إلى: (مهندس) الكلمة الشفافة والمعنى الجميل، الأخ العزيز الأستاذ إبراهيم التركي، مدير التحرير للشؤون الثقافية، صحيفة (الجزيرة). تحية طيبة وبعد: - أزْدادُ، أيها العزيز، شَغفاً بلقاء (الثقافية)، بِكر (الجزيرة) الرائعة، وفلذة إبداع رئيس تحريرها المتميز، خالد المالك، تُنْبِتً لنا صباح كل اثنين نخلةً موشّحةً ب(عذوق) الإبداع، ألقاها لقاء العاشق، فألثُم صفَحاتها لثْماً، الواحدةَ تلو الأخرى، حتى أكاد آتي عليها، ثم أعيدً الكَّرةَ، بوقفاتٍ أطولَ أو أقْصَر، عند هذا المقال أو ذاك. *** - أقول في نفسي وأنا أَمْتَعُ بناظري من معين الرائع الصديق الدكتور منصور الحازمي: - وحدها (الثقافية) استطَاعت أن تخترقَ (أسْوار) هذا الأديب الكبير، وهو الذي كان يتَوارى عن الحرْف خَلْف (شمس الإبداع) طوْعاً لا كُرهاً لسببٍ أو أكثرَ يعلمُه هو، ولا يفصِحُ عنه لسواه! *** - سألتُه مرةً: لماذا لا تكتب؟ فردّ رداً مقْتضَباً لم يعلَقْ بذاكرتي منه سوى كلمة (الكسل)، وأُصدقِكم القولَ بأنني لم أسلم بذلك الرد.. حتى اليوم، لأن (جينات) الإبداع في وجدان الدكتور الحازمي ترفُضُ جرثومةَ (الكسل)، كما ترفضُ الكُرياتُ البيضاء (خصوَم) الدم! - ثم أعرج بعد ذلك بناظريّ صوب منصّة الصديق القديم الأستاذ علوي طه الصافي، واقرأُ أطروحاته الأسبُوعيةَ الموفقة عن بعض رموز الفكر والأدب في بلادنا، وقد فكرتُ أكثر من مرّة أن أُهاتفَه أو أكتَبَ له معلِّقاً على عنوان مداخلاته (.. جسر التنهدات) الذي يُوهمُ بخفقات الشِّعرْ وآهات الشعراء!.. وتبقى مداخلاته قبل وبعد كل شيء مزيجاً جميلاً يجمعُ بين الذكريات التي تربطه بضيف المداخلة، والاستعراض لعطائه مبطناً بشيء من النقد أحياناً! *** .. وأخيراً، أُلقي عصا ِ الترحَال عبر صفحات (الثقافية) في صومعة (المحارب القديم) الأديب القدير، الأستاذ سعد البواردي، الذي أفْخَرُ أنني كنتُ تلميذاً لنثْره الجميل، يوم كان يصُول ويجُول على صفحات (اليمامة) الجريدة، ف(القصيم)، ثم (أخبار الظهران)، وكان يومئذٍ (سُوبر ستَار) في مسرح النصِّ الأدبيّ الجميل، وكنت آنئذٍ أتابعُ تحصيلي الدراسي في ثانوية اليمامة بالرياض، وكنتُ أقرأُ ما يكتبُ بشغفٍ وإعجاب. وأتمنى أن ألقاه.. فلا أجدُ إلى لقائه سبيلاً، ربما كان السبب في ذلك الحين تفوُق الهيبة على خاطري في (مجلس) أديب كبير بقامة سعد البواردي! *** - واليوم ما برح أستاذنا البواردي يتربع في استراحته الأسبوعية (داخل صومعة الفكر)، ويتحفنا عبر (الثقافية) بنفحات من عبير تلك الصومعة، فيشعل في الخاطر الذكريات! أمدّ الله في عمره، وزاده تألقاً وإبْداعا! *** وبعد.. أيها العزيز إبراهيم التركي.. شكراً لك.. أن جَعلتَ من (الثقافية) وجبةً أسبوعيةً مشْبعةً ب(سُعرات) الإبداع.. وكانَتْ باعِثَاً لهذا الرذَاذِ من المسْك الذي أرجو أن يكونَ ذا خاتمةٍ ومعنى!