أن يتبجح إرهابي زنيم بأنه يخطط لاغتيال الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وأنه يسعى لإلحاق عرفات والأمين العام لحزب الله اللبناني الشيخ حسن نصر الله بالشيخ الشهيد أحمد ياسين.. هذا التبجح ليس جديداً، وسعي وخطط شارون أيضاً ليست بالشيء بالمستغرب على شخص بنى كل (مجده) السياسي على الأعمال الإرهابية والمغامرات الطائشة، إلا أن المستغرب أن يستمع العالم، وخاصة ما يسمى ب(العالم الحر) ويتابع تهديدات شارون الإرهابي التي تعد -حسب النص القانوني- عزماً على ارتكاب الإرهاب.. فالتخطيط لاغتيال الزعماء السياسيين وتنفيذه عن طريق مجرمين مدربين، يعد أكثر الأعمال الإرهابية بشاعة، ومع هذا فلا أحد يردع شارون ولا يحاسبه على أقواله وأفعاله التي تشجع على الإرهاب، رغم أن العالم يتكاتف جميعاً لمحاصرة الإرهاب والقضاء عليه، إلا أنه يبدو أن شارون حالة استثنائية مثل كل الحالات التي يعامل بها اليهود. وشارون سبق أن خطط لثلاث عشرة عملية فشلت ولله الحمد لاغتيال الرئيس ياسر عرفات، إلا أنه لا يزال يعلن تهديداته المتكررة التي آخرها التي تبجح بالإعلان عنها لوسائل الإعلام الإسرائيلية بمناسبة حلول (الفصح العبري) وهذه المرة أضاف الشيخ حسن نصر الله أمين حزب الله اللبناني إلى الرئيس ياسر عرفات موضحاً أنه صمم على المضي بتنفيذ جرائم الاغتيالات، التي ستطالهما.. قائلاً بتهكم بالغ: ننصح شركات التأمين بعدم منح بوليصة تأمين لعرفات ونصر الله، موضحاً ألا يمكن لأحد أن يكون آمناً إلى درجة كبيرة على كرسيه. وحين سئل شارون عما إذا كان عرفات ونصر الله مستهدفين، بعد اغتيال الشيخ أحمد ياسين، وعما إذا كان يدعم تصريحات وزير إرهابه، شاؤول موفاز، وقائد أركان عصاباته، موشيه يعلون، بهذا الصدد..؟؟ أجاب: إنه لا ينوي مناقضة تصريحاتهما..!! مؤكداً، مرة أخرى أن إسرائيل ستواصل سياسة الاغتيالات..!! العضو العربي في الكنيست الإسرائيلي، محمد بركة أكد في تصريحات خاصة: أن شارون مصاب بهوس الحريق؛ وهذه التهديدات التي يطلقها بين الفينة والأخرى تنم عن الضائقة التي يتواجد فيها شارون، من ملاحقته بقضايا الفساد والرشوة، إلى تعاظم الخلافات التي نشأت داخل حزب الليكود الذي يتزعمه بُعَيْدَ طرحه لخطة فك الارتباط من جانب واحد عن الفلسطينيين، والانسحاب من قطاع غزة. وكان نبيل أبوردينة، مستشار الرئيس الفلسطيني، ياسر عرفات، قال لوكالة رويترز للأنباء معقباً على التهديدات التي أطلقها شارون: إن حياة عرفات ليست في حرز أمين، إن السلطة الفلسطينية تنظر إلى هذه التصريحات بقدر كبير من الجدية، مضيفاً: إن شارون لا يهدد عرفات فحسب، وإنما يهدد، أيضاً، مستقبل السلام في الشرق الأوسط.. فيما قال د. صائب عريقات وزير شؤون المفاوضات الفلسطيني، تعقيباً على تهديد شارون لحياة عرفات: إن البديل لسلطة عرفات هو التسيب والتطرف والفوضى في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي المنطقة برمتها. من ناحيته قال، د. أحمد الطيبي العضو العربي في الكنيست الإسرائيلي، ومستشار عرفات سابقاً: إن شارون يريد إشعال المنطقة، وسياسته تشبه سياسة منظمة مافيا تعتمد الاغتيال كإستراتيجية.. مضيفاً: إن شارون يعرّض الإسرائيليين لمخاطر حقيقية. كل هذه التخوفات والقلق من حريق شامل يمتد إلى (الشرق الأوسط الكبير) على غرار التسمية الأمريكية ليسهم أبناء العم سام الذين سيستقبلون شارون بعد أيام طالما بوليصة التأمين لم تصدر لعرفات ونصر الله من شركة أمريكية لأنه ببساطة عرفات ونصر الله يطلبان الشهادة ويسعيان لها، كما سعى إليها الشهيد أحمد ياسين.. ولكن أفعال شارون ستحرق (الشرق الأوسط الكبير) الذي يريد سيد أبناء العم سام أن يجعله بستاناً للديمقراطية فيما يعمل حليفه شارون على تحويله إلى مصدر للإرهاب وشروره.