سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المعالجة التقويمية المبكرة ... توجه الأسنان الدائمة للبزوغ في أماكنها الطبيعية تحسن مظهر الفم والأسنان عند الطفل وتؤمن له البيئة الملائمة لحدوث تطور نفسي وسلوكي سوي..
أصبح من المعروف الآن أن اختصاص تقويم الأسنان Orthodontics يعنى بشكل خاص بتصحيح الانحرافات والتشوهات التي قد تحدث على مستوى الأسنان أو علاقة عظام الفكين فيما بينها وبالنسبة لبقية أجزاء الوجه. ولتحقيق هذه الغايات يعتمد الأطباء المختصون بتقويم الأسنان على مجموعة من الأجهزة التقويمية الميكانيكية والعضلية التي تطبق على الأسنان وقد تشارك أحياناً بأجهزة خارجية يستخدمها المريض لساعات محدودة في اليوم وبشكل خاص أثناء النوم . لكن التساؤلات التي غالباً ما تتبادر إلى أذهان الأهل هي: هل هناك حقاً دور مهم لعمر المريض على مستوى نتائج المعالجة التقويمية؟ وما هي الفوائد التي نجنيها من اصطحاب طفلنا لاستشارة طبيب الأسنان أو الطبيب المختص بتقويم الأسنان Orthodontist في عمر 6 - 7 سنوات ؟ وهل هناك حقاً حالات تستدعي إجراءات علاجية تقويمية مبكرة أي خلال هذه المرحلة من نمو الطفل وقبلها بقليل أحياناً ؟ يستطيع الطبيب المختص بتقويم الأسنان كشف المشاكل السنية والانحرافات الإطباقية وللإجابة على هذه التساؤلات لابد من الإشارة أولاً إلى أنه أثناء الفترة الموافقة لتبديل الأسنان اللبنية وبزوغ الأسنان الدائمة البديلة ( بشكل خاص الأمامية) يستطيع الطبيب المختص بتقويم الأسنان كشف المشاكل السنية والانحرافات الإطباقية Malocclusions التي تتطلب معالجة تقويمية مبكرة أو فورية وهذه سوف نذكرها لاحقاً . كذلك يستطيع الطبيب التعرف على بعض العلامات السريرية التي تدل على وجود حالات سوء الإطباق أو التشوهات الفكية السنية التي تكون قابلة للتطور والاشتداد مع العمر، وبذلك يستطيع الطبيب اتخاذ التدابير العلاجية المناسبة بعد إعلام الأهل عن المخاطر المرتبطة بتأخير معالجة مثل هذه المشاكل. وهنا لابد من الإشارة إلى أن مشاكل سوء إطباق الأسنان إما أن تكون ناتجة عن انحرافات متوضعة على مستوى العظم الداعم للأسنان ( العظم السنخي ) وتكون عموماً قابلة للمعالجة في أي عمر بواسطة الأجهزة التقويمية الثابتة أو المتحركة، أو أن تكون ناتجة عن عدم تناسق على مستوى أبعاد عظام الفكين أو العلاقات الفراغية في ما بينها( مشاكل تقويمية هيكلية أو عظمية) الوجهية ومثال عليها الحالات المترافقة ببروز الفك العلوي أو السفلي أو بالعكس التراجع الشديد للفك السفلي التي تنعكس غالباً بشكل سلبي على الجوانب الجمالية الوجهية. وفي حال كون المشكلة تقويمية عظمية تكون المعالجة التقويمية الهادفة إلى تعديل النمو ممكنة فقط خلال سنوات النمو الوجهي الفعال ، وبشكل خاص خلال مرحلة المراهقة والبلوغ لأن معدلات النمو تصل إلى ذروتها خلال هذه المرحلة . اختصاص تقويم الأسنان يعنى بشكل خاص بتصحيح الانحرافات والتشوهات لذلك أصبح من الواضح حالياً أن هناك مزايا عديدة يجنيها الطفل عند خضوعه للمعالجة التقويمية المبكرة ، ومن أهم هذه الفوائد: 1 – إمكانية توجيه نمو عظام الفكين بواسطة آليات علاجية تقويمية خاصة قادرة على كبح (إعاقة) أو تنشيط النمو العظمي بطريقة ملائمة لتصحيح العلاقة الخاطئة بين الأسنان والفكين معاً . 2 – توجيه الأسنان الدائمة بحيث تبزغ في أماكنها الطبيعية ضمن الفم، وبالتالي منع الانحرافات التي قد تطرأ على وضعيات الأسنان أثناء مسارها البزوغي الطبيعي . 3 – تقليل احتمال تعرض الأسنان الأمامية الدائمة للكسور والرضوض، خاصة عند وجود بروز زائد لهذه الأسنان التي تصبح عرضة أكثر من غيرها للرض عند سقوط الطفل أثناء اللعب أو ممارسة الرياضة البدنية . 4 – تصحيح بعض عادات الطفولة المؤذية بتطور الأسنان والفكين وبشكل خاص عادات مص الأصابع أو الشفة السفلية، وكذلك تصحيح بعض الاضطرابات المحتملة في وظيفتي البلع والنطق . 5 – تحسين مظهر الفم والأسنان عند الطفل وتأمين البيئة الملائمة لحدوث تطور نفسي وسلوكي سوي للطفل خاصة خلال سنوات الدراسة الأولى. 6 – تأمين المسافات الطبيعية اللازمة لبزوغ الأسنان الدائمة وانتظامها بشكل صحيح على القوس السنية العلوية أو السفلية . 7 – إلغاء الحاجة للمعالجات التقويمية المعقدة بعد اكتمال بزوغ الأسنان الدائمة، أو تقصير الزمن اللازم لإنجازها عند وجود ضرورة لمثل هذه المعالجات التقويمية الشاملة . 8 - كذلك تؤدي بعض الإجراءات التقويمية العلاجية المبكرة إلى تقليل الحاجة للإجراءات العلاجية التقويمية والجراحية المعقدة التي تكون ضرورية في بعض الحالات المعقدة عند المرضى الكبار الذين تجاوزوا سنوات النمو الفعال ولم يستفيدوا من المعالجة التقويمية المعدلة للنمو. أما بالنسبة للحالات التي تتطلب معالجة تقويمية مبكرة أو فورية، أي خلال الفترة الموافقة للسنة السادسة أو السابعة من عمر الطفل وقبل هذا العمر أحيانا، فهي : عادات مص الأصابع أو الشفاه أو اللسان التي تؤدي غالباً إلى إعاقة بزوغ الأسنان الأمامية الدائمة وتشوهات في العظم الفكي– القلع المبكر لبعض الأسنان اللبنية– ازدحام الأسنان الأمامية خاصة العلوية أو بزوغ بعضها بعيدا عن المكان الطبيعي لها – تأخر بزوغ بعض الأسنان الدائمة على الرغم من سقوط الأسنان اللبنية الموافقة لها – البروز الشديد للأسنان الأمامية العلوية بطريقة تجعلها مؤهلة بسهولة للكسر - وجود خلل واضح في أبعاد العظم الفكي العلوي أو السفلي وبشكل خاص بروز (تقدم ) الفكي السفلي أو تراجع الفك العلوي (الذي يتظاهر بإطباق معكوس على الأسنان الأمامية) – التنفس الفموي المزمن المترافق غالباً بضيق قبة الحنك والفك العلوي ومن علاماته الشخير الليلي أو ضيق النفس وعدم تطابق الشفاه بشكل دائم عند الطفل بالإضافة إلى الوهن الجسدي العام– الإطباق المعكوس للأسنان الأمامية أو الجانبية مع انحراف الفك السفلي.