أغارت الطائرات الحربية الاسرائيلية من نوع "أباتشي" الاميركية الصنع مرتين فجر امس، على تجمعات للفلسطينيين في منطقة رفح، على طول الشريط الحدودي الفاصل بين قطاع غزة ومصر. واطلقت الطائرات الاسرائيلية عدداً من الصواريخ، مما اسفر عن استشهاد اربعة فلسطينيين، احدهم من مقاتلي الوية "الناصر صلاح الدين"، الذراع العسكرية ل"لجان المقاومة الشعبية" وطفلان. كما اصيب 12 مواطناً آخر في الغارتين واثناء عمليات القصف والتجريف التي طاولت مساحات من الاراضي وعدداً من منازل الفلسطينيين وحارة القصاص بمحاذاة الشريط الحدودي. واكدت مصادر طبية ل"الحياة" ان فرج ابو جزر من "لجان المقاومة الشعبية" والشاب محمود ابو نحل سقطا في الغارة الاولى التي شنتها المروحيات الحربية فجراً في محاولة لاسناد نحو 20 دبابة وآلية توغلت في المنطقة برفقة سبع جرافات. وأضافت ان مصباح موافي 14 عاماً وعلاء النجيلي 15 عاماً سقطا في الغارة الثانية التي شنتها الطائرات قبل الظهر. وشيع الفلسطينيون في وقت لاحق جثامين الشهداء الاربعة الى مثواهم الاخير، وسط دعوات الى الثأر والانتقام. وواجهت قوات الاحتلال التي هدمت عدداً من المنازل مقاومة شرسة من جانب مقاتلين ينتمون الى مختلف القوى الوطنية والاسلامية. وألقت الغارات التي شنها الطيران الحربي الاسرائيلي في اطار ما اطلقت عليه الدولة العبرية "الرد النوعي" على العملية الانتحارية في مرفأ عسقلان اشدود الاحد الماضي، بظلال كثيفة من الترقب والخوف وتوقع المزيد من العمليات الانتقامية الاسرائيلية. وعمد الفلسطينيون الى شراء وتخزين المواد التموينية والوقود في وقت تتوالى فيه التهديدات الاسرائيلية على لسان اكثر من مسؤول اسرائيلي تتوعد الفلسطينيين ب"عقاب عسير". في غضون ذلك، اعتقل الجيش الاسرائيلي القائد المحلي ل"كتائب شهداء الاقصى"، الجناح العسكري لحركة "فتح" ناصر مسودى في مدينة الخليل جنوبالضفة الغربية. واوضحت مصادر عسكرية ان ثلاثة فلسطينيين آخرين اعتقلوا في الوقت ذاته. عرفات وقريع في غضون ذلك، اتهم الرئيس ياسر عرفات الحكومة الاسرائيلية بمحاولة "تدمير" قطاع غزة قبل الانسحاب المحتمل لقواتها. وقال عرفات للصحافيين: "هذه خطتهم فهم يحاولون تدمير غزة قبل الانسحاب منها". واضاف: "اعلنوا الاسرائيليون انهم سيستمرون في عملياتهم ضد شعبنا في الضفة وغزة ويكثفونها في غزة جواً وبراً وبحراً... لكن شعبنا لن يركع الا لله وحده". وحذر رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع ابو العلاء من ان يؤدي تصعيد العمليات الاسرائيلية في القطاع الى "تفجير الوضع" في الاراضي الفلسطينية. وقال للصحافيين بعد لقائه رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الالماني فولكار روهي ان "الممارسات الاسرائيلية مرفوضة ومدانة والحكمة تتطلب وقفها فوراً". واضاف ان الغارات التي نفذتها مروحيات اسرائيلية وعمليات التوغل في قطاع غزة "تضع علامة استفهام وتثير شكوكاً حول مجمل التوجهات الاسرائيلية .. في هذه الظروف التي يجري فيها الحديث عن انسحاب من غزة"، بناء على خطة الفصل التي طرحها رئيس الوزراء الاسرائيلي أرييل شارون. ودعا قريع "الى تدخل دولي والضغط على الجانب الاسرائيلي لوقف اجراءاته في غزة ونحض اللجنة الرباعية على ممارسة دورها اذا كانت تريد لعملية السلام ان تستمر". شالوم في المقابل، اعتبر وزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم ان اسرائيل لا تملك خياراً سوى مكافحة الناشطين الفلسطينيين، مشيراً الى ان "لا بد من ان يعلم المتطرفون انهم لا يتمتعون بأي حصانة عندما يرسلون مجموعات تقتل اسرائيليين". وقال إن "السلطة الفلسطينية لا تفعل شيئاً لانهاء الارهاب والعنف".