تعتبر ولادة الطفل لحظة من أجمل اللحظات في الحياة، ولا توجد إلا أمور قليلة يمكن مقارنتها بهذا الحدث. يمتلك الأطفال حديثو الولادة قدرات مذهلة، ولكنهم يظلون معتمدين اعتماداً كاملا على الآخرين في جميع مناحي الحياة - التغذية، الدفء، الراحة. ثمة تغيرات بدنية مذهلة تحدث مع الولادة، فعند ولادة الطفل، يتم قطع الحبل السري وربطه بالقرب من السرة، مما ينهي اعتماد الطفل على المشيمة في الحصول على الأكسجين والتغذية، وعندما يأخذ الطفل أول أنفاسه، تبدأ الرئة بالعمل، حيث يتم ضخ الدم الى الرئتين للمساعدة في استبدال ثاني أكسيد الكربون بالأكسجين. د. حسان العسة يكون لدى بعض الأطفال مقادير زائدة من السوائل في الرئتين، ولذلك فإن تحفيز الطفل إلى الصراخ من خلال تدليكه، وفرك جلده يمكن أن يساعد على تصفية هذه السوائل. توفير الدفء للمولود الجديد: يبلل السائل الأمنيوسي جسم المولود الجديد، وهذا قد يؤدي الى برودته بسهولة. ولذلك فإن تجفيف الطفل، واستعمال بطانيات دافئة ومصابيح تدفئة يمكن ان يساعدا على تجنب فقدان حرارة جسمه. ويتم في الغالب وضع قبعة على رأس الطفل أيضا. كما ان وضع الطفل على صدر والدته أو بطنها يساعد كذلك على تدفئته. الكشف البدني على المولود الجديد: يتم اجراء كشف بدني قصير للمولود الجديد للتأكد من وضوح العلامات التي تدل على أنه معافى. ويتم عمل اجراءات ضرورية أخرى خلال الدقائق والساعات القليلة التالية للولادة، مع العلم بأنه يمكن القيام بهذه الاجراءات في غرفة الولادة أو الحضانة، اعتمادا على الكثير من العوامل، بما في ذلك حالة الطفل. وتشتمل بعض هذه الاجراءات على ما يلي: - درجة الحرارة، نبض القلب، معدل التنفس. - قياس الوزن، والطول، ومحيط الرأس. تساعد هذه القياسات على تحديد إن كان وزن الطفل وقياساته طبيعية طوال أسابيع الحمل. وقد يحتاج الأطفال الصغار أو قليلو الوزن والأطفال الكبار جداً الى عناية واهتمام خاصين. - العناية بالحبل السري قد يشتمل تنظيف الجزء المتبقي من الحبل السري على العلاج بصبغة أرجوانية مضادة للانتان تساعد على منع حدوث الالتهاب. - تحميم الطفل يمكن تحميم الطفل لأول مرة بعد استقرار درجة حرارته. بصمة «طبعة» القدم. يتم أحيانا أخذ بصمات القدمين، وتسجيلها في السجل الطبي للطفل. يتم، قبل مغادرة الطفل لغرفة الولادة، وضع سوار ورقم للتعريف بالطفل وبوالدته في المعصم، مع العلم بأنه يوضع للطفل في الغالب سواران ورقمان؛ واحد في معصمه وآخر في كاحله. ويجب فحص السوار ورقم التعريف في كل مرة يتم فيها ادخال الطفل الى غرفة والدته واخراجه منها. العناية بالطفل بعد الولادة يمكن للأطفال الأصحاء الذين يولدون ولادة طبيعية أن يظلوا مع أمهاتهم. ويتم في الكثير من الحالات، اجراء تقييم فوري للمولود الجديد، بما في ذلك الوزن، والطول، والأدوية، وحتى الاستحمام لأول مرة في غرفة الأم. كما يتم وضع المولود الجديد في حضن أمه في أسرع وقت ممكن. في الساعة الأولى أو الساعتين التاليتين للولادة، يكون معظم الأطفال مستيقظين ومنتبهين. وهذا يوفر فرصة رائعة للوالدين للتعرف على المولود الجديد، مع العلم بأن الطفل يستدير باتجاه صوت أمه، ويكون تركيز ابصاره بأفضل صورة على مسافة 8 الى 12 بوصة - وهي تحديداً المسافة بين ذراعي أمه ووجهها. هذا الوقت أيضا هو أفضل الأوقات للبدء بالرضاعة الطبيعية. فلدى المواليد الجدد القدرة الفطرية على البدء في الرضاعة فورا بعد الولادة مباشرة. وعلى الرغم من ان بعض الأدوية والتخدير التي تعطى للأم في أثناء المخاض والولادة يمكن أن تؤثر في قدرة الطفل على المص، إلا ان معظم الأطفال الأصحاء يكونون قادرين على الرضاعة الطبيعية في الساعات الأولى القليلة التالية للولادة. هذه التغذية الأولية تساعد على ادرار الحليب من صدر الأم، كما أنها تؤدي الى تقلص رحمها مما يمنع حدوث مزيد من النزف. العناية بالمولود الجديد بعد عملية قيصرية في حالة ولادة الطفل بعملية قيصرية، فإن ثمة احتمالات جيدة أن تكون الأم واعية في أثناء اجراء العملية، مع العلم بأن هناك حالات نادرة يتطلب فيها الأمر اجراء الولادة تحت التخدير العام. وهذا يعني أنها لن تكون واعية في أثناء الولادة. تجرى غالبية العمليات القيصرية هذه الأيام تحت التخدير الموضعي، كما في حالة إبرة الظهر. مع هذاالنوع من التخدير، يتم فقدان الاحساس في جزء من الجسم فقط، حيث تكون الأم واعية وقادرة على سماع طفلها ورؤيته عند ولادته. وعادة ما يتم فحص الأطفال الذين يولدون بعملية قيصرية من قبل ممرضة الحضانة بعد الولادة مباشرة. ويتم هذا الفحص بالقرب من الأم مباشرة في غرفة العمليات. وعلى الرغم من أن الأطفال الذين يولدون بعملية قيصرية يواجهون صعوبة في التخلص من بعض السائل والمخاط في الرئة، إلا ان الضرورة قد تقتضي اجراء مزيد من الشفط من الأنف والفم، كما قد يتطلب الأمر اجراء شفط عميق من القصبة الهوائية. وحالما يتم فحص الطفل، تقوم احدى الممرضات بلفه لتدفئته، ثم احضاره لأمه لمشاهدته، علماً بأن الضرورة تقتضي أولاً في بعض الحالات مراقبة الطفل في الحضانة لفترة قصيرة من الوقت. في هذه الحالة، يتم القيام بجميع الاجراءات المعتادة مثل الوزن، واعطاء الأدوية في الحضانة، وعادة ما يمكن احضار الطفل الى أمه في أثناء وجودها في غرفة الانعاش بعد العملية. يعتقد الكثير من الأمهات أنه لن يكون باستطاعتهن ارضاع أطفالهن بصورة طبيعية بعد العملية القيصرية، وهذا الأمر غير صحيح، إذ يمكن البدء بإرضاع الطفل بصورة طبيعية في الساعات الأولى مباشرة في غرفة الانعاش، وذلك كما هو الحال في الولادة المهبلية. خططي سيدتي لوجود شخص معك في المستشفى بعد العملية القيصرية. إذ ستعانين من قليل من الألم في الأيام القليلة الأولى، كما أنك ستحتاجين إلى من يساعدك على الاعتناء بالمولود. عندما يعاني الطفل صعوبة بعد الولادة قد تشعرين بالضيق إذا ما رزقت بمولود مريض. القليل من الآباء والأمهات يتوقعون حدوث مضاعفات أثناء الحمل أو مرض طفلهم أو ولادته قبل الأوان. إن من الطبيعي تماما أن يمتلك الآباء والأمهات عواطف مختلفة في أثناء محاولتهم التعايش مع الصعوبات التي يسببها طفل مريض، ولكن ما يطمئن هذه الأيام ان التقنية الحديثة تساعد على تحسن حالة المرضى من الأطفال، والخروج من المستشفى في وقت أقصر مما كان عليه الأمر في الماضي. كما ان من المفيد معرفة أنه على الرغم من ان الانفصال عن الطفل نتيجة المرض أمر مؤلم، إلا أنه لا يلحق الضرر بالعلاقة بين الأم وابنها. تعمل أجهزة جسم الطفل بعضها مع بعض بطريقة جديدة بعد الولادة. بيد أن الطفل قد يعاني صعوبة في الانتقال الى هذه المرحلة. ولذلك فإن التقييم الصحي الذي يتم إجراؤه بعد الولادة مباشرة، يمكن ان يساعد على تحديد ما إذا كانت حالة الطفل تسير سيراً حسناً أو ثمة مشكلات فيها. يتضمن الأطفال الذين قد يعانون صعوبة عند الولادة الذين يولدون قبل الأوان، والأطفال الذين تعرضوا لصعوبة عند الولادة، والأطفال الذين عانوا من عيوب ولادية. ومن حسن الحظ بالنسبة الى هؤلاء الأطفال ان ثمة عناية متخصصة متوفرة لهم، حيث يتم في الغالب ادخال المواليد الجدد الذين يحتاجون الى رعاية طبية مكثفة الى وحدة خاصة في المستشفى تسمى وحدة العناية المركزة للمواليد الجدد، وهذه الوحدة مجهزة بتقنية متقدمة، ويعمل فيها موظفون مدربون في مجال العناية الصحية. د. حسان العسة استشاري طب أطفال وحديثي الولادة- مستشفى المملكة - العيادات الاستشارية
