اتسعت دائرة التصعيد بين ايران واميركا لتشمل علاقات طهران مع دول الاتحاد الأوروبي بعد الانتقادات الحادة التي وجهها وزير الخارجية الإيرانية كمال خرازي الى الدول الغربية واتهمها ب"التطرف والوقاحة" وبأنها تحاول تخريب مسيرة التعاون القائمة بين ايران والوكالة الدولية للطاقة الذرية. وهدد خرازي بأن تعيد بلاده النظر في التعاون مع الوكالة بفعل تلك المواقف المتطرفة، مشيراً ايضاً الى الموقف الكندي الداعي الى رفع القضية الى مجلس الأمن. وكان خرازي يشير ايضاً الى موقف متشدد اتخذته ضد ايران، دول اوروبية عدة هي: ألمانيا وبريطانيا وفرنسا، خلال اجتماعات مجلس الحكام التابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا حيث تقدمت بمشروع يعطي ايران "فرصة اخيرة" حتى اواخر تشرين الأول اكتوبر المقبل، للإيفاء بتعهداتها النووية. وكانت النتيجة الثانية لهذا الموقف الأوروبي إعلان ايران عن تأجيل جلسات الحوار مع الاتحاد الأوروبي حول حقوق الإنسان حتى إشعار آخر، بحسبما اعلن مصدر في وزارة الخارجية الإيرانية، علماً ان الجلسات كانت ستعقد منتصف الشهر الجاري. وضغطت الولاياتالمتحدة وأكثر من عشر دول حليفة على اللجنة الدولية للطاقة الذرية لكي تصدر قراراً امس، يمنح ايران مهلة لإثبات انها ليست لديها برنامج سري لصنع اسلحة نووية. وانضمت اليابان وبريطانيا وفرنساوألمانيا الى الولاياتالمتحدة، في تقديم مسودة القرار الذي صيغ بعبارات قوية، وطالب ايران بالامتثال الكامل لمعاهدة حظر الانتشار النووي. ودعا القرار الذي وزّع في اجتماع مغلق لمجلس محافظي الوكالة الإيرانية، طهران الى وقف كل نشاطات تخصيب اليورانيوم. وقال علي اكبر صالحي سفير ايران لدى وكالة الطاقة الذرية ل"رويترز" ان قرار فرنساوألمانيا الانضمام الى الدول التي تقدمت بمشروع القرار، محاولة واضحة للتودد الى واشنطن، بعدما رفضت تأييد الحرب التي قادتها الولاياتالمتحدة ضد العراق. وأضاف: "انهم يجعلون ايران كبش فداء يقربهم من بعضهم بعضاً"، رافضاً فكرة المهلة. وقال محمد البرادعي مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية انه يوجد اتفاق واسع النطاق "بين اعضاء مجلس الحكام في الوكالة يؤيد منح طهران مهلة للكشف عن" كل تفاصيل برنامجها النووي. وقال البرادعي للصحافيين بعدما اختتم مجلس الحكام مناقشاته الصباحية، ان الأمر لا يحتاج الى وقت طويل لكي تقدم ايران كل المعلومات التي نحتاج إليها. وأضاف انه يجب ان تقدم ايران "إعلاناً فورياً كاملاً عن كل انشطتها النووية". وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قالت ان مفتشيها عثروا على آثار يورانيوم مخصّب من الدرجة المستخدمة في الأسلحة النووية في منشأة في ناطنز، ما اثار قلقاً من ان ايران ربما تقوم سراً بتخصيب يورانيوم لاستخدامه في صنع اسلحة نووية. وقالت واشنطن ان البرنامج النووي لطهران مجرد واجهة لتطوير قنبلة نووية. ونفت ايران قطعاً هذا الزعم، وقالت ان آثار اليورانيوم المخصب في ناطنز، كانت في معدات ملوثة بالفعل عندما اشترتها من الخارج في الثمانينات. وفي المقابل تلقت ايران دعم دول عدم الانحياز الممثلة في الوكالة حيث قال سفير ماليزيا لدى الأممالمتحدة في فيينا داتو حسين حنيف الذي تحدث نيابة عن حركة عدم الانحياز، ان غالبية الدول الخمس عشرة الأعضاء في الحركة يعارضون فكرة فرض مهلة على ايران لأن هذا سيعني ايضاً تحديد مهلة للبرادعي. وقال: "اننا نريد ان نمنح البرادعي حرية التصرف ليقرر". وأضاف "إذا كانت هناك مهلة محددة فإنه سيكون هناك احساس بأنكم تقولون للبرادعي انه يجب ان تكمل مهمتك بحلول ذلك الوقت". وتدعو مسودة القرار ايران الى "ان توقع على وجه السرعة ومن دون شروط وأن تصدق وأن تمتثل تماماً" للبروتوكول الإضافي الذي يمنح الوكالة الدولية للطاقة الذرية الحق في القيام بعمليات تفتيش اكثر صرامة على برامج ايران النووية. ولم توقع ايران البروتوكول على رغم انها عرضت بدء محادثات مع الوكالة الدولية في شأن توقيعه.