إننا لم نخلق في الحياة لنقضي أعمارنا فيها سعداء، فقد أنزل الله العلي القدير في كتابه العزيز (لقد خلقنا الإنسان في كبد)... صدق الله العظيم. فعلينا أن نعيش ونواجه الحياة بما فيها من سعادة وعناء، وكلاهما يدوم فلماذا لا نقبلها بحلوها ومرها؟ قد نكون غير قادرين مهما فعلنا أن نحرك سواكن الفرح الكامن هنا وهناك... لنجلب لأنفسنا منه بعض الزاد! لكن نحاول مرة ومرات ولا نيأس أبداً وبهذا يكون في مقدورنا أن نبتكر فرحاً خاصاً قد يتساءل البعض... وكيف...؟! فأقول: علينا أن نبحث وننقب عن أي مصدر يفرحنا ويسعدنا ومن هنا تطرق السعادة أبوابنا... والسعادة ما هي إلا خليط من الفرح العارم، والهناء المتدفق والسعادة موجودة داخلنا هذا لو فكرنا قليلاً كيف يمكن لنا أن نجلب تلك السعادة حتى ترتسم الابتسامة على شفاهنا. السعادة قالوا عنها... إنها حالة خاصة في داخلنا ولو لم تكن المعادلة السرية لمفهوم السعادة لما كنا تفاعلنا معها، ولا حتى مع الحدث ذاته... الذي يجعلنا نهتز طرباً... من فرط سعادتنا، وغالباً ما نجد صورة أخرى غير أخيرة، نجدها في الطموح الذي يحقق للإنسان ما كان يصبوا إليه حتى يصل على مبتعاه وللسعادة صور كثيرة بل وعديدة لا تحصى ولا تعد، فالسعيد حقاً هو من يبحث داخله ويرضى بما لديه، شرط أن يحسن التنقيب، والحياة كما نعلم جميعاً لا تخلو من المصاعب والمتاعب والهموم اليومية. ولكن كل شيء خلق بنظام وحكمة... فالحلو يقابله المر... والسهل يعانده الصعب والفرح يصارعه الحزن... ومعنى هذا أن السعادة أمر نسبي... أي أنها تختلف من شخص لآخر... أي ما تراه أنت سبباً للسعادة... قد لا أراه أنا... ولكن في النهاية يمكن لنا أن نصل... للسعادة من خلال تفاؤلنا. والسعادة هي الشيء الوحيد الذي له مذاق وطعم خاص، لكل من يحالفه الحظ به... هذا هو مفهوم السعادة التي يجب علينا أن نبذل كل ما نستطيع كي تشع البهجة وتطل علينا البسمة من جديد ومن دون مهاترات... واستهزاء بالوقت الذي يجري ويسرق من أعمارنا أحلى أيامنا. أتمنى أن تزورنا السعادة جميعاً... وأن يبعد الله عن الجميع الأحزان. وعلينا ألا نؤجل أفراحنا... وعلينا أن نبتسم للحياة من جديد... حتى يمكننا تخطي الصعاب... ونطلق العنان لقلوبنا... حتى نغرف من نهر السعادة لترتوي قلوبنا الظمآنة للسعادة... وعلينا أن نبحث دائماً عن مكامن السعادة حتى لا يمضي قطار العمر بنا من دون أن نتذوق طعم السعادة.