مضى على الشتات الفلسطيني أكثر من نصف قرن، ترك الفلسطينيون خلاله أرضهم قسراً وقهراً ولجأوا في مخيمات والتجأوا إلى دول عربية وأجنبية وحملوا جنسيات عديدة ليتجرَّدوا من حقهم التاريخي في العودة إلى الأرض. الإعلام الإسرائيلي يعمل بكل قوة وسط المنظمات الصهيونية اليهودية منها والمسيحية لجمع الأموال وتوفير سبل الهجرة لمن تبقى من الفلسطينين في حين تقوم القوات الإسرائيليةبقتل كل نشط أو شاب قد يقوده طموحه للالتحاق بإحدى فصائل المقاومة الفلسطينية.على مدى أكثر من نصف قرن يتغافل الإعلام العربي والعالمي عن هذه التصرفات الشاذة ولا يأخذ في اعتباره معاناة الشعب الفلسطيني بل يتعاملون بكل رحمة وعاطفية مزعجة يتم من خلالها تقديم التمر واللبن والماء تحت أشعة الشمس الحارقة دون الإشارة إلى الأسباب التي أوصلتهم إلى هذا الشتات والتهجير. إنهم يريدون استعراض ألوان التقى والبر لينالوا رضا الله بطريقة مزورة. الأمة العربية.. أمة القيادة والعدالة تؤمن بأن دينها وتاريخها مصدر ارهاب وبناء، عليه ترفض القنوات العربية عرض المسلسل السوري «الشتات»، وعلى مشاهديها العرب في كل مكان، لأن هذا المسلسل بحلقاته ال 26 يعادي السامية ويصور اليهود بمشاعرهم التلمودية ويفضح الحقد اليهودي الشامل على سائر أمم الأرض. لقد بذل تيودور هرتزل جهوداً جبارة لاثارة قضية اليهود علي أنها قضية أزلية كرست معاناة تلك القبيلة التي تقول عن نفسها.. إن الله اختارها لحكم وإدارة العالم. إن من يقرأ تاريخ اليهود عبر معتقداتهم الدينية يؤمن بما لا يدع مجالا للشك أن هناك أكذوبة يتم التعامل معها على أنها حقيقة خاضعة لمصالح المتعاملين على هذه الأكذوبة. وقد ظهرت فرق دينية مسيحية تنادي للتعاطف مع اليهود ووصل البؤس الديني لدى المسيحيين إلى درجة مزرية عندما بَّرأت الكنائس المسيحية اليهود من دم المسيح وتم تسجيل قضيته ضد مجهول. إن الإسلام يترفَّع عن هذه الأخلاقيات الشاذة ويعطي اليهود مكانتهم الحقيقية دون ظلم أو إهانة، فمن دخل منهم في الإسلام نال ثواباً عظيماً وفق تقدير إلهي لمن آمن بما أنزل الله على سائر أنبيائه، وأثناء قيام الدولة العربية الإسلامية منذ عهد الخلافة الراشدة مروراً بدولة بني أمية والدولة العباسية كان لليهود مواقف حقد تجسدت في علاقاتهم المباشرة في التعامل مع مكونات الإبادة لإزالة الإسلام وأهله، ومع ذلك ينظر الإسلام إلى اليهود نظرة بعيدة عن الحقد فهو في تعاليمه يتيح لهم فرصة النجاح والبعد عن معاداة الأمم. في مسلسل «الشتات» تصوير لما يكنه اليهود ويعملون من أجل تحقيقه، ففي فترة انهيار الدولة العثمانية تبدو الفرص أكثر خصوبة لضرب الأمة العربية والإسلامية وتعاملت الحركة الصهيونية بمؤسساتها المالية والاجتماعية مع حكومات عربية وشرقية وعندما وضعوا أقدامهم في فلسطين كانت الابادة الجماعية أول الأعمال في مسلسل الانتقام الدموي الذي لا زالت حلقاته تمثل يومياً على أرض فلسطين. النظرة الجديدة التي يقوم الإعلام الصهيوني بفرضها على الواقع المعاش حالياً . إن الإسلام إرهاب كله، وأن العرب يدعون مع دينهم إلى الإرهاب وأن وجود أي اتجاه ليتناقض مع هذه النظرة الجديدة، فهو ارهاب ثقافي لابد من منع ظهوره حتى في القنوات العربية. ترى ماذا فعل المكتب الصهيوني في لوس أنجلوس بولاية كليفورنيا الأمريكية هل دفع مبالغ لا حصر لها لتلك الفضائيات العربية نظير منع هذا المسلسل الشتات من الظهور؟!. الحقيقة تقول: ليت الأمر كذلك، إذاً لأصبح هناك مصدر ابتزاز يمكن من خلاله جباية الأموال بطريقة قسرية. الحقيقة أن التحرك الإعلامي الصهيوني لمنع عرض المسلسل اعتمد على معاداة السامية، لأن حكومات هذا المسلسل تعادي اليهود جميعاً. وطالما عزف اليهود على هذا الوتر ضد المسيحيين في دول أوروبا الغربية والشرقية وفي أقاليم روسيا الاتحادية. إن الأجدر بالشركة المنتجة لهذا المسلسل أن تقوم بترجمة جميع حلقات المسلسل إلى اللغتين الفرنسية والانجليزية بل والأسبانية والألمانية والعبرية أيضاً وتقديمه هدية مجانية لكل من يبحث عن الحقيقة، وعندما يستيقظ الاعلام العربي من مخاوفه يمكن أن تقوم الفضائيات العربية بعرض مسلسلات أخرى جديدة سوف تظهر بمعلومات جديدة قد تكون مذهلة لأولئك الذين يتعامون عن فهم الواقع.