* الرياض - وسيلة محمود الحلبي: رمضان في فلسطيننا الغالية يختلف عن أي رمضان في أي بلد إسلامي آخر، بسبب ما يعيشه المواطنون الفلسطينيون للعام الرابع على التوالي تحت الحصار والقتل والتجويع من جراء العدوان الإسرائيلي الغاشم المتواصل عليهم منذ اندلاع انتفاضة الأقصى إلى الآن.. رمضان الفلسطيني دموع وآهات ودماء ودمار وموت جماعي تحت الأنقاض.. رمضان الفلسطيني فيه إيمان كبير بالنصر والثبات، وقوة كبيرة تتدفق من أهله الطيبين للذود عن الأرض والوطن نصرة للحق ونصرة للقدس الشريف.. رمضان الفلسطيني فيه زغاريد أمهات الشهداء مستبشرات لهم بالجنة والنصر المؤكد ودحر الأعداء بعون الله.. وعن العادات والتقاليد في فلسطين الغالية بهذا الشهر المبارك التقينا حرم سفير سفير دولة فلسطين السيدة أم مازن شيخ ديب فقالت: {(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) }.. لا شك أن شهر رمضان المبارك يمتاز عن غيره من الشهور بأمور كثيرة ويستقبله المسلمون في كل مكان بالبهجة والسرور فهو شهر الصوم والقيام شهر الإحسان والعبادة ففيه تتجدد عرى الإيمان وتقوى العزائم بين أبناء الأمة الإسلامية قاطبة حتى على مستوى الأسرة. وفي هذا الشهر يستعد المسلم الاستعداد الذي يليق به كونه الضيف الذي يحبه الجميع ويعتز بوفادته..وفي فلسطين الغالية.. نستقبل شهر رمضان بكل السرور والحفاوة رغم ما نواجهه من مصاعب فرضتها الظروف القاسية التي يمر بها أبناء شعبنا الصامد بسبب الممارسات الإسرائيلية اليومية التي بدأت تأخذ منحى خطراً في هذه الأيام. فالفلسطينيون جميعاً يتوافدون في هذا الشهر الفضيل للصلاة في المسجد الأقصى، والجمعيات الخيرية تتسابق في نشاطاتها المعتادة في توزيع الصدقات على الفقراء والمحتاجين، ولهذا الشهر دور كبير في تجمع الأسر وصلة الأرحام وتبادل الزيارات ووجبات الإفطار الرمضانية التي تتميز عن غيرها من بلدان عالمنا الإسلامي التي لا يخلو فيها بيت فلسطيني ومن أهمها: المسخن الفلسطيني/ والفنتوش/ المنسف/ والمنتول/ وورق العنب/ والسماقية/ والفتة بجميع أنواعها بالإضافة إلى السنبوسة وأنواع المحشي والمقبلات والسلطات/ والفريكة/ والجريش/ وشوربة العدس. أما الحلويات المشهورة في هذا الشهر بفلسطين فهي: الكنافة النابلسية والهريسة والقطايف والقهوة العربية ومن العصيرات شراب البرتقال والليمون، شراب الرمان، العرقسوس، اللبن شراب الخروب، والمهلبية التي تصنعها النساء في البيوت وللمسحراتي في فلسطين نكهة خاصة «فأبو كايد» يضرب على الطبلة وسط هذه الأحداث ليصحي النائمين على السحور ويقول بصوت مرتفع لا يهاب أحد «يا نايم وحد الدايم - قوموا لطاعة الله - يرحمني ويرحمكم الله». ويصحو كل من يسمع هذا الصوت الجميل الممزوج بقرع الطبلة ليستعدوا لتناول طعام السحور المتكون من: اللبنة، الجبنة، الزيتون، المكدوس، الحلاوة، ثم الشاي وأكواب البرتقال وقمر الدين وغيره من العصيرات الأخرى.. حيث يجتمع جميع أفراد الأسرة على الفطور والسحور ملبين مهللين مكبرين داعين الله عز وجل أن يظل شهداؤهم تحت ظله يوم لا ظل إلا ظله، وأن يبعد عنهم هؤلاء الأشرار وأن ينصرهم الله النصر الأكبر وينصر قدسهم الشريف. ومن مظاهر هذا الشهر الكريم «ختمة القرآن الكريم».. وصلاة التراويح والعبادة الدائمة والدعاء بنصرة الفلسطينيين على أعداء الأمة الإسرائيليين الأنذال.. وفي هذا الشهر الكريم أسأل الله العظيم أن يعيننا على صيامه وقيامه وأن يجمعنا مع أحبتنا وأهلنا وأصدقائنا في فلسطين وفي القدس الشريف أول القبلتين وثالث الحرمين الشريفين لنصلي جميعاً في رحابه الطاهرة. وقد تحققت آمالنا بقيام دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وهذا ليس ببعيد بإذن الله. كما وأسأل رب العزة والجلال أن يحفظ على هذا البلد الكريم أمنه واستقراره في ظل خادم الحرمين الشريفين والأسرة المالكة الكريمة وحكومة شعب المملكة العربية السعودية الشقيق وكل عام وجميع المسلمين بألف خير.. وصبراً يا فلسطينيون.. صبراً آل ياسر إن مثواكم الجنة.