في عدد الجزيرة رقم «11429» وتاريخ 21/11/1424ه صور رسام الكاريكاتير المعلم تصويراً جميلاً ومعبراً وهو يحاول جاهداً وبمشقة ان يحمل 24 حصة وهي نصاب المعلم الاسبوعي. ومع ان المعلم يعاني من هذه الحصص التي ترهقه طوال اليوم، وهو من فصل الى فصل دون راحة او استراحة بين هذه الحصص، حتى الفسحة بين الحصص في منتصف اليوم الدراسي، ينشغل بامور ادارية يكلف بها عن طريق ادارة المدرسة حسب جدوله وعن طريق برنامج زمني لجميع المعلمين بالمدرسة. واذا كان المسمى الوظيفي هو «معلم» فلماذا لا يكلف هذا المعلم بالتعليم فقط، وتتم محاسبته ومتابعته في حصصه ويقاس إنتاجه ومدى فهم الطلبة ومستواهم الدراسي اضافة الى محاسبة المقصر من المعلمين عند حدوث تقصير، اما بالصيغة الحالية فكما يقول المثل «اختلط الحابل بالنابل» داخل المدارس واصبح المعلم يمارس أعمالاً معظمها ادارية، واخرى انشطة لا منهجية تأخذ من المعلم والطالب معظم اوقاتهم على حساب الحصة والمنهج الدراسي، مما يجعل ادارات التعليم والمشرفين يتغاضون عن تقصير المعلم، وعن ضعف مستواهم الدراسي بالنسبة لطلبته، كل ذلك وهناك امور جانبية طغت على المادة الدراسية، واصبح النجاح فيها هو مقياس نجاح المدرسة وتقييمها حيث يتردد دائماً. حصلت تلك المدرسة على المركز الاول في مجال الرسم والمعارض الفنية، والاخرى تميزت في مجال المسرح، والثالثة الاولى في الرحلات والزيارات وغيرها في خدمة البيئة او احسن عمل فني أو في مجال المهرجانات والالعاب الرياضية وغيرها من الانشطة. ولكن اين حفظ جدول الضرب الذي تميزت به بعض المدارس لطلابها القراءة الجيدة الكتابة الابداع في الاملاء تلاوة القرآن.. إلخ من الابداع في المواد الدراسية التي هي التي يرتكز عليها التعليم. كما ان إشغال المعلم بأمور هي في نظري ادارية بحتة هي من الامور التي أشغلت المعلم، وهو مشغول اصلاً قبل ذلك حيث ابعدته عن مادته الدراسية وعن التصحيح وعن متابعة بعض الطلبة الضعاف.. إلخ من واجبات المعلم الاساسية وهي علاقته بالطالب والمنهج، وهذه الاعمال: 1 - المراقبة وتشمل متابعة الطلبة في الفسحة والصباح والطابور، وعند الخروج من المدرسة وبشكل مستمر طوال اليوم. 2- الاذاعة المدرسية والاعداد لها من اختيار للمواضيع المناسبة، وتدريب الطلبة على القراءة الجيدة بعد اختيارهم من بين طلبة المدرسة. 3- المنادية في الخروج حيث يبقى المعلم حتى ينتهي الطلبة من الخروج من المدرسة ومغادرتهم مع اولياء امورهم. 4- المشاركة في الحفلات والمسابقات وتدريب الطلبة عليها وإعداد الاسئلة مع اختيار الاناشيد المناسبة والنصوص الجيدة للمشاهد التمثيلية وتدريب الطلبة عليها عدة تصل الى اسبوعين او ثلاثة. 5- حصص الانتظار مما يفقد المعلم آخر امل للراحة وهو حصة الفراغ اليومية التي يتم شغلها في حالة غياب احد الزملاء مما يجعله يعمل خمس حصص في الايام العادية و6 حصص في حالة الانتظار وهو عدد الحصص اليومية اي دون راحة. 6- وحتى الفسحة وهي الامل الوحيد في الراحة غالباً ما يكون مكلفاً برعاية الطلبة فيمضي وقته مابين ساحة المدرسة والملعب ودورات المياه لمتابعة الطلبة، وحفظ النظام العام للمدرسة لأنها مسؤولية القيت على عاتقه، وبعد هذه الواجبات المرهقة بالإضافة الى التعليم، فكيف نطالب المعلم بمستوى جيد للطلبة وهو على هذه الحال، والسؤال الى وزارة التربية والتعليم اذا كان المعلم يقوم بمعظم الاعمال الادارية، فلماذا امتلأت المدارس بالمديرين والوكلاء والكتبة حتى إن بعض المدارس يصل عدد الاداريين فيها إلى نصف عدد المعلمين؟! فهل تبقي وزارة التربية المعلم معلماً فقط؟ وهل تلغى هذه الاعمال الادارية عن المعلمين وتسند الى الاداريين الذين يشكون الملل من قلة العمل في المدارس، هذا ما يؤمل من الوزارة لنحقق تعليماً ناجحاً ومعلماً مهيأ للتعليم فقط والله من وراء القصد. محمد عبدالله الحميضي