أكد الدكتور محمد بن حنيظل الجماز استشاري تقويم الأسنان والفكين – استشاري علاج تشوهات الوجه والأسنان وممتحن معتمد بالكلية الملكية للجراحين بإدنبرة في بريطانيا أن بروز أحد الفكين أو تراجع الفك المقابل وأحيانا بروز الفكين معا عبارة عن حالات سريرية تؤدي في الغالب إلى بروز وتقدم للأسنان الأمامية وهي أمثلة لحالات سوء الإطباق المتعددة والتي لها آثار سلبية على الوضع النفسي والاجتماعي لدى الأشخاص مهما كانت أجناسهم وأعمارهم، مما يجعلهم يضطرون لطلب المساعدة من قبل المختصين. وأوضح الدكتور الجماز أن الأبحاث العلمية أثبتت أن الأطفال الذين يعانون من بروز واضح لأسنانهم يتعرضون للمضايقات من قبل أقرانهم، كما أن الكبار يتحاشون إظهار ابتساماتهم وذلك بتغطيتها بأيديهم أو بتغيير اتجاه الرؤيا المباشرة مع الآخرين بتحريك الرأس. وظائف الفم وفي هذا الموضوع يوضح لنا الدكتور الجماز طرق تقويم الأسنان وعلاجها، والعلاقة بين بروز الأسنان ووظائف الفم، فيقول: ان طب تقويم الأسنان والفكين يعنى بدراسة وتشخيص ومعالجة حالات سوء الإطباق ومنها بروز الأسنان والتي قد تنشأ لأسباب مكتسبة أو نتيجة تشوهات لها علاقة بنمو الوجه والفكين حيث تلعب وفي كثير من الأحيان أدوارا سلبية فيما يتعلق بوظائف الفم والأسنان والمتمثلة بقطع ومضغ وبلع الطعام، النطق، التنفس والمظهر العام. الإطباق السليم هو ما يتوفر به تناسق بحجم ومكان عظام الفكين – وجود جميع الأسنان بشكلها وحجمها وأمكنتها السليمة وبأن تكون متراصة وبزوايا معينة فوق الفكين – توفر تناسقا بوظائف عضلات وأنسجة الوجه والفم ومنها الشفتان واللسان والخدان – وعدم وجود بروز أو مسافات بين الفكين أثناء الإطباق. سوء الإطباق أما حالات سوء الإطباق فهي كثيرة جدا، والخبرات السرية أظهرت تفصيلات لحالات سوء الإطباق فيما يتعلق بتعدد أشكالها وأسبابها وطرق معالجتها. ولكن يمكن تقسيمها وبشكل مبسط إلى ثلاثة أصناف عامة، يشمل كل واحد منها على عدة أشكال وصور سريرة وبدرجات متفاوتة من سوء الإطباق. الصنف الأول: هي حالات سوء إطباق يكون فيها الفكان متناسقين بالحجم والمكان ولكن هناك أسنانا غير مرتبة أو مزدحمة وقد يكون بعضها غير موجود. وقد يصاحب ذلك بروز لسن أو مجموعة من الأسنان. أما الشكل الجانبي للوجه فيكون وبالغالب محدبا قليلا أو شبه مستقيم. الصنف الثاني: بسبب غياب تناسق الفكين المترتب على زيادة في نمو الفك العلوي أو نقص نمو السفلي أو كليهما، والنتيجة التي نراها وجود بروز واضح للفك العلوي وأسنانه على حساب السفلي. وغالبا ما يكون الشكل الجانبي للوجه محدبا. الصنف الثالث: سببه عكس الصنف الثاني أي زيادة في نمو الفك السفلي أو نقص نمو العلوي أو كليهما، والنتيجة بروز الأسنان السفلية للأمام مقارنة بالعلوية. والشكل الجانبي للوجه مقعرا أو شبه مستقيم. المعالجة التقويمية وعن المعالجة التقويمية لحالات بروز الأسنان والفكين يقول الجماز : إن المعالجة الصحيحة تتم من خلال استيعاب شامل للحالة والذي يبدأ بالاستقبال الحسن للمريض والسماع لشكواه الرئيسة ثم أخذ التاريخ الطبي والسني والشخصي، يعقبه فحص كامل سريري وتصويري وأخذ قياسات معينة للأنسجة داخل وخارج الفم، ثم تحليل المعلومات، وصولا للتشخيص السليم ومعرفة الخيارات العلاجية المناسبة لكل مريض والإمكانات المتاحة. وقبل الشروع بالعلاج يجب أخذ موافقة المريض على خطة العلاج التي تشتمل على تحديد أهداف العلاج، والمحاذير ومدة العلاج المتوقعة، والتأكد من توفر صحة فموية جيدة وتعاون إيجابي قبل وأثناء وبعد العلاج. حالة سريرية مريض عمره 13 سنة في بداية مرحلة البلوغ يعاني من إحراج بسبب مظهر الوجه والأسنان وصعوبة قطع الطعام بسبب بروز شديد للأسنان العلوية وعدم التقاء الشفتين، وذلك عائد لتراجع نمو الفك السفلي مقارنة بالعلوي كما في الصنف الثاني من أصناف سوء الإطباق. وللكبار تكون المعالجة المثالية لمثل هذا البروز بطريقة التقويم الجراحي. ولكن تمت معالجة هذه الحالة بدون تدخل جراحي من خلال مرحلتين. المرحلة الأولى بالأجهزة التقويمية الوظيفية لمدة سنة لتحفيز نمو الفك السفلي وإعاقة نوم الفك العلوي وهذا يتطلب تعاونا مثاليا من قبل المريض. ثم المرحلة الثانية بالأجهزة الثابتة لتعديل الأسنان.