عندما ذهبت إلى أداء العمرة وشاهدت بعض الحجاج في مكةالمكرمة من الأخوان العراقيين. وسألتهم عن التسهيلات التي قدمتها حكومتنا الرشيدة ،قالوا هي كثيرة جداً لانهم يسعون إلى راحة الحجيج من كل الأقطار العربية والإسلامية جميعاً. وقالوا لي :اذهب إلى مستشفى حراء في مكة وستجد هناك قصة يجب أن تكتب عنها. ثم أديت فريضة العمرة يوم الاحد الموافق 8-2-2004ه وذهبت صباح يوم 9-2-2004ه الى مستشفى عام بمكةالمكرمة وكان اسم المستشفى (حراء) وبعد أن سألت عن اسم المريضة وهي من القطر العراقي الشقيق وكانت هذه المرأة قد تعرضت الى حادث حيث وقعت في جبل منى ولم يكن طبيب البعثة العراقية موجوداً لعلاجها حيث بقيت أكثر من نصف ساعة ملقاة على الأرض وقد جاء رجال من ابناء وطننا العزيز وحملوها وأخذوا يجرون بها أكثر من نصف ساعة حتى وصلوا بها الى سيارة الأسعاف وذهب بها إلى مدير المستوصف الموجود بمنى وتمت معالجتها ثم أرسلها الى مستشفى (حراء) بمكة وتبين بعد الفحص أن لديها نزيف في الدماغ وشلل في الجسم وعدم قدرة على الكلام ورقدت المرأة مع ابنتها في المستشفى وكان زوج ابنتها المواطن العراقي عبدالكريم الحمداني يراجعهم وقد ألتقيته في المستشفى. وشرح لي كل الذي جرى له وللعائلة التي معه وهي: زوجته وعمته وقال لي عندما جئنا إلى مكة وضعونا في قاعة كبيرة وليس فندقا كبقية الحجاج مثل: مصر أو سوريا أو الهند أو إيران، وكانت التفرقة واضحة من حيث الحجاج الذين هم من المنطقة الشمالية هم بعيد جداً عن الحرم وهؤلاء كلهم من الأخوان السنة في العراق. ويشكو من القاعة التي سكنوها حيث لا يوجد بها ماء حار و بها حمام واحد فقط للنساء. هكذا قال لي وهذه القاعة في منطقة العزيزية. ثم أخبرهم المسؤلون عن بعثة الحج العراقية بأنهم يسافرون بعد أداء فريضة الحج الى العراق في سيارات، ثم إلى كركوك والموصل والمناطق الشمالية البعيدة وحجاج الجنوب يذهبون عن طريق جدة الى الكويت في طائرات. وبالنسبة لحجاج الجنوب وأكثرهم من المذهب الشيعي هكذا اصبح العراق وإذا لم تصدق كلامي اسمع محطة العراق في تلفزيون عن الاذان ماذا يقولون وخاصة في فترة الظهيرة. وهنا أرجع إلى مستشفى (حراء) حيث ذهبت ابنة المرأة الراقدة بالمستشفى إلى الاخت السعودية الباحثة وأخبرتها بقصتها. وقامت هذه الباحثة بالاتصال بالمسؤلين في مؤسسة خادم الحرمين وشرحت لهم قصة المريضة العراقية. ومريضة أخرى من مصر العروبة كانت معهم في نفس الغرفة حيث أتت المرأة المصرية منذ شهر رمضان الى مستشفى (حراء) بمكة وهي تائهة من البعثة المصرية. ولم يسأل عنها أحد. ثم جاءها مندوب من مؤسسة خادم الحرمين إلى مستشفى حراء وشرحت له المواطنة العراقية سعاد عبدالكريم من سكان كركوكالعراق. كل شيء منذ دخولها من دولة الكويت إلى أرض الخير المملكة العربية السعودية وما تعرضت له هي ووالدتها. وقد اعطى لها مساعدة مالية هي والمواطنة المصرية ثم استخرج تذكرتي سفر من جدة إلى عرعرعلى الحدود العراقية ثم ارسل لهما سيارات اسعاف لتوصيل المريضة العراقية من المستشفى في مكة إلى جدة. ولكن مع الأسف الشديد جاء السائق وأنا لا أعرف اسمه حيث إن الرحلة كانت ستقلع في السادسة صباحاً إلى عرعر إلا ان سائق الإسعاف لم يشعر بالمسؤولية والمكرمة التي يسعى سيدي مولاي خادم الحرمين لتقديمها إلى ضيوف الرحمن ومساعدتهم في المال وكل شيء. جاء هذا السائق الذي لم يفارق شفتيه شكرها وهو يقود سيارة الإسعاف من مستشفى حراء إلى جدة وكانت المريضة على حالتها. نزيف بالمخ وضغط وربو، وهو يقود السيارة بهذه المريضة وهي تعاني هذه الأمراض هل هذا حج يا ترى؟ . ثم تأخرت عن الرحلة وبعدها وصل إلى مطار جدة في الساعة 10 صباحا مما اضطر عبدالكريم الحمداني الى حجز غرفة بفندق مطار جدة فندق دلة بسعر 390 ريالا وهو الحد الادنى للفندق والمريضة تعاني الأمراض التي ذكرتها. وأنا قمت بدوري كمواطن سعودي حيث اجلستها هي وابنتها والمريضة الأخرى من مصر العروبة. مع زوج ابنة عبدالكريم الحمداني لتكملة الحج وأجرت لها عربة لتكملة الطواف وأجرت لهم سيارة مرة أخرى الى المستشفى في مكة وهنا أنا أشكر المسؤولين بمؤسسة خادم الحرمين على مساعدة الحجيج من كل الاقطار العربية والإسلامية على المساعدات الكثيرة التي قدموها للحجاج وأدعو الله سبحانه وتعالى بأن يعطي الصحة والعافية إلى مقام مولاي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وكل الأسرة المالكة في بلادنا العزيزة لمساعدتهم المسلمين في أنحاء كافة أنحاء العالم. كما أشكر مستشفى حراء في مكة على مساعدة الحجاج على أداء واجبهم الإنساني والتقيد بتوجيهات أمير منطقة مكةالمكرمة حفظه الله. والله الموفق.