قيل لأرسطو,, ما بال الحسود اكثر هماً وغماً من غيره,, فأجاب قائلا بأن الحسود لم يقنع بحظه من هموم الدنيا فأضاف اليها هموم الآخرين,, والحسد صفة مقيتة قديمة وعادة مذمومة وداء وبيل موجود في فئة محسوسة من البشر,, ولكنها فئة حقيرة منبوذة وممسوخة من الفضيلة والانسانية,, تعكر صفو الحياة وتقوض عيشة الآخرين بكل ما تملك من حيلة ووسيلة,, وقد ورد ذكر الحسد في القرآن الكريم في أكثر من آية وقد قال الله تعالى في محكم تنزيله: (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله). وكان لزاماً على الناس الاستعاذة من شرور أصحابه,, والدليل على ذلك ما ورد في آخر سورة الفلق في الآية (ومن شر حاسد إذا حسد) وفي السُنة المطهرة قال عليه الصلاة والسلام (إياكم والحسد فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب) رواه أبوداود. اما الشعراء والأدباء والمصلحون فقد اعطوا جانب التحذير منه حيزاً كبيراً ومساحة عريضة من بلاغتهم وحكمتهم ونصحهم,. أما الحساد فهم يتقلبون بصور شتى لقاء تحقيق مآربهم وغالباً ما يظهرون غير ما يبطنون وأحياناً يتدثرون بثوب النصح والإرشاد والصلاح لاخفاء نواياهم الشريرة وحقدهم الدفين وعن مثل هؤلاء قال الشاعر ْ ابو تمام ْ: واذا اراد الله نشر فضيلة طُويت أتاح لها لسان حسود وليس لهذا الداء الوبيل وهذا المرض المستفحل الهدام من وسيلة للقضاء عليه لأنه مرض مزمن في حياة بعض البشر,, والحل الوحيد الممكن والبلسم الفعال في التخفيف من حدته وتهميش ضرره هو الصبر على كيد أصحابه ونبذهم وعدم الالتفات لهم والاستعاذة من شرورهم,, والصبر وحده بإرادة الله هو العلاج الوحيد الفعال والمثمر الذي يطفىء سعيره الملتهب ويرد كيد أصحابه في نحورهم, ولذا قال الشاعر الحكيم: اصبر على كيد الحسود فإن صبرك قاتله النار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله