تناقلت الصحف ومصادر الإعلام الإسرائيلية أن عددا من الحاخامات وممثلي الأحزاب اليهودية المتطرفة عقدوا اجتماعا الثلاثاء الماضي في القدسالمحتلة وأصدروا فتوى تطالب الجنود الإسرائيليين بعدم الالتزام بأي قرار يقضي بانسحابهم من المستوطنات المنتشرة في الضفة الغربية وقطاع غزة، داعين الجنود والمجتمع الإسرائيلي إلى رفض التصريحات التي أثيرت مؤخرا ؛ حول خطة فصل أحادي الجانب محتملة التطبيق من قبل الدولة العبرية. وبحسب المصادر الإسرائيلية: فإن هذه الجماعات اليمينية المتطرفة تنوي توزيع منشورات تحريضية للجنود تحمل عناوين مثل ( إخلاء أي مستوطنة هو بمثابة إجراء غير قانوني ؛ ارفض تنفيذ أمر كهذا بأي ثمن). وفي هذا السياق، قال الحاخام اليهودي، ( يوسيف النيكفا )، الحاخام الرئيسي لمجلس (شاطئ غزة) الاستيطاني ورئيس المجلس الديني اليهودي في مجمع مستوطنات ( غوش قطيف اليهودية ): انه ليس من الواضح أن يبقى شارون في وظيفته حتى إخلاء غزة، وكان على كل من يحب أرض إسرائيل الكبرى، التصويت لقائد حزب العمل عمرام ميتسناع في وقته. وأكد الحاخام الرئيسي لمستوطني اليهود في قطاع غزة، الذي يعتبر من أكثر المتطرفين: أنه يتوجب علينا توجيه أصابع الاتهام إلى رئيس الحكومة شارون، عن قضية إخلاء قطاع غزة. وحول المطالبة بنقل المستوطنين اليهود من قطاع غزة إلى النقب، قال هذا الحاخام: لا يوجد ل شمعون بيرس، ( زعيم حزب العمل الإسرائيلي ) حق بتقديم مثل هذه البرامج.. هنا يسكن أجيال من الناس وهم ليسوا أغراضاً يمكن نقلهم من مكان إلى آخر. وعبر الحاخام اليهودي عن تخوفه من مغامرة جديدة يقوم بها شارون كما فعل أيام إخلاء ياميت، حيث أقنع بيغن بالجلاء منها.. المشكلة أنه حين يكون الليكود في الحكم، لا يوجد له معارضة وهذا يمس بنا نحن المستوطنين. وظهرت معالم التطرف جلية في تصريحات هذا الحاخام حين تجاهل السكان الفلسطينيين الأصليين في قطاع غزة، قائلا: إن الناس لا يعرفون مدى أهمية غزة التاريخية بالنسبة للشعب اليهودي، وللأسف الشديد عدم المعرفة هذا يصل حتى للحاخامات اليهود.. فمثلا يقول هذا الحاخام: غوش قطيف هو أحد الأماكن الوحيدة في العالم التي لم يكن فيها استيطان جديد، ولم يسكن في هذه المنطقة أحد، حتى ولا العرب أيضاً. ويزعم هذا الحاخام أن ( الراب يعقوب، أبو حتسيرا ) اشترى الأرض في رفح.. لنا تاريخ وجذور عميقة في غزة، وعلينا نقل هذه الرسالة إلى السكان في إسرائيل.. مضيفا: نحن نصنع معروفاً مع شعب إسرائيل لكوننا نعيش في غوش قطيف، لأننا لم نهرب بالرغم من أنهم أطلقوا علينا ( 3500 صاروخ )، ولا ننسى فنادق البحر الميت وأيلات التي امتلأت بسكان تل أبيب الذين هربوا وقت حرب الخليج الأولى. وفي خطوة استباقية من رئيس الحكومة الإسرائيلية، أريئيل شارون، لاستمالة حاخامات اليهود إلى مشروعه ( فك الارتباط مع الفلسطينيين، والانسحاب من غزة ) اجتمع شارون مع رئيس حزب (شاس) اليهودي المتدين، ( إيلي يشاي )، وذلك لأول مرة منذ انتخابه ثانية لرئاسة الحكومة. وقالت مصادر في حركة (شاس) اليمينية المتطرفة: إنها تفاجأت من الدعوة التي تلقاها رئيس الحركة من مكتب رئيس الحكومة.. وقال مسؤول كبير في الحركة: إن حركة (شاس) تفسر اللقاء على أنه محاولة لتجنيد الحزب وزعيمه الروحي، ( الحاخام عوفاديا يوسيف )، لدعم خطة فك الارتباط عن الفلسطينيين في قطاع غزة، بعد أن أعرب حاخامون عن معارضتهم الجماعية لذلك. يشار إلى أن الأوساط السياسية في إسرائيل انشغلت مؤخرا بتكهنات حول ما سيجري بعد انسحاب حزبي(الاتحاد الوطني) المعروف باسم (المفدال) وكتلة (إسرائيل بيتنا )، المعروف باسم (هئيحود هليئومي) من الحكومة، في حال خرجت خطة فك الارتباط إلى حيز التنفيذ. والاحتمالات في إسرائيل تدور حاليا حول دخول حزب (العمل اليساري صقور) إلى حكومة شارون، غير أن أعضاء في الحزب سبق وأن أوضحوا بشكل لا يقبل التأويل أنهم لن ينضموا إلى حكومة شارون شكل من الأشكال.