وافقت ايران، أمس، على تعليق كل نشاطات تخصيب اليورانيوم "تقريباً" في اطار اتفاق مع الاتحاد الاوروبي، وذلك بعد مفاوضات بين الجانبين استغرقت نحو الشهر وتسارعت في اليومين الاخيرين على رغم حلول عيد الفطر. راجع ص8 وأفيد أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تسلمت امس رسالة رسمية من ايران تؤكد فيها موافقتها على تعليق انشطة تخصيب اليورانيوم. وقال مصدر ديبلوماسي أن هناك "اتفاقاً كاملاً بين الاتحاد الاوروبي والايرانيين، ووافق الايرانيون على التعليق الكامل لأنشطة تخصيب اليورانيوم، ولن تكون هناك اي تجربة او اي انتاج في منشآت التحويل". وكان هذا الديبلوماسي يشير الى احدى العقبات الرئيسية في المفاوضات الاوروبية - الايرانية، وهي مسألة انتاج الغاز الذي يشكل المرحلة الاولى في عملية تخصيب اليورانيوم. وينظر الى عمليات الناجحة على أنها مرحلة مهمة في انتاج مواد صالحة للاستخدام في صناعة الاسلحة النووية. وطبقاً للاتفاق فإن ايران ستوقف تخصيب 30 طناً مكعباً من اليورانيوم تمشياً مع القرار الذي اصدرته وكالة الطاقة في ايلول سبتمبر الماضي وكان مسؤول الملف النووي الايراني حسن روحاني التقى، مساء امس، سفراء فرنسا والمانيا وبريطانيا لابلاغهم قرار الحكومة الايرانية حول عمليات التخصيب. وذكر ان القرار الايراني حدد ايضاً الظروف التي توافق طهران بموجبها على التزام هذا التعليق الذي يمكن ان يبعد التهديد برفع قضية البرنامج النووي الايراني امام مجلس الامن الدولي. وكان ديبلوماسيون معنيون بالملف النووي الايراني أكدوا ان المحادثات بين طهران والاتحاد الاوروبي استمرت على رغم حلول عيد الفطر، وذلك بسبب ضيق الوقت، اذ ان وكالة الطاقة النووية تريد اعداد تقريرها قبل 25 تشرين الثاني نوفمبر، تاريخ اجتماعها المقبل في فيينا. تفاوض مستمر خلال العيد وتواصلت المفاوضات على رغم اعلان طهران السبت انها ذهبت الى ابعد ما يمكن لارضاء الاوروبيين الذين يريدون بكل بساطة تعليقاً شاملاً ودائماً لتخصيب اليورانيوم بدون اي غموض. واكد وزير خارجية الجمهورية الاسلامية كمال خرازي في تصريحات بثتها وكالة الانباء الايرانية ان ايران "فعلت ما بوسعها" لاقناع الاسرة الدولية بان نشاطاتها النووية محض مدنية و"لا تستطيع أن تفعل أكثر من ذلك". ووصل فريق من المفتشين من الوكالة الدولية للطاقة النووية الى طهران اول من امس في زيارة روتينية إلا أن ديبلوماسياً في فيينا لم يستبعد أن يعمل المفتشون على مراقبة عملية التخصيب في هذا البلد. وكان وزير الخارجية الاميركي كولن باول اكد في تصريح ان بلاده "لا تخطط لتغيير النظام في ايران وان هدف واشنطن ان تتخلى طهران عن طموحاتها النووية ودعمها للمنظمات الارهابية". واعتبر المرشد الاعلى الايراني آية الله علي خامنئي ان الادارة الاميركية "بدأت حرباً غير معلنة على الاسلام".