بوركت جهود معالي وزير الحج الأستاذ إياد بن أمين مدني، وجميع العاملين في الوزارة في تنظيم وتطوير ندوة الحج ، التي تعتبر بحق أحد منافعه التي يشهدها الناس كل عام على شاشات التلفاز السعودي، ويتعارف المشاركون فيها من جميع دول العالم الإسلامي على بعضهم البعض، ولقد دُعِيتُ هذا العام من قبل سعادة أمين عام الندوة- مستشار وزير الحج الدكتور أبوبكر باقادر- لحضور هذه الندوة في الفترة من 5-7-12-1424ه بفندق الإنتركونتيننتال بمكة المكرمة، فسررت بذلك أيما سرور، فإن لي مع الحج ذكريات لا أنساها أبدا حينما كنت أعدّ برنامجاً وثائقياً تلفزيونياً في موسم حج كل عام، ويترجم إلى عدَّة لغات؛ لبثه إلى دول العالم، وهو عبارة عن موجز لجهود حكومة خادم الحرمين الشريفين- أيده الله- في هذا الموسم العظيم ومدته لا تتجاوز نصف الساعة، ولكن إعداده وتسجيله وإخراجه كل ذلك كان يأخذ مني ومن الزملاء العاملين معي جهداً ووقتاً كبيرين ولم نكن نشعر بالتعب أو الملل أو الكلل، بل بالمتعة ورضاء الضمير أولاً وقبل أي شيء. كيف لا والكل مستنفر في موقعه بجميع قطاعات الدولة!! وتستمر ذكريات الحج، فأجد في موسم الحج نفسه ما يمكن أن يكون قالباً لعدد من المواضيع والقضايا، بالفجوة بين الدراسة والأخرى، أو بين الأديب والآخر، وهذه ملاحظة أسوقها إلى الأستاذ الدكتور أبوبكر باقادر فهو أقدر على الإجابة عن هذا السؤال. وبصفة عامة يمكن القول: إن النصوص الشعرية والنثرية التي وردت في الدراسات المنشورة في ندوة حج عام 1422ه سواء الجاهلي أو الإسلامي منها كانت ذات قيمة أدبية كيبرة، يميزها الصدق الموضوعي والصدق الفني معاً، وقد خلت من كذب الشعراء وادعاءاتهم مثل عمر بن أبي ربيعة الذي نفاه الخليفة عمر بن الخطاب فيما بعد إلى عدن لكذبه في النسيب وادعائه أنه محور اهتمام النساء جميعاً. هذا بإجمال ما يمكن تسجيله من ذكريات مع منافع الحج وندوة عام 1422ه وفي الحلقة القادمة سنتناول إن شاء الله تعالى ندوتي عامي 1423ه و1424ه والله ولي التوفيق.