تعهدت ايران أمس الثلاثاء بالالتزام بشفافية كاملة في برنامجها النووي في الوقت الذي ضغط فيه وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا والمانيا على طهران لاقناعها بالالتزام بالمهلة التي حددتها لها الوكالةالدولية للطاقة الذرية لاقناع العالم بانها لا تطور اسلحة نووية. وقال كمال خرازي وزير الخارجية الايرانية للصحفيين بعد ان عقد اجتماعا قصيرا مع وزراء الخارجية الثلاثة «نحن مستعدون لشفافية كاملة لاننا لانطور برنامجا غير قانوني». وقال دبلوماسيون ان وزراء خارجية دول الاتحادالاوروبي سيعرضون على ايران بعض المساعدة في تطوير برنامج مدني للطاقة النووية في مقابل تعاونها الكامل مع الوكالة الدولية. ووصف خرازي محادثاته مع وزراء الخارجية الاوروبيين بانها ايجابية وقال «من الطبيعي ان تحترم حقوقنا، ما هو مشروع لنا يجب ان يحترم وايضا كبرياؤنا وامننا». وبعد الاجتماع بخرازي مباشرة أجرى الوزراء الثلاثة محادثات مع رئيس مجلس الامن القومي الاعلى حسن روحاني، ومن المقرر ان يلتقوا ايضا مع الرئيس الايراني محمد خاتمي في وقت لاحق. وقال وزير الخارجية البريطاني جاك سترو «كلنا نحترم حقوق اي دولة ذات سيادة لديها برنامج نووي مدني لكن في الوقت نفسه لا تتورط في اي انشطة لانتشارالاسلحة». واستخدم المسؤولون الايرانيون الذين يؤكدون ان برنامج طهران النووي هو للاستخدامات السلمية وتوليد الطاقة لهجة مهادنة في الايام القليلة الماضية وذهب الرئيس الايراني الى حد التلميح الى امكانية ان توقف ايران تخصيب اليورانيوم والذي تزعم واشنطن انه محور برنامج سري لتطوير اسلحة نووية. وجاءت زيارة وفد الاتحاد الاوروبي قبل عشرة أيام من موعد انتهاء مهلة حددتها الوكالة الدولية التابعة للامم المتحدةلطهران لاثبات عدم صحة المزاعم التي تقودها الولاياتالمتحدة عن انها تطور برنامجا سريا لانتاج اسلحة نووية. وقال محمد البرادعي الامين العام للوكالة الدولية ان القضية النووية الايرانية قد تحال الى مجلس الامن اذا لم يستطع ان يشهد في التقرير الذي يقدمه يوم 20 نوفمبر تشرين الثاني بان ايران لا تنوي تطوير أسلحة نووية. وقال دبلوماسيون ان الموضوع الرئيسي الذي ستركز عليه المحادثات هو ما اذا كانت ايران ستصر على مواصلة خططها لاتقان عملية صناعة الوقود النووي بالكامل بما فيها تخصيب اليورانيوم. وقال وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر بعد ان اجتمع مع خرازي «اذااستطعنا الاتفاق اليوم اعتقد ان هذه ستكون خطوة الى الامام والا ستكون هناك مشكلة خطيرة». وقال دبلوماسيون ان وزراء الخارجية الثلاثة سيطلبون من ايران التعاون بشكل كامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وان تقبل بتفتيش صارم من قبل الاممالمتحدة وتوقف تخصيب اليورانيوم. وفي المقابل سيعرض الوزراء الاعتراف بحق ايران في امتلاك برنامج مدني للطاقة النووية وتقديم بعض المساعدات التقنية وضمان حصول ايران على وقود مستورد لمحطاتها النووية. والمهمة التي يقوم بها الوزراء الثلاثة في ايران هي مبادرة أوروبية مشتركةمن جانب الدول الثلاث التي اختلف موقفها بشدة من الحرب التي قادها الرئيس الامريكي جورج بوش على العراق. ولم يتضح ما اذا كانت واشنطن تؤيد مقترحاتهم والتي اعتادت معارضة اي اتفاق مع الجمهورية الاسلامية الايرانية.