أكد الرئيس الفلسطيني، ياسر عرفات أن السلطة الفلسطينية ملتزمة بتنفيذ بنود خارطة الطريق، جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده في أعقاب لقاء جمع بينه وبين الدكتور أسامة الباز، المستشار السياسي للرئيس المصري حسني مبارك.. وأطلع الرئيس الفلسطيني، مستشار الرئيس المصري على آخر التطورات التي تشهدها الساحة الفلسطينية، والتصعيد العسكري الإسرائيلي الأخير في كافة مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية وقطاع غزة، مشيرا إلى أن سلطات الاحتلال أعادت احتلال مدينة بيت لحم بالكامل، وتواصل بناء جدار الفصل العنصري في مدينة القدس، ما يسمونه حاضن القدس، يريدون تهويدها وعزلها عن باقي الأرض الفلسطينية.. من جانبه قال د. أسامة الباز: نشعر بخطورة الوضع في الأراضي الفلسطينية، والانتكاسة التي يمكن أن تصاب بها عملية السلام في هذا التوقيت الحرج، مضيفاً أن المجتمع الدولي برمته يسعى إلى إخراج عملية السلام من النفق المظلم، والعمل على أساس تحقيق انفراجه تقي الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي من التكلفة الباهظة من استمرار التوتر المتزايد ؛ موضحا: أنه ناقش مع القيادة الفلسطينية بكل موضوعية، العديد من الأفكار والقضايا الهامة، معرباً عن أمله في توفر الظروف المناسبة لمساعدة الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي على تحديد خطاهما نحو السلام، وإبعاد شبح عودة الفوضى العارمة التي تخرج الأوضاع عن السيطرة. ووصف الباز الأوضاع في الأراضي الفلسطينية بالانتكاسة، مشيراً إلى أنها خطيرة، ويمكن أن تؤتي نتائجها الوخيمة لفترة طويلة، ما يضر بمصالح الطرفين والأطراف الدولية.. يشار إلى أن الرئيس المصري، حسني مبارك، قال مؤخرًا: إنه سيتم دعوة كافة الفصائل الفلسطينية إلى القاهرة استعدادًا لتنفيذ إسرائيل لخطة فك الانفصال عن قطاع غزة.. وكان الرئيس الفلسطيني اتهم الحكومة الإسرائيلية يوم الأربعاء الماضي، بالعمل على تدمير قطاع غزة قبل الانسحاب المحتمل لقواتها منه.. وقال عرفات للصحفيين في أعقاب استقباله لممثل إيرلندا لدى السلطة الوطنية (نايل هول هان): هذه خطتهم فهم يحاولون تدمير غزة قبل الانسحاب منها.. مضيفا: كما تعلمون هم أعلنوا من خلال قيادتهم العسكرية والسياسية انهم سيستمرون في عملياتهم ضد شعبنا في الضفة الغربية وقطاع غزة، ويكثفونها اليوم في غزة جوا وبرا وبحرا.. لكن شعبنا لن يركع إلا لله وحده.. مؤكدا لا أحد يستطيع تركيع الشعب الفلسطيني أو هزيمته.. معتبرا تصعيد العدوان الإسرائيلي ضد الفلسطينيين هو جريمة كبرى.. إلى ذلك أعرب رئيس الوزراء الفلسطيني، أحمد قريع (أبو علاء)، خلال اجتماعه أمس مع (فولكار روهي)، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الألماني عن شكوكه بوجود شريك إسرائيلي حقيقي راغب بإجراء مفاوضات جدية، بهدف وضع حدٍ لدائرة العنف وتنفيذ خارطة الطريق تنفيذاً أميناً وصادقاً وبشكل متوازن ومتوازٍ.. وأشار قريع في بيان صحفي وزعه مكتب رئيس الوزراء، تلقت الجزيرة نسخة منه إلى أن الجانب الإسرائيلي لم يظهر أية نية حقيقية بالعودة إلى طاولة المفاوضات خلال التحضيرات التي كانت جارية لترتيب لقاء رئيسي الوزراء، بل عمد إلى تصعيد عدوانه ضد الشعب الفلسطيني بشتى الوسائل القمعية وعمد إلى إفشال أي جهد فلسطيني أو دولي للتهدئة والعودة إلى المفاوضات.. واعتبر قريع: أن قرار الحكومة الإسرائيلية بشن عدوان شامل على قطاع غزة، هو حدث خطير وتوجه في منتهى الخطورة، يهدد مجمل الوضع في المنطقة، فقطاع غزة قطعة ثمينة جداً من الجسد الفلسطيني، وهي بمثابة القلب في هذا الجسد، وأن التعرض لقطاع غزة في هذه الظروف التي يجري فيها الحديث عن عملية انسحاب، يضع علامات استفهام وشكوك على مجمل التوجهات الإسرائيلية، ولذلك يقول قريع في بيانه: فإن على اللجنة الرباعية التي غابت طويلاً، أن تبادر إلى إحياء دورها وإحياء مشروعها خطة خارطة الطريق التي بذلت جهوداً كبيرة لوضعها، ولكنها لم تقم بجهدٍ لتنفيذ هذه الخطة، بل وقفت صامتة أمام العدوان الإسرائيلي على شعبنا وأرضنا.. وانتقد رئيس الوزراء الفلسطيني الإدارة الأمريكية لإجرائها مفاوضات مع الحكومة الإسرائيلية، حول قضيتي الجدار والانسحاب من قطاع غزة، وتهميش الجانب الفلسطيني، رغم أن الجانب الفلسطيني هو الذي سيدفع الثمن في هاتين القضيتين، مناشدا الإدارة الأمريكية أن تلعب دور أكبر، وبطريقة أكثر عدلاً وأقل انحيازاً للجانب الإسرائيلي، لحل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي الذي هو نزاع المنطقة، ولن تجد المنطقة أمناً أو استقراراً دون حله بطريقة عادلة. .