السعادةُ أمرٌ يبحثُ عنه وينشدهُ كل انسان .. هي شعورٌ عام.. يشتركُ ويشعرُ الناسَ به . هي مفهومٍ من غير الممكن رؤيته ولمسه بل يظهرُ على الفرد الذي يعيشُ في محيطه .. لذا فإن السعادة مُتاحةً للجميع فلاتقبعوا خلف زُجاج اليأس اكسروا ذلك الحاجز ..وتنفسوا السعادةَ في جماليات هذهِ الحياة . ثقوا تماماً لن تكون السعادةُ إلابين أيديكم فهي ليست مُنتجاً يُشترى ولاسلعةً تُستورد لذلك عيشوا السعادةَ في حياتِكم كما أنتم .بلاتكلفٍ ولامبالغة .. وابحثوا عن السعادة الحقيقة فقد باتت أوهامُها حجراتٌ صماء انتشرت في جنبات حياتنا كمُهرج ٍ في مسرح السيرك يرتدي قناعاً مبتسماً ومن خلف القناع قلباً يعتصرُ ألماً .. لا تقعوا أسرىَ للسعادةِ الوهمية قد تُظهرُ جانباً مُشرقاً للسعادة ولكنها في الحقيقةِ سرابٌ لاينقطِع ُ وهمه .. فالكثيرُ من الناس بات يُخطىءُ طريق السعادة والكلُّ يُريدها ولكن القلة َالقليلة هي من تملُك سبيلْ السعادة الحقيقة .. ولأيصال المعنى الحقيقي لها لابد من توضيح الفرق بين السعادةِ الوهمية والسعادةِ الحقيقية.. فالسعادةُ الوهمية.تتنوعُ بمفاهيمَ عديدة منها: .*سعادةُ المال: فكثيرِ من يتوهمُ من الناس بأن ذاك الشخص ُسعيداً لامتلاكه الأرصدةَ في البنوكِ والعمارات والأراضي .ولم يعتبر أن السعادةَ ليست في جمع المال على حد قول الشاعر : ولستُ أرى السعادةُ جمعُ مالٍ ** ولكن التقيَّ هو السعيد *سعادةُ الشهرة: وماأدراك ماالشهرة ..سعادةٌ ليست ملكاً لك ولكنها للبشر فهي بريقٌ زائف يشعُّ في أعينهم ليوهمهم أنهم سُعداء وهم في الواقع غير ذلك .. *سعادةُ الشهادات : قدتكونُ وهماً إن كانت تأسُرك وتجعلها هي من ترسمُ لك حياتك .ولكن إن كُنت تسعى بها للطموح والبناء فتلك سعادةٌ حقيقية لايُمنع بها .. *سعادةُ المناصب : همٌّ لصاحبها في الدنيا.. وإن لم يقم بحقها فهي حسرةٌ وندامةٌ يوم القيامة. وأحياناً قد يشقى للحصول عليها وقد لايفارقهُ الهمُّ أبداً وكلُّ ذلك خوفاً من زواله .. ابحثوا عن السعادةِ الحقيقة ..والتي قال عنها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كما ذكر ابن القيم في "المدارج"(431/1): (من أراد السعادة الأبدية فليلزم عتبة العبودية) فمن أراد ان ينالَها ولم يعمل بأسبابها بصدق ينطبقُ عليه قول الشاعر : ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها .. إن السفينة لاتجري على اليبسِ. فالسعادة َ الحقيقية ..هي الايمانُ بالله والتوكلُ عليه ..والعيشُ في مداركِ الآخرة ..والعملُ بها فالقرآن ُسعادةً لايوازيها شيءٌ في هذه الحياة مهما عشتم ومهما طُفتم أصقاعَ الأرضِ شرقاّ وغرباً .هو منبعُ السعادة فالزموه كل وقتٍ ..وكل حين.. اتركوا البروج العاجية وانزلوا لمنازلَ الضعفاء وعيشوا لحظاتهم البسيطة.. فالسعادةُ أحياناً هي أشخاص ..يُسخرهم الله بلامقابل .. فقد باتت أُطروحةَ السعادةِ اليوم أشبهُ بالواحةً.. أشجارها النفس البشرية .والإيمانُ بالله ماؤها.. والتوكلُّ عليه غذاؤها .. فحقيقتها..تكون بالرضا والصبر والعفو عن الناس .. لقول الله تعالى "خذ العفوَ وأمربالعرفِ وأعرض عن الجاهلين ) فجميلٌ أن تعيشوا سعداء ..بكل المعاني الواقعية.. بلاتكلفٌ يطغى .. عيشوا السعادةَ من داخلكم وامنحوها لغيركم فحتماً سيهبَكم الله مثلها وزيادة فهي لاتحتاجُ إلى معجزات لتُصنع ٰكلُّ ماتحتاجه قلبٌ متسامح وثقةً بالله .. ولكن اليوم قد يمتلكُ الإنسان من أرصدةٍ تعلوا أرقامها في بنوك الحياة ولكن حتماً سيبقى أضخمُ رصيدٍ قد يمتلكهُ الإنسان هو السعادة .. كونوا دائماً مع الله ..وعيشوا ببساطة. وتقوى الله خيرُ الزادِ ذُخراً وعند الله للأتقى مزيدُ أسأل الله يرزقنا وإياكم وجميع المسلمين الرضا والفرح والسرور في الدنيا والآخرة .. ويرزقكم سعادة ً لاتنتهي أبداً.. *إضاءة: ليتنا ندرك أن السعادة ليست ب الحصول على ما لا نملك ! بل هي أن نفهم ونقدر قيمة ما نملك .