الأسرة هي حاضنة الفرد الأولى ففيها يتنفس منذ قدومه إلى الدنيا نسائم عالمه .. من يكون.. كيف يعيش.. وأسلوب الرعاية مع التربية التي يتلقاها خلال سنوات عمره بدأ من الطفولة التي يركن فيها ببراءة لدفئها وحمايتها متنقلا للمراهقة تلك السن الحرجة كما يطلق عليها دائماً... في مجتمعنا جفاف عاطفي يحيل الأسرة إلى صحاري جرداء لا تعطي.. لِمَ؟ فحين يكون الأب دكتاتورياً في تعامله والأم سطحية الرؤية خاملة الحس والاثنان فاقدا المشاعر الدافقة والأيادي الحانية والاحتواء الصادق.. قل على الأبناء السلام.. لأنهم سينفرون من مثل هذا الوضع ويبحثون عما يشبع حاجاتهم النفسية فيقعون في قبضة من يشوه نقاءهم.. فقد تراهم فارغي الكيان إما عند تفاهة وإما على منكر يبحث عن ماذا؟ هو لا يدري.. فقط يشغل روحا باتت تتألم وعقلا شاركها الحرقة فغدا زائغ النظرة.. وقد تتزايد النكبات فيورد الابن نفسه المهالك والأسرة نائمة.. فبين جنوح وجنون.. وحين يقع الفأس في الرأس... تستيقظ الأسرة.. فتهولها الفاجعة وتبكي وتنتحب.. وهي سبب العلة الرئيسي.. كان في البدء مواسم حرة لسقاية البذرة ورعاية النبتة بالاحتواء والمحبة والصدق.. فتسمع آراءهم وتفتح مداركهم ويعطون الثقة بلا إفراط والحنان والرحمة بلا قيود.. وليكونوا بحق زينة الحياة الدنيا كما ورد في القرآن الكريم.. قال تعالى {المّالٍ والًبّنٍونّ زٌينّةٍ الحّيّاةٌ الدَنًيّا} [الكهف: 46]. فالحرص الحرص على حفظ الأمانة وأدائها بحقها.