لقد أصبحت مشاكل الأسنان وتحديدا المشاكل التقويمية التي يعاني منها الكثير من أفراد المجتمع من أكثر أمراض العصر شيوعاً في المجتمعات الغربية والشرقية وهناك عدة أسباب لذلك, أحد أهم الأسباب هو أن الإنسان في المجتمع المدني المتحضر بدأ ينتبه لكثير من الأمور التي لم يكن يعيرها انتباها من قبل ومنها تشوهات الأسنان والسبب الرئيسي الثاني هو تغير الكثير من العادات الغذائية التي أدت فعلاً إلى حدوث الكثير من الإصابات في الأسنان والتي بالتالي تؤدي إلى حدوث تشوهات لاحقة في شكل وتموضع الأسنان أي ما يعرف بالمشاكل التقويمية أو المشاكل التي هي بحاجة إلى معالجات تقويمية, ربما تكون حالة بروز الفك السفلي ليست واحدة من المشاكل الناتجة عن تغير العادات الغذائية لأن نسبة كبيرة منها سببه وراثي المنشأ وبالتالي هناك عامل مهم آخر هو المسؤول عن ذلك وهو زواج الأقارب الذي يمكن أن يؤدي إلى انتشار مثل تلك الحالات حيث ليس بالضرورة أن يكون أحد الزوجين مصابا ببروز الفك السفلي بل يكفي أن يكون ذلك موجوداً في مورثاته الجينية ليكون هذا سبباً كافياً في احتمال ظهوره لدى أحد أطفاله على الأقل. ما هي أسباب بروز الفك السفلي: أولا: يجب أن نفرق بين حالتين الأولى هي بروز الأسنان السفلية وليس عظم الفك السفلي والثانية بروز عظم الفك السفلي ومعه الأسنان يعتبر علاج الحالة الأولى أسهل بكثير من معالجة الحالة الثانية وفي كثير من الأحيان لا يستطيع الإنسان العادي أن يحدد هل حالته هي بروز في الأسنان السفلية أم هي بروز في عظم الفك السفلي نفسه, طبعا طبيب التقويم هو القادر على تحديد ذلك من خلال المراجعة للكشف, من أسباب حصول بروز الفك السفلي هي العوامل الوراثية بالدرجة الأولى وتأتي الحوادث المرضية التي يمكن أن تصيب الفك العلوي أو الأسنان الأمامية العلوية سبباً آخر في حدوث بروز ثانوي في الفك السفلي. طرق المعالجة: طرق معالجة حالات بروز الفك السفلي عديدة وتعتمد على سبب الحالة وشدتها وعمر المريض ففي الحالات الخفيفة يمكن للمعالجة التقويمية فقط أن تؤدي الغرض المطلوب بحيث تقود علاقة الأسنان والفكين إلى الوضع الصحيح والمستقر في آن واحد وتتم باستخدام ما نسميه بالأجهزة التقويمية الثابتة ومساعدة ما يسمى بالأجهزة خارج الفموية مثل جهاز كابح الذقن Chin cap أو القناع الوجهي Face mask طبعا إذا كان عمر المريض يسمح بذلك حيث تعتبر مثل هذه الحالات من الحالات القليلة التي يجب بدء المعالجة التقويمية فيها بعمر مبكر جداً أي مع بوادر ظهور المشكلة عند الطفل. الطريقة الثانية في المعالجة هي الطريقة التقويمية الجراحية وعادة ما نلجأ إلى هذه الطريقة في الحالات الشديدة أو التي تجاوز المريض فيها سن البلوغ قبل أن يتدارك الأهل المشكلة بعمر مبكر ففي هذه الحالات ننتظر حتى يتجاوز المريض عمر الثامنة عشرة ونبدأ معه برنامج المعالجة الذي يقتضي بداية معالجة تحضيرية تقويمية باستخدام الأجهزة الثابتة ومن ثم يأتي دور جراح الفم والفكين الذي يقوم بقص عظم الفك السفلي أو العلوي أو كليهما معا حسب مقتضيات المعالجة و من ثم تحريكها إلى العلاقة الطبيعية المطلوبة ويتم تثبيت الفكين في الوضع الجديد ويستكمل بعدها طبيب التقويم إنهاء الحالة وإزالة الجهاز الثابت من فم المريض. سبل الوقاية: 1- تجنب الزواج بين الأقارب قدر الإمكان. 2- مراجعة طبيب التقويم مع بدء ظهور أول بوادر المشكلة عند الطفل. 3- عدم الإهمال في معالجة الأسنان البنية المصابة بالتسوس. 4- معالجة المشاكل التنفسية عند الطفل بعمر مبكر مثل اللحمية والتهاب اللوزات المتكرر لأنها تعتبر من الأسباب التي قد تؤدي لمثل هذه المشكلة التقويمية. 5- منع الطفل من ممارسة بعض العادات السيئة مثل قضم الأظافر وعض الأجسام الغريبة مثل القلم وغيره.