حضر مناسبة حفل زواج ابن صديقه واحضر معه ابنه الصغير وقال لمن يجلس معه من الحاضرين ان ابني هذا في الصف السادس الابتدائي ويحفظ القرآن كاملا وعنده قدرة عجيبة على تعلم علوم الكمبيوتر والرياضيات واللغات فنظر الجميع اليه بتعجب، قلت له قل ما شاء الله لا قوة الا بالله ولا تكثر من هذا القول امام الناس وتتفاخر وحصنه دائما بالمعوذات وادعو الله العلي القدير ان يقيه من شر الحاسدين لان التفاخر امام الناس دائما بهذه الصفات قد تصيب ابنك بالحسد وانت تتفاخر قل الحمد لله رب العالمين على نعمة الله ولا تتفاخر دائما لان هناك نفوسا دنيئة عندما تسمع هذا الكلام تتمنى زوال هذه النعمة عن المحسود والعياذ بالله من الشيطان الرجيم. قال تعالى في محكم كتابه الكريم "ام يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله، فقد آتينا آل ابراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما" النساء : 54 وقال سيد البشر اجمعين رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اياكم والحسد، فان الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب". وقال ايضا عليه الصلاة والسلام "المنافق يحسد والمؤمن يغبط". وقال الخليفة علي بن ابي طالب رضي الله عنه: عذب حسادك بالاحسان اليهم وقال الشاعر: وقد انسى الاساءة من حسود ولا انسى الصنيعة والفعال وقال شاعر آخر: اصبر على كيد الحسود فان صبرك قاتله فالنار تأكل بعضها ان لم تجد ما تأكله وقال شاعر آخر: دع الحسود ما يلقاه في كمد يكفيك منه لهيب النار في كيده وقال حكيم : اقصى اهداف الحاسد زوال نعمة المحسود وقال حكيم آخر: يصاب الحاسد بالهزال من سمنه الاخرين وقال المثل العربي : عين الحسود تبلى بالعمى. فياسادة يا كرامن دعونا نعلم ابنائنا البعد عن الحسد لان الحسود لا يسود ولان الحسد الم حارق يفتك بصاحبه قبل ان يفتك بالمحسود. وتذكرهم بقول الله تعالى "قل اعوذ برب الفلق ، من شر ما خلق، ومن شر غاسق اذا وقب، ومن شر النفاثات في العقد، ومن شر حاسد اذا حسد" وصل الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين.