لفت انتباهي في الأيام الماضية ما كتبه أستاذنا الفاضل عبدالرحمن السماري في زاويته «مستعجل» بتاريخ 12/8/1424ه وتاريخ 16/8/1424ه حيث أبدى تذمره من قيام الجهة المسؤولة عن الإحصاء السكاني بتهميش الشباب المؤهل الذي لم تتهيأ له فرصة الوظيفة وإسناد مهمة الإحصاء إلى المعلمين..؟! أقول وبالله التوفيق.. إن ما تمارسه بعض الجهات الحكومية والمؤسسات الأهلية والشركات من إيثار السلامة، وتجاهل قضايا المجتمع واللامبالاة بما يطمح إليه المسؤولون - وفقهم الله - من استيعاب الشباب في الوظائف العامة والخاصة إلا دليل على قلة الإدراك والجهل بعواقب الأمور وخلفياتها الأمنية والاقتصادية والاجتماعية.. وإلا فما معنى إغفال الشباب المؤهل عن القيام بمهمة الإحصاء السكاني وغيرها من المهام - كالتدريس الليلي - وإسناد تلك المهمة إلى المعلمين؟! الذين ما يزال المجتمع بمؤسساته التعليمية والأمنية يعاني من إهمال - البعض - منهم؟ - هل قام المعلم بدوره الحقيقي في التربية وتنشئة الأجيال الصالحة المخلصة للدين والوطن حتى نثقل كاهله بأعمالٍ إضافية في المساء؟! هل لدينا قلة في القوى العاملة حتى نسند أكثر من عمل لفرد واحد؟! - هل نتوقع أن ينتج مَنْ يعمل أكثر من اثنتي عشرة ساعة مثل إنتاج مَنْ يعمل نصفها؟.. إن تجاهل قضايا المجتمع وإغفالها من بعض الجهات الحكومية والمؤسسات الأهلية والشركات الخاصة لهو نذير سوء على المجتمع بأسره، ذلك أن بعض الشباب إن لم يجد ما يشغله ويحفظ وقته ويعود عليه بالنفع المادي والمعنوي، أشغل نفسه في أمور تقوده إلى الهاوية والهلاك كالمخدرات والإرهاب وغيرها.. وما نشاهده في هذه الأيام من ظهور بعض الشرذمة التي تسعى في الأرض فساداً إلا دليلٌ على أن عدم احتواء مثل هؤلاء قادهم إلى الحقد على المجتمع وتلقي معلوماتهم من خفافيش يعيشون في الظلام ويضمرون الكيد والحقد الدفين لهذا الدين العظيم والقائمين عليه في بلادنا العزيزة. محمد عبدالعزيز المحمود