ربما يتساءل البعض منا عن الوقت المناسب لتقويم أسنان الصغار ومعالجة اعوجاجها وتصحيح عظام الوجه وتعديل نموها فبعض المشاكل يتطلب التدخل المباشر فور تشخيصها من إخصائي التقويم، وبعضها الآخر يؤجل حتى تمام بزوغ الأسنان الدائمة... ويقول الدكتور خالد التتان (إخصائي تقويم اسنان) إن التدخل التقويمي في الوقت المناسب يضمن لنا التأثير بشكل إيجابي على نمو الفكين وتحسين عرضها، كما يساعد في تقليل الحاجة إلى خلع أسنان دائمة وإنقاص أو إلغاء الحاجة للجراحة التقويمية.. كذلك فإن المعالجة في الوقت المناسب تقلل خطر التعرض لكسر الأسنان الأمامية البارزة، وتضمن تصحيح العادات الفموية السنية (كمص الأصبع أو دفع اللسان باتجاه الأمام..) وتقصر فترة العلاج التقويمي كلما كان عمر المريض مناسباً وتكون النتائج أكثر استقراراً وثباتاً. أيضاً حفظ أو اكتساب مسافة للأسنان الدائمة البازغة يقلل إمكانية انطمار هذه الأسنان ويساعد في توجيهها إلى الوضع الصحيح... كما يساعد التداخل المبكر على تحسين الكلام وتحسين إغلاق الشفاه وهذا مهم جداً ويقلل احتمال إصابة المفصل الفكي. وعما إذا كانت هناك مشكلة في الفكين أو هناك مشكله في الأسنان، وهل هناك تقويم لكل منهما؟ قال: هناك اختلاف كبير بينهما، فالتقويم الفكي يعني إجراء تصحيح للمشاكل المرتبطة بعظام الفكين(تراجع في عظم الفك العلوي أو تقدمه وكذلك عظم الفك السفلي أو تضييق أحدهما أو كلاهما في الاتجاه العرضي وما إلى ذلك من المشاكل..) وهذه المشاكل تبدي انعكاساً واضحاً على وجه المريض وتكون مرتبطة ارتباطاً كبيراً بنموه ولذلك تقل إمكانية العلاج مع نمو الطفل وتنتهي تماماً مع اكتماله. وللتقويم الفكي وسائل علاجيه خاصة تعمل على تنشيط النمو أو كبحه وهي كما ذكرت قبل قليل مرتبطة بالعمر ارتباطاً وثيقاً. أما تقويم الأسنان فهو ممكن في أي عمر طالما أن البنية اللثوية والعظمية المحيطة بالأسنان سليمة ولكن تعتبر عمر من 9 إلى 11 سنة العمر المثالي لتقويم الأسنان. وحول ما يحدث يحدث إذا لم يخضع المريض الذي يعاني من مشاكل هيكلية في عظام الفكين لعلاج تقويمي في الوقت المناسب. قال: إن التداخل على مثل هذه الحالات بعد انتهاء النمو يكون بتمويه المشكلة لدى المريض عبر ما يسمى المعاوضة (camouflage) شرط أن تكون الحالة متوسطة الشدة أما في الحالات الشديدة فلا بد من اللجوء إلى التقويم ثم اللجوء إلى تعديل وضع الفكين بالطرق الجراحية orthognatic surgery