كيف استطعت أن تجتاز كل المدن لتصل لمساحاتي والتي كان يتوهج فيها الألم ! وتصرعني رياح الحرقة وتبعثرني صراعات التعب ويشكل الحزن كل دقائقي والغياب يستوطن كل الوقت والساعات تتوشح الظلام والأنهاك قد حل بكل الاتجاهات 0 بالله عليك كيف استطعت أن تتجاوز كل هذه الغيوم وكل هذه المسافات الطويلة وتراقص حلمي المؤود على قارعة الوقت وتمخر عباب الزمن لتستقر في صفحة حضوري ، الليل كان يحيط أنفاسي والغربة هي كل شال يظللني والصحراء مليئة بالصراعات التي تحيرني فتدفع بي إلى الهاوية فلا يستيقظ سوى الأنين ولا ينثال سوى الدمع ولا يتوهج غير مشاعر نازفة وأحاسيس مليئة بالحرقة أخذت من عمري الكثير وأودعني سجن آسر قيد كل خطواتي التي تهفو لمنارات الأمل وتشتاق لكل لحظات الفرح وتبحث عن نداءات الحب وتنادي على منارات الهمس في أفياء أرض جرداء نبت حلمي المتداعي الذي لم يتورد مطلقا ، توغلت في مسارات الوحشة وكساني الغياب وأطفئت أنواري الحيرة رغم كل ذلك اشتاق لأن تهب نسائم تمنحني الفرح وتشعل في أعماقي جذوة الحب وتمدني بترياق الحياة كل شيء يطويه البعد موجعة أنا حد الثمالة نازفة هي دقائقي التي تعودت على الرحيل يا سيدي: سمعت عنك الكثير فبحثت عنك في كل الاتجاهات فحرفك الذي صافحته بجنون أمدني بإحساس مختلف ولكنك رغم ذلك كنت حصناً منيعاً تقف على مشاربه كل التوقعات وكان الحصار يحيط أروقتك تسكن صومعة ليس بالسهولة الإبحار إليها ولكن حين جمعتنا اللحظات وتوهج الحوار سررت بالسفر إليك والتحليق في آفاقك التي تحملني لمساءات البهجة ، ولكن كيف استطعت أن تغزو واقعي المؤلم وترسم في حدوده كل فرح وتشكل من حلمي لوحة زاهية استمد منها ترياق الحياة وأبعثر كل صمت يحتويني وأجدد روعة الإنطلاقة لأبحر في مراكب الأمل اجوب كل واحات التوهج ويرقص الأنس في حقولي التي أزهرت بك وأنتشت بقربك ولكني أخشى يوما أن أغرق وتصرعني رياح البعد وتموت كل مشاعر استيقظت بداخلي بطعنة غادرة من سهم جارح يبدد كل ساعاتي وبغياب يشعل قناديل الوجع مجددا ويدفع بي إلى الأنهيار فأفقد كل شيء يا ذلك البعيد المتوشح بالبسمة أنت ساحر الإحساس مبهر النبض محلق في دنيا الروعة يرغمني حضورك على السرور ويدفعني للتوهج ويغريني بالإنطلاق صوب واحات أن ترفل فيها خذني صوب أروقتك أداعب ورد وقتك وأشعل قناديل البهجة في كل اتجاهاتك يلثمني هواءك الندي وتمطرني نسائمك بكل أمواج الفرح لأحلق وأحلق فلا تهجر مرافىء التي تعودت عليك وعلى الإبحار صوب واحاتك الندية المليئة بمطر الدهشة والتي يرقص فيها غيم السرور وتزهر كل اللحظات كن بالقرب ولا تبتعد فاللحظات تحتاجك لتكون سراجاً يضيء كل المساحات المعتمة سيف المرواني عازف شجن السعودية [email protected]