كنت وأنا أشارك في اي منشط طبي او ندوة او حملة توعوية صحية استعرض اسماء المشاركين وتخصصاتهم ودورهم في هذا النشاط، وقد تردد اسم من الاسماء كثيراً في معظم تلك المناشط والجهود في المجال الطبي، وتكرر اسمه في كل ما يهم المريض والمواطن من خفايا الخدمات الطبية، الا وهو صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، ففي حملة التطعيم ضد الشلل تجده اول المبادرين، وفي حملات التبرع بالدم اول المشاركين، وفي حفل تدشين المركز السعودي لزراعة الاعضاء كان على رأس المتبرعين، وفي مراكز غسيل الكلى أكثر الناشطين، وفي ندوة الأمراض الوراثية افضل المتحدثين، ولا اكاد احصي ما لدي من اخبار عن حضوره وتميزه في تلك المناشط الطبية، وفي النشاطات التوعوية الصحية يتكئ عليه المهتمون بذلك ويعرفون حبه للخير وللتوعية وللوقاية من الامراض، وفي معظم هذه النشاطات له اسم وله بروز وله دور لا ينكره احد، ولا يفوت على المهتمين، وله ذاكرة قوية ودور ريادي، ومشاركاته في هذه المناشط الطبية ليست مجاملة بيروقراطية ومشاركة رسمية، بل انه اكثر المشاركين اهتماما بالاهداف والنتائج، وفي المناشط التي تتكرر سنويا او بصفة دورية تجده يتذكر ما تم الحديث عنه في الدورة السابقة، او ما خطط له في اللقاء السابق، فيسأل عنه وعمّا تم في تحقيقه، ويتحدث زملائي عن احد مناقب صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز حيث ذكر ذات مرة اننا في اجتماع تحضيري لاحد المؤتمرات المتعلقة باحتياجات المرضى وناقشنا بعض التقصير الذي لم يساعدنا في تحقيق بعض الاهداف والاقتراحات التي تحدث عنها سموه في كلمته الافتتاحية في العام الماضي، وكان سموه هو ضيفنا كعادته في هذا العام، وجاء سموه لافتتاح ذلك المؤتمر والتشرف بكلمة الافتتاح وكان لنا لقاء مختصر مع سموه قبل بداية الحفل، وكان نقاشنا معه انذاك حول سؤاله بدقة عن بعض النقاط والاحتياجات التي لم تتحقق منذ العام الماضي، واردنا ان نتجنب طرح الاسباب على سموه مباشرة لادراكنا ان الامكانات لم تساعدنا لتحقيق ذلك، ولعدم تحميل سموه ما لا يطاق، ولكننا فوجئنا بان سموه يتذكر ما ورد من اهداف في اجتماع العام الماضي ثم يطرحها في كلمته الرسمية المرتجلة امام الحضور ويضع لها الحلول المناسبة التي شرحت صدورنا، ويعد بدعمها ويعد بتذليل ما يقف تجاه تحقيقها في كلمته الافتتاحية، وفرحنا بذلك واستبشرنا بها وادركنا سعة نظره وعمق تفكيره وفهمه الحاد وادراكه المتميز، حيث فهم تلميحاتنا وخجلنا من مصارحته بتلك العوائق، وأدركنا قوة ذاكرته وحسن الحديث عن اهتماماته، وقدرته على العتاب باسلوب رائع، يأتي وكأنه شكر وتقدير، ولا تكاد تمر على نشاط او مسؤولية سواء من المناشط الصحية او الاجتماعية او الانسانية الا وتجد لسموه الكريم يداً طولى، ومشاركة متميزة، وحضورا قويا، ولا اجيد الحديث الا عن ما رأيته من سموه واهتمامه في الخدمات الصحية والطبية، ومتابعته والحديث عنها يحتاج الى صفحات لا يتسع المجال لذكرها، والذي يجعلني اشكر هذا الامير الرجل انه في كل وادٍ تجد لسمو الأمير سلمان الحضور والمتابعة والتأثير، فالجمعيات الخيرية تعتقد انه حكر عليها فقط من كثرة اهتماماته بها ومتابعته لنشاطاتها، وحلقات تحفيظ القرآن ما تزال تعتبره الرجل الاول في جميع مناشطها، واذكر مرة ان الشيخ عبدالرحمن بن فريان رحمه الله بكى حينما اخذ بالتحدث عن الامير سلمان بن عبدالعزيز وحرصه على ابنائه حفظة القرآن، واخذه البكاء لوقت يسير ثم ذكر من مآثر الأمير سلمان ما يفتخر به كل مسلم من حيث اهتمامه بحفظة كتاب الله وتقديره لهم، وذكر مواقف انسانية عظيمة لهذا الامير من الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن لا احبذ ذكرها لأنها من الاعمال التي يفخر بها من قام بها ويبتغيها بينه وبين ربه حيث الاجر العظيم، ويذكر ان احد المشرفين عن احد فروع جمعيات البر الكثير من هذه المواقف الانسانية، وما انا بصدد ذكرها ولكن الله سبحانه وتعالى يعرفها عنه. وأسأل الله لسموه الكريم دوام الصحة والعافية، وان يطيل عمره، وينفع به ابناءه المواطنين، وان يكتب له الأجر العظيم والثواب الجزيل على ما قدم ويقدم لأمته ووطنه وابنائه.