئين بسبب النظام النازي بألمانيا. وقد قام كبير القضاة بقراءة التهم باللغة العبرية والتي تمت ترجمتها بعد ذلك إلى اللغة الألمانية حتى يفهمها المتهم. واستغرقت قراءة التهم الموجهة إلى إيخمان بتفصيلاتها ساعة و 15 دقيقة، وطوال هذه الفترة، ظل ايخمان -55 عاماً - واقفاً في قفصه بثبات وصلابة. كانت أولى القضايا التي تعاملت معها هذه المحكمة هي إثبات أهليتها للبت في قضية ايخمان من الأساس، حيث قال د. روبرت سيرفاتيوس، محامي المتهم، إنه بما أن دولة اسرائيل لم تكن موجودة في وقت وقوع هذه الجرائم، فهي لا تملك أساسا أي سلطة قضائية. وأكد د. سيرفاتيوس أن موكله بريء وأنه يحاكم على ارتكاب أشياء أجبرته الدولة النازية على القيام بها. لا شك في أن مجرد إقامة محاكمة لأدولف ايخمان كان حدثاً هاماً بغض النظر عن الحكم في هذه القضية، فقد استطاع ايخمان بعد نهاية الحرب العالمية الثانية الهروب من أحد معسكرات الاعتقال، ثم هرب بأعجوبة من محكمة جرائم الحرب بنورمبيرج. وفي عام 1950، وصل ايخمان إلى الأرجنتين التي كانت تعد ملاذاً آمناً للعديد من مجرمي الحرب النازيين، وبعد 10 سنوات كاملة، تمكن فريق من الجواسيس الإسرائيليين من اختطافه وتهريبه إلى اسرائيل.