حذر مسؤولون فلسطينيون من عواقب استهداف الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في اعقاب تهديدات جديدة اطلقها رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون على حياة الزعيم الفلسطيني، و"نصح" فيها شركات التأمين بأن "لا تمنحه بوليصة". كما طاولت تهديدات شارون، بعد عشرة ايام من اغتيال اسرائيل الزعيم الروحي ل"حركة المقاومة الاسلامية" حماس الشيخ احمد ياسين، الامين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله. واكد العميد جبريل الرجوب المستشار الامني للرئيس عرفات ان "المس بياسر عرفات سيكون كارثة على الشعب الاسرائيلي الذي سيدفع ثمن حماقته". وأضاف الرجوب: "لا توجد لدى شارون خطوط حمر، وباغتيال الشيخ ياسين اثبت انه يصر على افساد الجهود الاقليمية والدولية بالدم غير آبهٍ بعواقب ذلك على شعبه". ونقل احد النواب العرب في البرلمان الاسرائيلي الكنيست محمد بركة عن عرفات قوله فور تلقيه التقارير الصحافية الاسرائيلية عن تهديدات شارون: "لقد حاول شارون قتلي 13 مرة وفشل. شارون مصر على اشعال نار لن تنطفئ". واضاف عرفات: "لست ورقة سهلة بالنسبة الى شارون". ومن ناحيته، قال نبيل ابو ردينة، مستشار عرفات، ان تهديدات شارون "جدية وخطيرة وتشكل مرحلة جديدة من التصعيد الاسرائيلي الخطير وغير المسبوق". واوضح ان شارون لا يهدد عرفات فحسب، وانما ايضاً مستقبل السلام في الشرق الاوسط. وعقب وزير شؤون المفاوضات صائب عريقات على تصريحات شارون بالقول ان "البديل عن عرفات هو التطرف والفوضى في الضفة الغربية وقطاع غزة المحتلين". وكانت الصحف الاسرائيلية الكبرى الثلاث "معاريف" و"يديعوت احرنوت" و "هآرتس" نشرت مقتطفات من مقابلات صحافية اجراها شارون عشية الاحتفالات الاسرائيلية بعيد الفصح اليهودي قال فيها ان "عرفات ونصر الله ليسا محصنين". ورداً على سؤال هل بات عرفات ونصر الله هدفين لعمليات الاغتيال الاسرائيلي بعد الشيخ ياسين، كما لمح وزير دفاعه شاؤول موفاز ورئيس اركان جيشه موشيه يعلون، قال شارون انه لا ينوي "نقض اقوال موفاز ويعالون"، مضيفا ان عرفات ونصر الله "لا يملكان بوليصة تأمين وكل من يأمر بارسال اشخاص لقتل اسرائيليين مستهدف". ووصف شارون عرفات بانه "عقبة امام التقدم في عملية السلام... ما دام موجوداً ومعرقلاً، لا يمكن ل ابو علاء تحريك شرطي فلسطيني من جهة في الشارع الى الجهة الاخرى". وليست هذه المرة الاولى التي يهدد فيها شارون حياة الرئيس الفلسطيني، فقد سبق للحكومة الاسرائيلية ان اصدرت قراراً في ايلول سبتمبر الماضي يقضي ب"ازالة عرفات" من الاراضي الفلسطينية. وتطرق شارون في سلسلة المقابلات الصحافية الى خطته القاضية بانسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة، واقترح جدولاً زمنياً لتنفيذ هذه الخطة التي قال انها ستبلغ ذروتها في مثل هذا الوقت من العام المقبل. وقال شارون انه سيتم اخلاء جميع المستوطنين من القطاع وان الجيش سيبقي على سيطرته على الحدود مع مصر. وكشف شارون عن نيته "طرد عشرات الاف الفلسطينيين" الذين قال انهم يقطنون داخل حدود دولة اسرائيل بشكل "غير قانوني". واضاف انه عندما يتم الانتهاء من "جدار الفصل" الذي تقيمه اسرائيل فان اسرائيل ستنتهج سياسة "صارمة" في طرد هؤلاء الفلسطينيين الذين قال انهم "يخترقون القرى والمدن العربية" في اسرائيل. وتعهد ب"تصعيد" الحرب الاسرائيلية على ما وصفه ب"الارهاب" في اعقاب تطبيق "خطة الفصل" في قطاع غزة. وتحدث شارون عن وضعه القانوني في ظل التهديدات التي يواجهها بتوجيه اتهامات ضده على خلفية قضايا فساد ورشوة، وقال: "يدي نظفيتان ولا اعتقد ان الاتهام سيوجه لي". وتزامنت تصريحات شارون مع زيارة يقوم بها وفد اميركي برئاسة وليام بيرنز مساعد وزير الخارجية الاميريكي التقى خلالها شارون ورئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع ابو علاء. وذكرت مصادر اسرائيلية ان شارون لم يتفق خلال اجتماعه مع المسؤولين الاميركيين مساء الخميس "على الصيغة النهائية" لكتاب الضمانات الذي سيسلمه الرئيس الاميركي جورج بوش الى شارون خلال زيارته الى واشطن منتصف الشهر الجاري. واضافت انه تم الاتفاق على "ترحيل" القضايا المختلف عليها لحلها في لقاء القمة بين الرجلين. وقالت الاذاعة الاسرائيلية امس انه تم الاتفاق في اجتماع شارون مع الموفدين الاميركيين الثلاثة على ان يتبادل شارون وبوش رسائل عن خطة الفصل التي ستشرحها الرسالة الاسرائيلية بالتفصيل. وذكرت ان مسؤولين اسرائيليين يعتقدون ان بوش سيقول في رسالته انه لن تكون هناك عودة الى حدود 1967 وان اللاجئين الفلسطينيين لا يمكنهم العودة الا الى الدولة الفلسطينية التي ستقام وفقا لرؤية الرئيس الاميركي. وفي المقابل، حاول الجانب الفلسطيني خلال اجتماع أريحا بعد ظهر الخميس استشفاف الموقف الاميركي ازاء القضايا المطروحة، خصوصاً مسار الجدار الذي تقيمه اسرائيل و"الثمن" الذي يطالب شارون واشنطن بدفعه مقابل انسحابه من قطاع غزة. واشارت مصادر مقربة من رئيس الوزراء الفلسطيني ان قريع طالب الجانب الاميركي بعدم السماح لحكومة شارون بنقل مستوطنين الى الضفة الغربية بعد اخلاء قطاع غزة كذلك عدم السماح لها بضم كتل استيطانية كبيرة الى حدود الدولة العبرية. ونقل عن وزير شؤون المفاوضات صائب عريقات قوله ان الاميركيين "اكدوا انهم لن يقدموا ضمانات لاسرائيل".